Maybe in another life.

الفصل الثالث.

★زوي★

قبل ثمانِ سنوات

كراس الملاحظات مصحوبًا بكتاب "نظرية العدالة" لجون رولس، ونسخة من "دستور الولايات المتحدة الأمريكية"، وكتاب "لقتل طائر السخرية" لهاربر لي، الذي يُعتبر المفضل لدي. بعد أن أكملت تجهيز حقيبتي، رفعتها على ظهري وتوجهت نحو باب الغرفة. لكن قدماي توقفتا فجأة أمام المرآة. مالَ رأسي قليلاً، وأمعنت النظر في بنطال الجينز الضيق الذي أرتديه، والذي يتماشى مع قميص أبيض عريض وقصير بعض الشيء، ثم عدت إلى التأمل في وجهي. نظاراتي الكبيرة وشعري القصير البني كانا يضيفان لمسة لا أطيقها.

تنهدت بعمق.

أكره نظاراتي القبيحة.

أكره شعري.

أكره نفسي.

أكره تصرفي كفتاة تركز على دراستها أكثر من اهتمامها بأنوثتها.

أكره تظاهري بحب هذا التخصص رغم أنني أرفضه بشدة.

تنهدت مرة أخرى، ثم حولت نظري إلى الكتاب الأخير الذي لم أضمه إلى حقيبتي، والذي يحمل عنوان "كتاب الرقص: المورد الكامل للراقصين الطموحين" من تأليف كريستينا سميث.

تجاهلت الكتاب وخرجت من غرفتي، مغلقة الباب خلفي.

.

"تناولي طعامك، وركزي على دراستك، ولا تفوتي محاضراتك مع الفتيات"، قالت والدتي، وهي تزيل بقعة صغيرة بيضاء على حقيبتي باستخدام منديل مبلل، بينما كنت واقفة أتحرك بتململ.

"أمي، البقعة موجودة منذ ثلاث سنوات! هل تذكرتها الآن؟"

"أصمتي، يجب أن تبدين في غاية النظافة أمام الطلاب الأمريكيين"، ردت وهي تديرني لتواجهني وجهاً لوجه. كنت أطول منها قليلاً بفضل حذائي الرياضي. لدينا جينات غريبة؛ أمي طويلة وأبي أطول منها، فماذا يظنان؟ أن ينجبوا ابنة قصيرة نتيجة خطأ جيني؟

"لا تدعي الرجال يقتربون منك. امسحي فمك بمنديل بعد تناول الطعام، وافرشي أسنانك."

"أمي، أنا في العشرين من عمري، هذه نصائح محرجة"، قلت خجلاً، واضعة يدي على وجهي. ثم رفعت رأسي عند سماعي بوق السيارة، مما أعادني إلى الواقع. تناولت قضمة سريعة من قطعة توست بالزبدة والمربى.

"أراك لاحقاً، أمي، أحبك!" همست بكلمات غير واضحة وأنا أمسك هاتفي ومفاتيحي، قبّلتها بسرعة على خديها، ثم ركضت نحو السيارة.

"صباح الخير"، قال أبي مبتسماً بينما كنت أراجع كتبي. "هل أنت متحمسة، ابنتي؟"

"جداً"، أجبت، رغم أن الحماسة كانت مفقودة.

ابتسم أبي، ثم انطلقت السيارة، ورأيت أوراق الخريف تتساقط على السيارة وتملأ الشوارع. فتحت النافذة لأستمتع بالجو الذي أحبه بشدة.