"تحت سماء ملبدة بالغيوم، كان الليل يحمل معه أصداء الماضي. تلك الأصداء التي لا تهدأ، والتي تهمس في أذن أديب مع كل نفس يتنفسه، تحاول أن تسحب روحه إلى هاوية الذكريات. كان يدرك أن الطريق الذي يسلكه الآن ليس فقط طريقًا بين المدن، بل هو ممر نحو جزء من حياته قد حاول جاهدًا أن ينساه. كان يعلم أن هذا الفصل من رحلته سيكشف عن صفحات مضت ولكنه لم يتمكن أبدًا من تمزيقها من كتاب حياته."الفصل ستة وثلاثين: "أصداء من الماضي
------🪷
في مكتب بيروت رئيس قسم الشرطة.
كالعادة، الغرفة مملوءة برائحة الورق القديم والقهوة المرة.
الأضواء الكاشفة تسلط أشعتها على طاولة خشبية كبيرة تحتل معظم مساحة الغرفة، وخلفها يجلس بيروت، بملامح صارمة ونظرات حادة. أمامه ناصر، الذي يبدو متوترًا بعض الشيء، ولكن عينيه تحملان قوة المعلومة.
بيروت: (بصوت هادئ ولكنه مليء بالثقل) "ناصر، نحن نلاحق شبحاً. كل ما نعرفه عن يزيد جابر مبهم وغير كافٍ. أنت كنت قريبًا منه في الماضي كنا قلت... نحتاج معلومات تساعدنا في تحديد تحركاته، أي شيء قد يفتح لنا بابًا لإيجاده ."
ناصر: (يجلس مستقيمًا، ويتنفس ببطء قبل أن يبدأ بالكلام) "يزيد لم يكن طفلًا عاديًا في الماضي، بيروت. حتى ونحن أطفال، كان دائمًا ما يسعى للسيطرة، كأنه ولد برغبة في التحكم بمن حوله. كنا نلعب الكرة في الشوارع الضيقة، ولكنه كان دائماً يصمم أن يكون قائد الفريق. لم يكن ذلك سيئًا بالضرورة، كان يفوز دائمًا. لكن خلف تلك الابتسامة الواسعة، كان هناك شيء مظلم."
بيروت: (يميل برأسه إلى الأمام، مهتمًا أكثر) "مظلم؟ كيف كان يظهر هذا الجانب؟"
ناصر:(يتذكر بتجهم) "كان يعرف كيف يستغل نقاط ضعف الآخرين، حتى لو كنا مجرد أطفال! تخيل هذا. كان يهمس في أذنك بأشياء تجعلك تشعر بعدم الأمان أو بأنك أقل منه. لكنه كان يتوقف قبل أن يصل إلى حد الكسر. كان يلعب لعبة دقيقة... يختبرنا!"
بيروت: "وهل تعرف أين قد يكون الآن؟ نحتاج لأي دليل يقودنا إليه."
ناصر: (يتنفس بعمق، ويمد يده إلى جيبه ويخرج ورقة مطوية بعناية) "مستحيل ان اعرف، لقد اختفى منذ تسعة عشر عاما دون اي كلمة ،لكنني اذكر عنوان منزل والديه القديم. كانوا يعيشون في حي هادئ، بعيد عن صخب المدينة، على أطراف البلدة، لقد كنا نذهب الى منزله كثيرا، رغم مرور السنين، قد تكون هناك بعض الأدلة."
بيروت: (يأخذ الورقة ويفتحها ببطء، ينظر إلى العنوان المكتوب بعناية) "شكراً، ناصر. هل لديك فكرة عن الأماكن الأخرى التي كان يقضي فيها وقته؟ او بالأدق أ كان يأتي الى اسبانيا عندما كان صغيرا ؟ "
أنت تقرأ
"أديب"
Romanceفي عالم مليء بالأسرار والدماء، تعيش سيلينا، الفتاة المغربية، رحلة مثيرة في إسبانيا لحل قضايا العمل. سرعان ما تجد نفسها غارقة في جريمة قتل غامضة، مهددة من قِبل رجل مافيا مهووس. بينما تكشف أسراراً مظلمة، يتشابك مصيرها مع أديب، الرجل الغامض، ليخوضا معا...