86-النهاية

198 14 1
                                    


~~~

بضوضاء ساكنة قصيرة، بدأ الفيلم على الشاشة، كان المجنون قد أعطاني فيلمًا لمشاهدته ذات يوم عندما كنت أشعر بالملل في المستشفى، كان لدي شك في أنه كان نسخة مؤقتة من فيلم المخرجة جونغ، على الرغم من أنه كان يجب أن أشغله على الفور، فقد استغرق الأمر 30 دقيقة إضافية، مليئة بالتوتر غير المألوف، للضغط بعناية على زر التشغيل

تتوالى أحداث الفيلم مع بدء البطل يومه في العمل، فهو يعمل كمذيع فيديو في إحدى محطات التلفاز المحلية، ويسعده أن يتواصل معه أحد المنتجين لإنتاج فيلم وثائقي، وهو ما يمثل تتويجًا لعمله الشاق، ومفهومه بسيط: طرح سؤال واحد وإجراء مقابلات مع مجموعة متنوعة من الأشخاص
والسؤال:

"لماذا تعيش؟"

ولكي يجعل الفيلم الوثائقي مميزاً، فإنه لا يختار مواضيع عادية بل أفراداً لهم خصوصياتهم، مثل امرأة مثلية، ورجل يستمتع بارتداء ملابس نسائية، وممثل يشعر بالتوتر أمام الكاميرا، وموظف في مكتب يريد الموت، وغير ذلك الكثير

وبينما يحرر كل مقابلة، تتشابك حكايات ماضيه وحاضره، طفولته الصعبة، والحاجة إلى التعامل مع الحياة بشكل مستقل، لكن شغفه بشيء يحبه يدعمه، إن التقاط العالم من خلال الكاميرا يجسد كل أحلامه

ولكن كلما سعى وراء شغفه، أدرك افتقاره إلى الموهبة، ومع إدراكه لوفرة العباقرة في العالم، فإنه يتصارع مع فكرة مفادها أن الشغف والعمل الجاد وحدهما قد لا يسد الفجوة مع الموهبة الفطرية، فهل ينبغي له أن يتوقف عن رحلته هنا، أم يستمر؟

يصبح هذا الفيلم الوثائقي لحظة محورية بالنسبة له، فهو يبذل قصارى جهده، ويلتقط ما يرغب فيه حقًا، ومع اقتراب موعد الرحيل، يتلقى مكالمة، ويرد على الهاتف في صمت، وعندما يغلقه بتعبير جاد، يدخل المنتج منزعجًا

في يد المنتج الفيلم الذي صنعه البطل، ويعلق المنتج: "من الذي قد يشاهد هذا المحتوى العادي بمثل هذا المفهوم المبتذل؟" كل ما يمكن أن يفكر فيه البطل هو أن الجهد الذي بذله لمدة شهر في الفيلم الوثائقي الذي تبلغ مدته ساعة قد ذهب سدى، عندما وصل إلى المنزل، كانت الكاميرا تتبعه مثل جرو، وتركز فقط على ساقيه

بعد خلع الملابس، ودخول الحمام، وقضاء وقت طويل في النهاية، يتوقف أمام مكتبه، ويشاهد مرة أخرى الفيلم الوثائقي الذي قام بتحريره

تفحص الكاميرا الغرفة ببطء، وتكشف بشكل متقطع عن وجوه الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات

ظهرت في وقت سابق من الفيلم

في المقابلة الأولية مع المثلية، لفتت صورة على الطاولة الانتباه، إنها صورة لأب شاب مع رجل آخر، أيديهما متشابكة معًا، مما يوحي بأكثر من حميمية عادية، عندما يظهر الممثل، الذي يرتجف أمام الكاميرا، على الشاشة، تنتقل الكاميرا إلى زجاجة حبوب بجوار صورة والده، يشير الاسم إلى أنها دواء نفسي، وكشفت الملاحظة المرفقة بها

الانتقام-مُـترجمـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن