CH. 36

46 4 5
                                    


' شخص واقع في الحب مع الحب '

-----

تلفظ عمر كلماته بهدوء فشعر آرناند بخوف مفاجئ ..
شعر و كأن روحه في مخافة أن تكون من أولئك العاصين المتوعَدُ بهم ،

كان غريباً... فكيف لمسيحي أو معتنق أي دين آخر أن يخاف من عاقبة المكذبين بدين غير دينه الذي تربىٰ علىٰ عقيدته و أحكامه و أوامره منذ صغره؟

" الحياة لا تخلو من المصائب و الابتلاءات ، و إن أردت أن تكمل مسيرك في هذه الحياة 'فعليك أن تركب مركب الأمل' " ،

أخذ عمر نفساً ...

" فطبيعة الحياة و البشر فيها ، تجعلان من المستحيل أن تخلو حياة المرء مو المصائب و الشدائد ، فتضيع نقود الشخص ، أو يموت له حبيب ، أو يمرض له جسم ، أو تتعب له نفس و روح ، فهذه هي سنة الحيان أخي .. ! " ،

تبادر إلىٰ ذهن آرناند أخيه ..
يشعر بالحزن و لكن في ذات الوقت هو لا يجد مهرباً ولا مفراً أو مخرجاً يمكّنه من الابتعاد عن كل هذا ،

نظر آرناند إلىٰ عمر فوجده يبتسم إليه بحزن و نظراته تتفحص وجهه ..
هو يعلم أن عمر يفهم تماماً ما يشعر به هو ،

" لا تحزن.. " ،

توسعت غرابيتا آرناند قـليلاً و ارتفعت حواجبه بمقدار بسيط عما كانت عليه بينما هو يضع القشة في فمه فتموضعت بين شفتيه ،

" لا تحزن .. فإن أشد ساعات الليل حلكة هي الساعة التي تسبف الفجر ، ولا تحزن فمع العسر يسر و مع الشدة فرج " ،

تخبطت أحاسيس آرناند و تلخبطت .. من تصديق إلىٰ حزن ، و من انكسار إلىٰ ضياع ،

" لا تحزن .. فالحزن لا يرد غائباً ، ولا يشفي مريضاً ، و لا يحيي ميتاً ، و المرض يزول ، و المصاب يحول ، و الذنب يُغفَر ، و المحبوس يفك ، و العاصي يتوب ، و الفقير يغتني " ،

لقد كان هذا الحديث بمثابة مواساة لآرناند ...

تمكن عمر من آرناند فبدأ الآخر يبكي بصمت و حزن و قهر كبير ،

أحس عمر بالذنب علىٰ الرغم من أنه كان يواسيه فأردف بحزن، " أَأُكمل؟! " ،

أومأ آرناند مستنشقاً مخاطه الذي سال من أنفه و مرتشفاً رشفة من مشروبه البارد علّ تلك الغصة تختفي لينبس بخفوت ، " من فضلك " .

----

تجلس في غرفتها وحيدة بعد أن عادت من المستشفىٰ .. تستمع إلىٰ القرآن الكريم بصمت ضامة قدميها إلىٰ صدرها بينما تحدق بالفراغ بجمود ،

FORBIDDEN | محرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن