لا أستطيع

19 3 8
                                    

كان اسامة قد اتى ببعض الاغراض للدار ممتثلا لطلب السيدة ماريا و عند نزول عبير كان يسلم الاغراض للسيدة فيدال .

فيدال : شكرا لك عزيزي .
اسامة : على الرحب سيدتي ، اناااا علي الذهاب .
فيدال : لن اعطلك عن عملك ولو انني احبذ أن تتناول معنا الشاي ، ها ما رايك .
اسامة : و أنا أيضا اتمنى لاكن لا وقت ، شكراً على العزومة سيدتي .
فيدال : لا عليك انتبه لنفسك .
اسامة : حسنا الى اللقاء .

عند مغادرته رأى عبير تقف على السلم هي و خلفها ديفا التي كانت تنظر لعبير نظرات شفقة ، لم يطل اسامة النظر و حول نظره إلى الارض تاركاً المكان و خلفه حبيبته المتألمة من هجرانه .

خرجت الفتيات الى الباحة فعانقت ديفا عبير لتخفف عنها حزنها .

عبير : هو لا يريدني ديفا .
ديفا : عبيييير .... اهدئي .
عبير : لقد تخلى عني ديفاا .
ديفا : لا هو فقط مشتت .
عبير : لقد تركني تركني ببساطة .
ديفا : كفي عن البكاء هياا .

لم تستطع ديفا رغم محاولاتها اسكات عبير ، لاكن اسامة لم يكن افضل فبرغم من غضبه و حزنه إلا ان عيناه الزرقوتان كالبحر فاض بهم الموج حتى اغرق قلبه ، قلبه الذي لم يحب غيرها و الآن هو يشيح بنظره عنها مجبرا ، كان مجبرا لانه لم يرد التنازل عن كلامه .

فالليوم التالي لاحظ جورج على اسامة الشحوب و العبوس فسألة عن ما يشغل باله .

اسامة : لا شيئ .
جورج : بل هناك .
تنهد اسامة  و اتكئ على الحائط ثم قال لجورج كل شيئ ليمعن بعدها في وجه جورج الذي كان يستمع بئنصات لما يقول و بعد تفكير من جورج قال له : اسامة صراحتا انت حر بأخذ البنت او لا ، لاكن اظنك جرحت مشاعرها بكلمة يتيمة .
اسامة : أعرف ، لاكني لا أفكر حين اغضب و انا حقا لا أستطيع تحمل مسؤولية الطفلة الآن ، و انزعجت حينما طلبت مني المغادرة كأن وجودي ثقيل عليها فقط لاني خالفتها .
جورج : نعم نعم افهمك ، لاكن النساء هكذا حنونات و مشاعرهم تغلبهم أحيانا اما أنت الان عليك التحدث معها و إصلاح الامور بعد أن تفكر بعمق بموضوع الطفلة .
اسامة : لا أستطيع نسيان ما حدث أنا حقا غاضب منها ، لاكن سأفعل ما بوسعي اعدك .

انصرف الاثنين الى عملهم حتى اتى الليل ، ليظهر ادم تحت شباك اسامة ،

ادم بنداء :اسااامة يا اسامة .
اسامة : ما خطبك ؟
ادم : اخرج اخرج  هناك حفلة اليوم على الشاطئ هيا سيقدمون طعاما لذيذا .
اسامة : حسنا اسبقني .

و فعلا تجهز اسامة و توجه الى الحفلة المذكورة و كانت حفلة لافتتاح مطعم جديد ، وصل اسامة لمكان تواجد ادم و ريان و باقي شباب القرية ، فطلب ادم من الشباب الذهاب معه لإحضار بعض العصائر لاكن رفض كل من اسامة و ريان اللحاق بهم و بقوا بتبادلون اطراف الحديث الى أن قال ريان : انظر انهم فتيات الدار .
اسامة : هل تعرفهم ؟
ريان : ليس كلهم أعرف فقط تلك الشقراء .
اسامة : تقصد عبير ؟
ريان : لا أعلم اسمها لاكن تلك التي تلبس فستان مكشوف  قصير و أبيض .
للوهلة الأولى لم ينتبه اسامة إلى ما قد ارتدته عبير لاكن و مع سماعه لكلام ريان توجه الى مكان تواجد عبير و ديفا و هو يشتعل غضباً الى أن وصل إليها و جرها بساعدها الى خلف الاشجار و اوقفها امامه.
اسامة و هو يكز على اسنانه : هل جننتي ؟
لم ترد عليه عبير بكلمة .
اسامة : اتكلم معك ، ماهذا ؟ اجننتي؟
_عبير ردي ، هل ترتدين قطعت قماش ؟
عبير حافظت على سكوتها .
اسامة : عبير إذا اردتي اغاظتي ففعلي غير هذا ، عبير ثيابك لا تعتبر ثياب هي لا تغطي شيئ .
_لن تردي ، إذا هيا إلبسي معطفي خذي .

اخذ اسامة المعطف من على جسده و وضعه حول كفيها ثم مسك يديها الباردتان ليدخلهما الى الاكمام فتعجب من برودتهما .
اسامة : انتِ بارده جدا .
بعد أن ألبسها الجاكيت لف يديه حول خصرها العاري و لمسه بيديه الدافئتين فقشعر جسدها .
اسامة بصوت خافت : انتي مجنونه .
عبير : لا دخل لك .
اسامة : توقفي عن العناد .
عبير : ابتعد .
اسامة : لن ابتعد .
عبير : اتركني .
ضل اسامة ممسكا بخصرها الى أن تلاقت نظراتهم فجأة .
عبير : ماذا تريد الآن.
اسامة بهمس و هو يحدق بشفتيها : لا شيئ .
عبير : إذا ...
لم تكمل عبير كلامها حتى انقض عليها اسامة بقبلة طويلة و قاسيه لم تفلت منه حتى كاد ينقطع نفسها .
عبير : اتــ...ركني .
اسامة : لا تخلعي المعطف ، و لا اريد هذه الملابس مجددا أنا جاد بكلامي .
عبير : حسنا لاكن دعني أعود سيفقدوني و سننفضح .
عاد اسامة إلى الجمع و عبير خلفه، ألقى سلام على ديفا و همَّ بالمغادرة و لاكن قبل مغادرته نادته عبير و سألته إذا كان حقا لن يعود لمقابلتها ، فستدار اسامة لجهتها و نظر لها بحزن و لف وجهه و غادر .

ارتوى حباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن