الشابتر التاسع: معشوقتي الحمقاء.

8.9K 561 362
                                    

كان واقفا ينظر الي بإصرار مترقبا تلك الملامح التي علت وجهي بتعجب ان تتغير ، لقد توقف في منتصف الطريق منتظر ان انطق ،
لكن كل ماتهجئته من حديث هو كلمه : اتمازحني؟

اخذ ينظر الي بضعت ثوانن ليتنهد بقوه ، بالطبع حيلته لن تنطلي علي ، نحن حتى لم نكمل الشهر لمعرفة بعضنا البعض ، ولم اره سوى عدت مرات مالذي يهذي به الان؟؟ حب؟ عن اي حب يتحدث!.

رأيت عيناه الحادتين تنظران الي ليبتسم بسخريه ويقول: انت حقاً ذكيه ، كيف اكتشفت تلك الحيله!!.

قلت مستنكره : لا تمازحني بكلامك العابر مجددا .
اسندت رأسي لاسمعه يتمتم بضع كلمات وينطلق بالسياره ، هل كان مزاحا حقا ، لكن مالجدوى من ممازحتي بشان هذا؟؟

لا اعلم كيف يعمل عقله على اية حال لن اشغل بالي بذلك اكثر ،
وصلنا للمنزل ، لكن لا احد هناك سمعت صوت هاتفه يرن ، ليرفعه : مرحبًا.
كان صوته البارد يسترسل بالحديث وقد اومئ برأسه
: حسنا سنلتقي بكم هناك.
اغلقه ليشغل المحرك ويقول: لقد رحلوا بالحافله سنلتقي بهم في المخيمات .
استوقفت حديثه قائله : انتظر انتظر ، اتعني ..اننا سنبقى طوال الرحله معاً! !.

هذا اول ما خطر على بالي ، البقاء بجانب ذلك الاحمق طوال الطريق ، لا اتخيل مالذي سيحصل!!.

تأففت بتململ وانا اراه يغلق حزام الامان الذي قام بفتحه لبرهه ، ليقول: لا تقلق لن تسببي لي الازعاج .

ضحكت ساخره لاقول: اليست هذه جملتي؟؟
تجاهلني ببرود ليبدأ بالتحرك ، كان الطريق مظلم فقد قاربت الشمس بالغروب،

شعرت بالنعاس لأتكئ على النافذه بملل، كان الصمت يعم المكان .
شعرت بشيء ثقيل يرمى علي لالتفت اليه وانظر لذلك الكيس الذي ترجل بوضعه على فخذاي بقوه ليقول: هذه اغراضك.

كانت تلك البذله ، تنهدت لاعاود النظر للنافذه: هل غضاء الوقت معي يشعرك بهذا الملل الشديد؟

كان صوته البارد والذي يعلوه الكبرياء :ليس تمامًا انه فقط لا اعلم كيف يمكنني التواصل معك بالحديث.

نظرت اليه لاراه يبتسم بشكل مخيف رغم ان اي شخص قد يراه سيضن بانها ابتسامه عاديه لا غير ، لكن ، لكن اشعر بأن ذلك الفتى البارد واللطيف بالمعامله، لديه ذلك الجانب الغامض والمظلم ، وجه آخر لا يمكن لاحد رؤيته .

وجه مخيف!

رغم انني اعلم تفاصيل وجهه بدقه الان لكن شخصيته المعقده ووجهه الاخر لن يدعني اراهما بوضوح ولو بعد الف قرن اليس كذلك!؟.

ستساورني الشكوك به طوال حياتي !.

هو فقط سيظهر لي جانبه البارد كأي شخص صحيح ؟.

كنت اتأمله طوال الطريق ارى حركاته العفويه والتي جذبت اهتمامي ، تأففه من الطريق المزدحم ،نفخ خداه كالطفل ،تململه وحركات يده على شعره الغير مرتب ، تثائيه المستمر .

دميه تشبهك من فضلك!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن