إنه الواحد والعشرون من آذار، هذا التاريخ الذي يبشر يعيد ليس مثله عيد؛ عيد الأم.
هذه الملاك الحارس، صاحبة القلب الطيب والحنون. ينبض قلبها كي يعيش أبناؤها بسلام.
تنجب وتربي، ترى أبنائها يكبرون أمامها بدموع العين وارتجاف اليدين.
تبقى صاحية في عدة الليالي الظالمة كي يرتاح أبنائها.
الأم، الكلمة الواحدة تكفي ولها هيبة وشأن عالي المقام.٢٠١٥
ولكن عيد بأية حال عدت يا عيد...
كانت جنان جالسة في حديقة منزلها تنظر إلى الورود الجديدة التي نبتت منذ أيام قليلة. كانت سارحة بذكريات الماضي، فمثل هذا اليوم، يحترق قلب كل يتيم فقد والدته.
ما الا لحظات حتى شعرت بيدي ابنتها زينة تلتف حول عنقها، حيث زرعت قبلة على جبينها قائلة:
"كل عام وأنت الأعز على قلبي، كل عام وأنت أمي."
"شكرا لك يا نور عيوني أنت، أنت قوتي وصبري وفرحتي وكل حياتي." قالت جنان لابنتها الوحيدة زينة.
"ما أجملك وما أبهاك يا أمي، أطلب من الله أن يوهبك الفرح والسعادة وطيلة العمر يا غالية." قالت زينة.
"يا حبيبتي، وأنا أطلب من الله أن ينير دربك ويمنحك العمر والصحة والسعادة يا نبضات قلبي يا ابنتي." قالت جنان جيث تحرك في داخلها جروح لم تشفى حتى اللحظة.١٩٩٠
"لقد تأخر عماد وملك كثيرا." قال رامز.
"بالطبع لم تجهز الخانم بعد." قالت سهام والسم يتساقط عن وجهها.
نظر زياد اليها وعقد حاجبيه بغضب وهز رأسه.
"كل شخص يجب ان يهتم بأحواله الشخصية يا ابنتي. من بعد اذنك طبعا." قال رامز.
كانت العائلة جالسة حول مائدة الطعام في الحديقة محتفلين بمناسبة عيد الأم.
كان رامز جالس على رأس الطاولة، على يمينه كانت رندة وعلى يساره زياد. وكانت سهام جالسة جنب زياد.
فيما كانت زهرة جالسة جنب جدتها رندة، وعلى يسارها سوزان ثم بشير.
كانت جنان تطعم ابن زياد، محمد."حبيبتي، هل أنت بخير؟" اقترب بشير من سوزان وهمس في اذنيها.
"أجل حبيبي، الحمدلله اليوم أنا بخير." قالت سوزان.
كانت زهرة غير عادتها، بالطبع، فمثل هذا اليوم جميع الأولاد تفرح بالقرب من والدتهم. لكن زهرة لا تعرف من تكون والدتها حتى.
"ما الأمر يا حبيبتي؟ ألست مسرورة؟" قالت سوزان لزهرة ومسكت بيدها.
"أنا مسرورة بالقرب منك، لطالما كنت أمي التي لم تنجبني! أحبك يا عمتي، يا أمي." قالت زهرة وشدت على يدي سوزان.
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
Non-Fictionعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...