بعد هذا الخلاف الذي دار بين زياد وعماد في المنزل، توجهت رندة مسرعة الى غرفتها لتلقي نظرة على رامز.
فوجدت دموعه تتساقط مثل حبات المطر عن خديه.
دخلت الغرفة وجلست جنبه."ما ذنبنا يا رامز ان نعاقب هذا العقاب. قلبي لم يعد أتحمل. لم أعد أقدر أن أتحمل هذا الثقل لوحدي. أرجوك يا رامز انهض وعد كما كنت." قالت رندة ومسكت بيد زوجها رامز.
وبعد لحظات، طرقت جنان باب الغرفة ودخلت.
"أمي، العم رضى والعم سليم أتيا ليزورا أبي." قالت جنان.
رضى وسليم أصدقاء رامز المقربين."ادخليهما هنا." قالت رندة ومسحت دموع زوجها.
فرح رامز بقدومهما."مرحبا." دخل سليم ثم رضى.
"أهلا، تفضلوا أهلا وسهلا." قالت رندة.
"كيف حالك؟" قال رضى.
"الحمد لله، الحمد لله." أجابت رندة.
"زوجتي فاطمة تسأل عنك، لم تقدر ان تأتي معي لانها مشغولة." قال سليم.
"الله يسلمها، تفضلا اجلسا." قالت رندة.
"كيف أصبح؟" سأل رضى.
"الحمد لله، على حاله. انه يتلقى العلاج الفيزيائي ومتكلين على الله." أجابت رندة بغصة.بقيا حوالي النصف ساعة، وبعد أن تناولا القهوة غادرا.
وبينما خرجوا من المنزل، وجدا عماد وزوجته وابنتهما في السيارة.
"الله يهديهم، الله يهديهم." قال رضى.
"قضوا على رامز ورندة، الله يصبرهما." قال سليم.
"الاثنان لا يتصرفون صح، أما عن ابنته الفلتانة جيهان... هموم مثل الجبال." قال رضى.
"لا يهمنا. هيا لنذهب نلعب طاولة." قال سليم."سهام، سهام." بدأ زياد يصرخ.
خرجت سهام من الحمام مسرعة: "ماذا حبيبي؟"
"انت ماذا فعلت؟ لماذا شتمتي ملك وعماد؟" قال زياد.
"لقد رمت المياه على ثيابي، وهي ايضا شتمتني." قالت سهام.
"الله عليكما انتما الاثنان." قال زياد."اسمع زياد، الى متى سنبقى في هذا المنزل، والدك لديه اراضي كثيرة ومنزله، لما لا يعلن عن وصيته كي يأخذ كل منا حقه." قالت سهام.
"انت لا تتدخلي في هذا الموضوع، وهذا الموضوع سابق أوانه." قال زياد.
"حبيبي، دعنا من العواطف، ان لم تكن انت سيكون عماد. انتبه!" قالت سهام.
"انا اعلم كيف ادير الأمور، وموضوعك انت وملك لم ينتهي بعد." قال زياد."انت دائما تقف مع ملك، انا غلطانة دائما. وهي ملاك!!" بدأت سهام تصرخ.
"اسمعي سهام. اخرسي والا ادعك خارج المنزل." قال زياد غاضبا وخرج من المنزل.جلست سهام على الاريكة في الصالون وشرارات الغضب تلمع، والسم يتساقط من وجهها.
~ستدفعين الثمن يا ملك، ساحرقك يا زياد وأعيدك الى القمامة انت وعائلتك.~بعد مرور عشرة أيام
خرج المعالج الفيزيائي من غرفة رامز.
"طمني يا دكتور، هل يتجاوب مع العلاج." قالت رندة.
"ابشركم، الحمد لله. رامز يتحسن ويستجيب للعلاج بشكل ممتاز." قال الطبيب.
"الحمدلله، يعني دكتور سيعود ويتحرك؟" سألته جنان.
"نعم، انشاء الله، وسيتكلم أيضا." قال الطبيب.
"أشكرك يا الله... الحمد لله." قالت صفية.
"يا سلام، جدي سيعود الينا." قالت زهرة وعانقت عمتها.زقزق المنزل بالفرح، وتعالت نسمات الأمل في قلوبهم.
"عماااد، عماااد...." بدأت ملك تصرخ.
كانت ملك في المطبخ تحضر الطعام، حيث أحست بألم حاد في كافة انحاء بطنها.
وضعت يديها على بطنها وبدأت تصرخ.بدأت ملك تصرخ وتبكي، لم يكن هناك أحد في المنزل سواها هي وياسمين.
فعماد كان في عمله الجديد، سائق أجرة.خرجت ملك من الشقة، وقفت على الباب، بدأت تصرخ طالبة النجدة.
ثم طلبت من ياسمين ان تذهب بسرعة لتخبر بيت جدها ان يسعفاها.في هذا الوقت كانت سهام في منزلها تشاهد التلفاز.
"أمي، الخالة ملك تصرخ." قال محمد.
"لا يا حبيبي، التهي بألعابك." قالت سهام.
"يا امي، الخالة ملك تصرخ." قال محمد واراد ان يصعد ليراها.
"محمد عد الى هنا، بسرعة. نحن ليس لدينا علاقة بهذا الامر، ألم تتعلم. بسرعة توجه الى غرفتك ولا تعود قبل ان اناديك." قالت سهام."ساعدوني، سهااام ارجوكم." بدأت ملك تصرخ وتبكي من حدة الألم.
حاولت ان تنزل على الدرجات.
لكنها، فجأة فقدت وعيها وسقطت عن الدرجات.خرجت ياسمين من باب البناية، كانت متوجهة الى منزل جدها مسرعة وهي تبكي، خائفة على والدتها.
كانت تركض وتصرخ لجدتها وعمتها.في هذا الوقت، كانت جنان تودع الطبيب واقفة على باب المنزل حيث سمعت صوت فرامل سيارة قوية.
"يا فتااااة..." صرخ أحدهم."خير انشاء الله..." قالت جنان وركضت لتخرج الى الشارع كي تعلم ماذا حصل.
تشرق الشمس من بعد غياب، ثم تعود وتغيب وهكذا دواليك...
تشرق الشمس معلنة بصعود صباح جديد على عرش الساعات.
وهذه الشمس تمد يدها وترفع الأزهار.
ولكن هذه الأزهار تنحني مع مرور الأيام.
تنحني لهطول قطرات المطر عليها، ينكسر ضلعها وتتشتت جذورها ويصيبها الهلاك وتنتهي بالموت.وهكذا هم البشر،
انهم ازهار تنمو بمساعدة الأمل والفرح،
لكنهم يهلكون بواسطة المشاكل والهموم عندما يكبرون!________________________________
مرحبا
كيفكم؟
كيف كان هذا الفصل؟
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
Não Ficçãoعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...