الفصل ٤١

180 19 29
                                    

بعد مرور يوم

"يا اختي قربت، بقي هناك أشهر قليلة وستصبحين حرة." قالت جنان لجيهان.
"منتظرة هذا النهار بأحر من الجمر يا جنان." قالت جيهان.
"ما شاء الله انظري الى رشا فانها تشبهنا." قالت جنان حيث كانت رشا في حضن والدتها حيهان.
"ههههه، نعم وعل يوجد اجمل منا؟!" قالت جيهان.
"بالطبع لا!" أجابتها جنان، :"ومن هذا الذي تتحدث معه هيفاء؟"

نظرت جيهان نحوها: "فالت لي بانه خطيبها." أجابتها.
"احترسي منها ولا تثقي بها مجددا." تابعت جنان.
"أعلم، لكنها تغيرت كثيرا، وهي تعاملني بلطف ولكن لا تقلقي انا واعية." قالت جيهان.

"المعلم فرحان بك كثيرا." قال حسام.
"هذا جيد، بلغ سلاماتي له." قالت هيفاء.
"هناك بضاعة جديدة في المرة القادمة ستصلك، كوني حذرة هذه المرة." قال حسام.
"لا تقلق يا حسام، كل شيء سيكون على ما يرام." قالت هيفاء ونظرت الى جيهان بطرف عينيها.
"ماذا تخططين أن تفعلي بها؟" سألها حسام.
"كل شيء بوقته حلو، بعد شهرين ستخرج من السجن." قالت هيفاء.
"حسنا، عندما تنوين قولي لي." قال حسام.
"لا تقلق، السجن هنا علمني الكثير، بقي لدي سنة لأخرج." قالت هيفاء.
"هذا جيد، لذا ستخرجين وستصبحين يدنا اليمنى." قال حسام.

في الأردن

وصلت سهام الى الأردن ولكنها لم ترى والدتها الا في اليوم الثاني وذلك لأنها كانت تخضع لعملية.
"المريضة فاقت." قال الطبيب لسهام ولميس: "بعد قليل يمكنكان ان تدخلا ولكن سترونها كل واحدة بمفردها وارجوكما لا تتعباها.."
"الحمدلله" قالت لميس.

بعد حوالي دقيقتان، خرجت الممرضة ودعت احداهما للدخول. فطلبت سهام من لميس ان تدخل هيا أولا.
دخلت لميس بعد ان ارتدت مريولا ووضعت كمامة على فمها. اقتربت من خالتها ولم تقل لها سوى: "الحمدلله على السلامة، هناك مفاجأة لك." ثم خرجت.
فكريمة لا تستطيع ان تتحدث بسبب الآلات الطبية.
خرجت لميس بسرعة وتوجهت الى سهام ومسكت بيدها: "هي ندمانة يا سهام، ارجوك لا تقسي عليها وتتعبيها، ارجوك."

ارتدت سهام المريول ووضعت الكمامة وتوجهت بخطى مرتجفة نحو الغرفة.
دخلت الغوفة بتوتر، كان عقلها يصرخ ويقول لا تدخلي فيما قلبها يطلب العكس. وهي تدخل تذكرت المعاناة والمرارة التي عاشتها بسببها. تذكرت كيف هربت من المنزل عند خالتها ثم سافرت الى لبنان ولم تسأل عنها.
والدتها من لحمها ودمها لم تسأل عنها.
لكنها دخلت الغرفة، فوجدت والدتها على السرير محكومة بالأدوات الطبية.
وما ان رأتها كريمة حتى بدأت تبكي، دموعها لم تتسع في عينيها، بدأت تحرك أناملها الباردة.
وقفت سهام أمامها مصدومة، تسمرت أمامها.
نظرت في عينيها، نظرت اليها فوجدتها ضعيفة، هذا هو ضعف القدرة، ضعف بسبب الندم، ضعف بسبب العقاب.
هزت رأسها ثم غادرت الغرفة بسرعة تاركة والدتها تتندم وتموت بحسرتها وعذاب ضميرها.

بعد مرور نصف ساعة من خروج سهام من غرفة والدتها أتى المحامي ليتحدث مع سهام على انفراد.
"قبل أسبوع تقريبا وقبل ان يتأزم وضع الست كريمة، قابلتها كي نعدل بالوصية." قال المحامي.
"لا يهمني، لا اريد ان اعرف شيء." قالت سهام ووقفت لتغادر.
"نقلت الست كريمة جميع ثروتها واموالها ووضعتها باسمك أنت وحدك!" قال المحامي.
تفاجأت سهام والتفتت نحو المحامي والدهشة على وجهها.
"ماذا؟؟" قالت سهام.

عادت سهام الى الطابق التي كانت فيه كريمة، فوجدت فوضة فيه والممرضات والاطباء مثل خلية النحل.
تابعت سيرها نحو الغرفة حيث تجمدت بمكانها عندما وجدت بان سبب هذه الضجة آتية من غرفة والدتها. كما وجدت لميس تبكي.

نظرت اليها لميس وهي تبكي وتهز برأسها.
تقدمت نحوها.
"ماتت خالتي كريمة، ماتت..." قالت لميس.

فيما كانت سهام في الأردن تتعذب، كان زياد يتلذذ مع كارولين.
كارولين لم تخبره بانها حامل منه. لم تخبر أحد بل كانت في حيرة لا توصف. ويلها جاك ووالده، وويلها زياد وويلها جنينها وويلها هي ان علم احد منهم.
كانت مجبورة أن تنفذ خطتها هي وجاك. كانت مرغمة على ذلك.
فهي دخلت حياة زياد كي تسلب منه البنك، اشترت ٥٠٪ من الأسهم بعد أن وقع زياد في ضيق وأصبحت مديرة ثانية فيه. لكن الخطة تقتضي على ١٠٠٪!
لذا كانت مجبورة على ذلك خصوصا بعد تهديدات جاك.
فجاك ابن السيد هاري، مدير بنك في هولندا. وكان جاك قد أخذ أموالا كثيرة من والده دون علمه كي يعطيها لكارولين لتشتري الأسهم.

#فلاش_باك

"ستتحكمين به، أولا تشاركيه في البنك ثم تدعيه يحبك بعدها تستولين على البنك." قال جاك.
"هذا مقدور عليه!" قالت كارولين.
"ههه أعلم، من ثم ستهربين ونعود الى هولندا، لكن اياك ان تدعيه يلمسك او يتزوجك!" قال جاك.
"لا تقلق، فأنا كاروليين!" وغمزته ثم قبلا بعضهما البعض.

نهاية الفلاش الباك.

كانت كارولين قد وقعت على وثائق ومستندات تؤدي لافلاس البنك. فزياد لا يملك الأموال الكافية للحد من ذلك كما تلقى ضغوطات كثيرة من نائب المدير ومن المسؤولين الاداريين. فالبنك أصبح على الهاوية، لذا عرضت كارولين ان تشتري الحصة الأخرى منه.
"ماذا؟ لما لا تعطيني المال اذا؟ لما تريدين ان اتنازل عن الحصص؟" قال زياد.
"حبيبي، انت تعلم بان المال ليس ملكي، فانا اطلبه من والدي وان قلت له انني سأشتري الحصص الاخرى للبنك سيعطيني المبلغ ببساطة ولكنه لن يعطيني هذه الاموال الا اذا هناك سبب وجيه." قالت كارولين لاعبة بعقله.

وبالفعل، استسلم زياد ووقع على نقل الأسهم لاسم شريكته كارولين، وهكذا تكون كارولين قد نفذت خطتها هي وجاك.
وهكذا أصبح البنك لكارولين، في اليوم الثاني، فاق زياد عند الصباح، فلم يجد كارولين جنبه.
بحث عنها في كل المنزل، لم يجدها.
ثم دخل الى الغرفة، فتح الخزانة فرأ ملابسه فقط!

فغادرت كارولين المنزل خوفا من تهديدات جاك لها بقتلها وقتل زياد.
كما قامت بنقل حصتها من البنك لصالح جاك وهكذا نفذت الخطة.

فهذه هي عدالة الحياة، كما تدين تدان! فبالطريقة نفسها التي استلم بها زياد البنك، سلمه، ولكن باختلاف الشخصيات.
فتبقى العدالة عدالة ولو بعد حين!

___________________________________
مرحبا
كيفكم؟
اتمنى ان ينال اعجابكم!

.

كَبرنا ولكن...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن