خرجت سهام من المستشفى ودموعها تتساقط بغزارة.
~ماذا فعلت؟! سامحني يا الله، لم أقصد ذلك...~ قالت سهام وهي تبكي، وضعت يدها على بطنها بندم وحسرة."سهام، ماذا يحدث معك؟" قال زياد حيث تقدم منها.
"لا لا شيء، فقط خفت على الجنين في بطني." قالت سهام وعانقت زياد.
"مساكين، الطفل الأول مات والثاني في وضع حرج لأنه ولد قبل أوانه لذا سيبقى تحت المراقبة طيلة هذا الأسبوع." قال زياد.
لم تتفوه سهام بحرف بل التزمت الصمت.#فلاش_باك قبل يوم
كانت سهام جالسة في الصالون حيث طرق الباب.
وقفت وفتحت الباب فكان ولد يحمل معه قنينة مياه مكررة،
"هل هنا منزل ملك خانم؟ فقد أوصتني على هذه المياه." قال الولد.
"آه، نعم هذا هو المنزل، شكرا لك." قالت سهام وأعطته مال.
غادر هذا الولد، أخذت سهام المياه وأقفلت الباب.توجهت سهام الى غرفة النوم حيث فتحت درج الخزانة وأخرجت عدة أدوية منها الدواء للاجهاض وتابعت سيرها نحو المطبخ.
وهذا الدواء يؤذي الطفل وذلك من خلال عمله المباشر في الرحم.قامت بطحن حبات الدواء ثم فتحت قنينة المياه وأفرغت الدواء في المياه.
انتظرت حتى لم يبقى للدواء أثر في المياه وعادت وسكرت القنينة بشدة.
ثم فتحت باب المنزل، راقبت درج البناية، فلم ترى أحد.
لذا صعدت نحو الطابق الأعلى، ووضعت قنينة المياه أمام باب عماد وغادرت.#نهاية_فلاش باك
في هذا الوقت، كانت ملك قد استيقظت من أثر التخدير، كان عماد، رندة، صفية، وجنان بالقرب منها في الغرفة.
استيقظت ملك. فتحت عينيها شيء فشيء."حبيبتي، هل انت بخير؟!" نهض عماد من مكانه واقترب منها.
"ع-عمااد. الأولاد." قالت ملك.
"حبيبتي، الحمدلله على السلامة." قال عماد وقبل جبينها.لم تحتمل رندة، بل انحنت دموعها عن خديها بغزارة.
"ماذا حدث؟ هل ولدت؟ أين الأولاد؟ عماد." قالت ملك.
"نعم، لقد حظينا بطفل مثل القمر!" أجابها عماد والغصة كادت ان تخنق عنقه.
"طفل؟! طفل واحد؟!" بدأت ملك تبكي.
"نعم، للأسف ولد واحد ميت." قال عماد.
"لااااااااا، ابنييي لااا يا عماد لا." بدأت ملك تصرخ.
"اهدأي يا ملك، اهداي حبيبتي." قالت جنان حيث اقتربت منها.
"ابعدوا عني ابعدي ابعدي... أريد ابني عمااد." بكت ملك.ستدين كما تدان، فربما هذا عقاب من الله ان تبتلي ملك بهذه المصيبة وذلك لأنها لم تقف مع رندة ورامز ولم تعذرهم في مصايبهم. ف الله لا يضيع ذرة من الأعمال...
في اليوم الثاني
كانت جنا، رشا، وزياد منتظرين في غرفة الزيارات للسجن.
مرت دقائق قليلة، حتى دخلت جيهان."ماما، ماما." بدأت رشا تصفق وتهتف لوالدتها بفرح.
"حبيبتي، يا قلبي انت." ركضت جيهان وعانقت طفلتها وقبلتها عشرات القبلات.
ثم اقتربت من جنان وعانقتها."جوجو يا حبيبتي." قالت جيهان.
"جيجي، كيف حالك، انظري لقد حضرت لك الحلويات المفضلة لديك." قالت جنان.
"ههههه، حياتي انت." قالت جيهان.التفت جيهان نحو زياد، لم يقف لها ولم ينظر اليها حتى.
"أهلا أخي، كيف انت؟" قالت جيهان وقبلت خده.
"الحمدلله." أجابها بجفاف.فهو لم يسامحها بعد، ولكنه لم يتمكن من كتم نفسه بل تحدث معها وغاصوا بالحديث كلهم.
مرت الربع ساعة بسرعة البرق، فعرفت جيهان كل ما حدث معهم."شكرا، لكم على القدوم. اعتنوا برشا ووصلوا سلامتي وقبلاتي الى الجميع." قالت جيهان والدموع انحدرت من عينيها.
"حبيبتي لا تقلقي، اعتن بنفسك." قالت جنان.
"ماما ماما." بدأت رشا تبكي حيث مدت يديها لتذهب مع جيهان.
ولكنها لا تقدر.بعد مرور ثلاثة أيام
كانت سهام تتبضع بعض المستلزمات الغذائية، حيث قاطعها صاحب المحل اسمه نادر وهو يبلغ حوالي خمسون عاما.
"أهلا بك سهام خانم." قال نادر.
"شكرا لك." أجابته سهام وتابعت في عملها.
"أتساءل ماذا وضعت في المياه لملك خانم حتى تسبب ذلك في موت طفلها." قال نادر وابتسم لها.تجمدت سهام في مكانها، التفتت اليه.
"أعلم بانك انت من أخذ المياه بدلا من ملك، الأجير أخبرني." قال نادر.
"هل انت أحمق؟؟" سألته سهام بصوت مرتجف.
"لا تنكري يا جميلة، ان أخبرت السيد عماد، هل تتوقعين النتيجة؟" قال نادر باستهزاء.
"اصمت، لا تخبر أحد، اطلب مني أي مبلغ من المال ولكن ابقى صامتا." قالت سهام.
"ههههه، أي مبلغ اطلبه قليل، لكنك انت جميلة ماشاء الله..." قال نادر.
"اخرس، فشرت يا واطي." رفعت يدها سهام كي تصفعه، فكان هو اسرع منها ومسك بيدها،
"غدا عند الساعة الثانية عشر اريدك هنا في المحل والا ستصبحين في خبر كان." قال نادر مهددا.
ثم هز برأسه آمرا اياها بالمغادرة، وغادرت.أيهما الأقسى؟ عذاب ضمير ظالم أم جرح مظلوم؟!
فبالطبع عذاب ضمير ظالم لأنه يدوم ويخلد ولا يشفي، أما جرح المظلوم يشفى مع مرور الوقت."الحمدلله يا رامز، قال الطبيب أنك تتحسن يوم بعد يوم." قالت رندة.
"نعم، الحمدلله يا اخي، الحمدلله، هيا قوي نفسك كي تعود كما كنت." قالت صفية.
ابتسم رامز، حاول أن يتكلم لكنه لم يتمكن من ذلك.يا لصعوبة وضعه، كلماته مدفونة داخله.
فدموعه تنطق الحروف المكتومة!_______________________________________
مرحبا
اتمنى ان ينال اعجابكم هذا الفصل!
#كبرنا_ولكن
#كبرناولكن
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
Nonfiksiعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...