#فلاش_باك
كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كان الظلام يطغي على مكتب مدير البنك طاهر سيف الدين ولا من نور سوى ذلك المنبعث من القنديل الذي بيد زياد.
"سهام هيا بسرعة قبل أن يرانا أحد." قال زياد.
"اهدأ قليلا، أنا أبحث عن مفتاح الدرج الأساسي." قالت سهام.
"ها قد وجدته." قالت سهام بعد لحظات ثم وقفت مسرورة.
"الحمد لله، هيا أفتحي الدرج وخذي امضاء طاهر بسرعة." قال زياد حيث اقترب منها.
"انظر، لقد وجدته... هيا أعطني المستندات والأوراق." قالت سهام.
بعد ذلك، قامت سهام بالامضاء على الوثائق والمستندات المزورة حول أحد الصفقات التي تؤدي الى السرقة، وبهذا يكون مدير البنك طاهر سارق.
وبعد أن أنهيا عمليتهما الخبيثة هذه، أعادت سهام كل شيء الى حالته الطبيعية.
"هيا، لنخرج." قالت سهام.
وينما كانا يخرجان من المكتب، أوقفهما صوت صاخب،
"من هناك؟"كاد قلب زياد أن يتوقف، وكذلك الأمر حدث مع سهام. قدماهما بدأت ترتجف.
اقترب هذا الرجل وتبين أنه الحارس الأساسي للبنك. زاد الظلام في داخل زياد وسهام ولم يتمكنا من فعل أي شيء.
فلم يكن من وسيلة أخرى سوى القضاء على هذا الرجل المسكين.
فتقدم زياد غير مكترث لصوت الحارس الذي كان يؤمره بالتوقف، وقام بضربه ضربا مبرحا على رأسه وأوقعه على الأرض.
وهذا ما جعل الحارس يغيب عن الوعي حيث ظن زياد أنه توفي."زياد؟؟ ماذا فعلت، يا الله." قالت سهام.
"وماذا كنت تريدينني أن أفعل ها؟" قال زياد بعصبية وعنف.
"حسنا، هيا لنخرج بسرعة." تابعت سهام، "ولكن ماذا سنفعل به؟"
"يا الله، قتلته" قال زياد والندم قد ظهر على عينيه التي بدأت تمطر دموعه.
"اذهب الى الخارج وجد أي شيء لنضعه فيه." قالت سهام.
توجه زياد الى الخارج،
وبعد ذلك خطف نظر سهام يد هذا الرجل التي بدأت أن تتحرك، فاقتربت نحوه ووجدت بأن ما زال هناك نبض فيه.
تفاجأت ولم تجد نفسها سوى أنها أخرجت سكينا من جيبها وبدأت تطعنه، طعنة تليها طعنة أخرى حتى خرج آخر نفس له.--------
كان الحصار الصهيوني ما زال مستمرا في عاليه، ومازال هناك المئات من العساكر الصهيونية المتدفقة نحو عاليه. وبذلك كان فئة من اللبنانيون يتحضرون للقتال. كما كان هناك قوات لبنانية من خارج عاليه تتحضر لمساعدة أهالي عاليه.
وبعد حوالي ساعة، وصل هذا الخبر السيء الى منزل رامز. وما ان سمعوا بأن عاليه أصبحت محاسرة بالكامل حتى انفجرت الصرخات في المنزل. عماد في عاليه. وهو محاسرا أيضا.
وبعد قليل، بدأ القصف يدوي في المنطقة وتم انقطاع الطيار الكهربائي بشكل تام.
وهنا مياه ساخنة بدأت تسير في عروق رندة، الأم المسكينة.مرت الساعات عليهم، فكانوا بحالة فعلا لها يرثى. قلبهم بدأ يشتعل مع كل صوت قنبلة تسقط. ولم يتوقف القصف والقتال الا عند الليل.
حيث بدأت المعارك في عاليه، بحمدون، عاريا، والشبانيه. وكانت معارك قاسية جدا على الطرفين.
وبعد ان توقف القصف، خرج زياد مع والده رامز كي يطمأنان على الوضع وعلى عماد.بعد مرور يومين
فك الحصار عن عاليه، وأصبح بامكان السكان العودة الى منازلهم ومغادرة عاليه، لكن بقيت القوات المسلحة في عاليه والوضع كان استثنائيا. وبذلك توجه عماد الى المنزل.
"أبي، اليوم السبت أيمكنني أن أذهب عند رفيقتي-" قالت جيهام.
"لا، الوضع ليس سليم." قال رامز.
"حسنا." أجابت جيهان ولم تناقشه في الأمر. ربما هي لم تكن راغبة في ذلك.وبعد مرور ساعة أتت هيفاء اليها. ودخلا غرفة النوم.
"لا تقولي لي أنك لن تذهبي اليوم؟" قالت هيفاء.
"لا لن أذهب! لم يوافق أبي." قالت جيهان.
"يا الله، وماذا سأقول للسيد رياض؟" قالت هيفاء.
"لا أعلم، أنا لا أريد أن أعمل بعد ذلك. غيرت رأيي." أجابت جيهان.
"ماذا؟؟ ليس بهذه البساطة، أنت وقعت على الاتفاقيه يا جيهان." قالت هيفاء.قاطع حديثهما، رامز. حيث دخل غرفة النوم دون استأذان.
"عن أي اتفاقية وأي عمل؟ ومن هو رياض؟" قال رامز وهو يسير الى داخل الغرفة.
"لاا.. لا شيء، أنا سأذهب." قالت هيفاء ووقفت وخرجت.
"جيهان أجبيني فورا." قال رامز ميث بدأ صوته يرتفع.
وبعد سماع صوته، صعدت رندة الى الغرفة.
"ما بك؟" سألته رندة."جيهان أجبيني! أي اتفاقية وعمل مع رياض؟" عاد رامز وكرر سؤاله.
"أبي ارجوك سامحني، ارجوك." قالت جيهان.وهنا طار عقل رامز،
"أجبيني، ماذا هناك؟ ماذا فعلتي؟"
وقامت جيهان ياخباره بكل شيء، وقبل أن تنهي كلامها، تفاجأت بكف والدها يصفع على خدها.
وبدأت رندة بالبكاء، "آه يا جيهان، ماذا فعلتي!"
"وأين هو هذا رياض؟ أجبيني." قال رامز.
"في قرطاضة." أجابته وصوتها يرتجف وعادت وطلبت منه السماح.
"سأرى كيف يمكنني أن أخرج من هذا المأزق، آه يا الله.... ممنوع ان تخرجي من الغرفة." قال رامز حيث مسك بيد رندة وخرجا من الغرفة.
____________________________مرحبا
ما رأيكم في هذا الفصل؟
واريد أن أعرف تعليكاتكم على الغلاف الجديد لهذه الرواية.
المزيد من المفاجآت والأسرار ستظهر في الفصول القادمة.
شكرا لكم
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
No Ficciónعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...