في السجناقتربت هيفاء من جيهان.
"جييهاان... جيهان... اهلا بك صديقتي واخيرا رأيتك." بدأت هيفاء تصفق مبتسمة.
لم تتكلم جيهان، بل التزمت الصمت.
فهي وحيدة في السجن، مثل الطائر المكسور جناحيه.
"ماذا يا حبيبتي؟ انبلع لسانك؟ لن تصدق كم دعيت وتمنيت ان تقعا انت ورياض اللعين مثلي." قالت هيفاء.
"وها قد وقعنا!" أجابت جيهان.
"تركتوني في السجن، لم تسألا عني، بل وضعتوني انا المذنبة وزوجك الحقير هددني ألا أعترف وأقر عنكما." قالت هيفاء.
"الحمد لله، رياض مات يا هيفاء وكل واحد منا نال عقابه بطريق مختلفة، طريقة تليق به." اقتربت جيهان وهمست في اذن هيفاء ووضعت يدها على كتفها وابتسمت.ثم التقتت جيهان وجلست على سريرها تفكر في ابنتها المسكينة!
فيما جلست هيفاء على كرسي أمام طاولة وبقيت تنظر الى جيهان وشرارات الحقد تشتعل من عينيها.فهي لم ولن تنس، بل ستنتقم!
_________
"ياسمين، تعالي ابنتي." قالت ملك.
"نعم ماما." تقدمت ياسمين من ملك.
"ما رأيك بأن تسقي الزهور؟" قالت ملك.
"يا سلام، أيمكنني ان ارمي مياه من على الشرفة؟" سألت ياسمين بحملس.
"نعم حبيبتي، لكن عندما يأتي والدك توقفي فورا." قالت ملك.عمتد يسكن في الشقة الثالثة من البناية، بينما زياد يسكن في الشقة الثانية أي تحت منزل عماد.
كانت سهام قد نشرت ملابس ووضعتها على الشرفة لتتعرض لأشعة الشمس.بدأت ياسمين تسقي الزهور، وبعد ان انهت ذلك، قامت برمي المياه على حافة الشرفة... وهذا ما تسبب بوصول معظم المياه الى ملابس سهام المغسلة.
كانت ملك تراقبها من الصالون وتضحك لها مشجعتا اياها.ثواني قليلة حتى صرخت سهام باعلى صوتها.
"هايييي، ألم تري الثياب مغسلة، يا حقيرة يا ساقطة..." بدأت سهام تناشد ملك من شرفتها وتلقنها كلمات بذيئة، وبالطبع ملك لم تسكت لها بل خرجت الى الشرفة وبادلتها الشتائم."اخرسي يا حقيرة، لم تنتبه ابنتي ياسمين..." قالت ملك.
"خبيثة وساقطة وملعونة، ستندمين يا حرباية." قالت سهام.
"ههههه، هيا حبيبتي ادخلي منزلك واهتمي فيه يا شرشوحة." قالت ملك ودخلت الصالون مع ابنتها ياسمين واغلقت الباب تاركة سهام تشتمها بأعلى صوتها.بعد مرور ساعة تقريبا، دخل عماد المنزل متعبا، وذلك لانه خرج من الصباح يبحث عن عمل ولكن دون جدوى.
كانت ملك جالسة في الصالون.
"ما بك حبيبتي؟" قال عماد.
"لا شيء مهم." اجابت ملك ومادت ان تبكي.
"ماذا حصل؟ هل انت على ما يرام؟" قال عماد.
"كانت ياسمين تسقي الزهور واذ ترمي مياه على ثياب سهام المغسلة دون قصد، بدأت سهام تصرخ وتشتمني. هددتني ولم تسكت. بقيت تشتمني وتشتم امي وتشتمك..." قالت ملك.
"لعنها الله، حقيرة وملعونة. سأعلمها درسا لا تنساه." قال عماد غاضبا ووقف كي ينزل لمنزل زياد حيث اوقفته ملك.
"لا يا حبيبي لا تنزل، اتركها ارجوك، قل لي هل توفقت بعمل ما؟" قالت ملك.
"لا" أجابها عماد بحزن.
"كيف لا، لدينا ياسمين وبعض شهرين سألد بتوأم، انا لدي احتياجات. اريد ان اشتري ثياب، اريد ان اكون مثل باقي صديقاتي." قالت ملك.
"وما ذنبي انا؟؟؟ كل يوم ابحث عن عمل." قال عماد غاضبا حيث خرج من المنزل واغلق الباب بحدة.ذهب عماد عند منزل اهله، طرق الباب ودخل.
كانت رندة وزياد في الصالون وما ان رأى عماد زياد حتى أفرغ غضبه فيه.
كانت جنان في السوق تجلب بعض لوازم المنزل."اسمع، أدب زوجتك ودعها تحترم نفسها وتحترمنا." قال عماد غاضبا.
"لا تتكلم عن زوجتي بهذه الطريقة سامع؟" وقف زياد من مكانه.
"بسم الله، اهدأ يا زياد، عماد." حاولت رندة ان تهدأهما كي لا يسمع رامز لكن لم يسمع لها احد."سهام شتمت زوجتي وذلك لان ياسمين رمت مياه بالغلط على ثيابها المغسولة، لذا قل لها ان تصون لسانها والا انا من سينزعه." قال عماد مهددا.
"جرب وسأقطع يدك واحملك اياها، بالغلط قلت لي، كل مرة بالغلط صحيح؟" قال زياد.رامز لم يسلم من هذه الفوضى، بل انه كان يسمع كل شيء وبداخله غصة.
أبنائه يتقاتلان بسبب زوجاتهما...
ولا احد يريد ان يصدق او يكتشف غلطه."نعم، زوجتك ملاك لانها. اسمع زياد انا لن اسكت دائما." قال عماد والتفت خلفه ليغادر.
"لا يهمني تهديدك، اظبط زوجتك الفلتانة في المنزل ولا تكن خاتم بين يديها." قال زياد.ما ان سمع عماد هذا الكلام حتى اشتعل من الداخل وانفجر.
بسرعة البرق اقترب من زياد ليضربه ولكن رندة أوقفته."اخرس يا حقير، حذاء ملك أشرف منك ومن زوجتك يا واطي." قال عمتد ورفع يده لكن وقفت رندة بينهما وفرقتهما.
وبهذا الوقت دخلت صفية عندما سمعت الصوت وأبعدت عماد عن الصالون.وبهذا تمكنا ان يخمدا النار بين زياد وعماد حيث غادر عماد.
ولكن لم تنطفئ... بقي هناك شرارات ستشتعل في أي زمان ومكان...
وهذه الشرارات كفيلة باشعال نار تحرق القلوب بين الأخوة وتقتلها!
فيحرق المنزل وكل أهله ويتحول لرماد!ولدوا أخوة،
تربوا وترعرعوا أخوة،
لكنهم كبروا!!___________________________________
مرحبا
كيف كان هذا الفصل؟
أتمنى أن ينال اعجابكم!
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
Non-Fictionعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...