"هل هذه هي؟" قال الفهد.
"نعم، هذه هي..." أجابت جيهان.
فجيهان كانت ملزمة بأن تقول له الحقيقة. ابنتها، فلذة كبدها، بين يدي الفهد. الفهد الذي لا يرحم أحد. قتل رياض وقتل رجاله، فهل سيصعب عليه قتل طفلة؟
"حسنا..." قال الفهد.
ثم غمز الفهد رجاله في السيارة فنزلوا منها وتوجهوا الى المنزل.
"لا، ماذا تريد أن تفعل؟ قل لي." بدأت جيهان تسأل الفهد بحيرة وقلق. لم تستسلم وحاولت الهرب لكن دون جدوى.
فهي أسيرة الفهد.
وبالطبع، لم يلقب بالفهد بهذه السهولة. بل هو الفهد بكل ما للكلمة معنى.تقدم الرجلان الى المنزل، حيث كانت زهرة جالسة جنب الورود، غارقة بحزنها.
"مرحبا، هل تستقبلون التعازي هنا؟" قال أحد الرجال.
التفتت زهرة اليهم لتجيب بنعم، لكنها لم تتمكن. فبسرعة البرق قام أحد الرجال بتخدير زهرة بواسطة منديل، وقام الآخر بحملها.
وهكذا تكون زهرة فريسة الفهد الثانية، ومن يعلم ماذا يريد الفهد؟!"لاااا توقفوا!!!" صرخت جميلة، جارة العائلة. فكانت تريد ان تزورهم حيث وصلت الى المدخل ورأت الحادثة.
انصدم الرجلان مما شاهدا.
"زهرة!!" صرخت جميلة.
فلم يتمكن الرجلان من فعل أي شيء سوى ان ضربا جميلة على رأسها، فغابت عن الوعي وسقطت على الأرض.
وفي هذه الأثناء، سمعت رندة الصراخ، جاولت ان تصرخ، حاولت ان تنهض من فراشها... فغرفة نومها تقع فوق الحديقة.
بكت بقوة، عيناها احمرت ظهر التعب على وجهها... حاولت أن تصرخ لتطلب النجدة لجميلة وزهرة، حاولت ان تعلم أهل المنزل بالأمر..
"مممممممم....... ز-زهرة، زهرة." وأخيرا نطقتها، صرخت بأعلى صوتها.
"زهرةة...." عادت وصرخت من جديد، لكن هذه المرة بصوت أعلى، حيث دوت جدران المنزل به. فوصل صخيب صوتها، وذعرها لأهل المنزل.
"هذه أمي." صرخت جنان ونهضت مسرعة لتصعد الى غرفتها.
"أمي تكلمت، هذه أمي." قال زياد ولحق جنان.
حيث نهض رامز وسهام وصعدوا خلفهما.
فتحت جنان باب الغرفة بخوف حيث هلعت حين رأت والدتها رندة على الأرض.
"أميييي..." صرخت جنان ودخلت الغرفة وتبعها الباقي بخوف وذعر.
"زهرة، زهرة في الأسفل." قالت جنان وهي تنظر نحو النافذة وتؤشر بيدها الى الأسفل.
في ذلك الوقت علم زياد ان أمرا سيء قد حصل، فتوجه نحو نافذة الغرفة وبدأ ينظر الى الأسفل نحو الحديقة.
تفاجئ عندما وجد جميلة مرمية على الأرض، وقشعيررة باردة بدأت تسير في عروقه.
"الخالة جميلة، الخالة جميلة." قال زياد بخوف وخرج من الغرفة متوجها الى الأسفل.
لحق به رامز عندما وجد جميلة على الارض حيث قامت جنان وسهام بوضع رندة على فراشها.
"أمي، ماذا حدث؟" سألتها جنان.
"سمعت جميلة تصرخ وتقول زهرة، زهرة أين هي؟" سألت رندة.
"زهرة؟! أمي سأطلب الطبيب انت تتكلمين." قالت جنان. كانت جنان في حيرة وقلق، والدتها تكلمت، جميلة مرمية على الأرض، وكانت تنادي زهرة، زهرة ليست معهم.... لم تعلم جنان ماذا تفعل.
فاتصلت بالطبيب فورا ثم توجهت الى الحديقة لمعرفة ماذا حصل حيث تفاجأت بالنبأ الذي سمعته.
"خطفوا زهرة وضربوني..." قالت جميلة.
"ماذا؟؟؟؟" اهتزت عظام رامز...قام زياد بالاتصال بالشرطة حيث أخبرت جنان أخاها بالمصيبة الجديدة التي حلت بهم.
أتت الشرطة وبدأوا بالتحري على الأمر حيث كانت جميلة الشاهد الوحيد على الحادثة.
وهكذا بدأت رحلة التحري للوصول الى زهرة."ماذا تريدون مني، ارجوكم أعطوني ابنتي." توسلت جيهان للفهد.
لم يكن في هذا المكان المظلم سوى جيهان والفهد واحد رجاله حيث وضعوا زهرة بغرفة أخرى.
"ليس بهذه السهولة يا جيهان." أجاب الفهد.
"ماذا تريدون منا، ارجوك." قالت جيهان.
"ستدفعون الثمن، أقسم بالله انني لن ارحمكم، لن ارحم والدك الواطي، والدك الخبيث." قال الفهد حيث اقترب من جيهان يهددها.
"اخرس ولا تلفظ سيرة ابي على لسانك القذر" قالت جيهان.
"هههههه، تتكلمين عن القذارة؟ نسيت المخدرات وتبييض الأموال؟ نسيت كل عملك معي؟" قال الفهد.
"لا لم انس، لم انس كيف ورطني شريكك الواطي رياض، لم انس المخدرات التي أعطيتوني ايها." قالت جيهان.
"ولن تنس كيف هربتي المخدرات من بريطانيا الى لبنان، ولن تنس كيف كانت حفلاتك ليست سوى وسيلة لتهريب المخدرات وتبييض الأموال." قال الفهد.
"ماذا تريد مني؟" قالت جيهان.
"لا شيء!" أجاب الفهد بكل بساطة.
"من انت يا الفهد وماذا تريد من عائلتي ومن زهرة؟" سألته جيهان.
"حساب قديم جدا... أقدم مني ومنك... في الوقت المناسب ستعرفون كل شيء." قال الفهد.
"اترك زهرة بحالها، فهي لا ذنب لها." قالت جيهان.
"هي ليست سوى أمانة... الأمانة يا جيهان..." قال الفهد.
هنا تذكرت جيهان تلك الرسالة، هذه الرسالة التي كانت مع الطفلة زهرة حين اتت الى المنزل. كانت الرسالة من والدتها وقالت فيها أن هذه الفتاة أمانة!~مرحبا،
ما ان تصلكم هذه الرسالة، حتى تصبحون مؤمنون على روحكم ودمكم.
هذه الطفلة ابنتكم، تحمل دمكم.
أصبحت يتيمة بعد موت والدها جهاد، اهتموا بها وارعوها.
هي ابنتي انا وجهاد. لكني لست قادرة على الاهتمام بها.
سيصبح لديها عائلة، وكنية...
هي بأمانتكم. ~"انت؟؟ انت تعرف والدة زهرة؟ أنت من قبلها؟" سألت جيهان.
لم يجيب الفهد عن السؤال بل اكتفى بقوله: "أنا الفهد، الفهد!"
خرج الفهد من هذه الغرفة، ولم يكترث لصراخ جيهان.
لحظات قليلة، دخل رجل وبيده ابنة جيهان.
"ابنتيييي...." نهضت جيهان.
"ماما..."
________________________________________مرحبا
ما رأيكم في هذا الفصل؟
أتمنى أن ينال اعجابكم.
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
Non-Fictionعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...