الفصل ٤٢

163 14 35
                                    


ماتت كريمة، والدة سهام، ومات معها الحقد. الحقد الذي كان داخل قلب سهام تجاه والدتها التي ظلمتها.
بكت سهام، بكت على الأيام التي عاشتها، فالأم أم وستبقى أم.

"سامحتك يا أمي، سامحتك...." لم تقل سهام سوى هكذا وهي تبكي بشدة.
"اهدأي يا سهام اهدأي." حاولت لميس أن تبرد قلب سهام، ولكنها لم تتمكن هي بذاتها من اخفاء دموعها.

ماتت كريمة وتركت لسهام حقها، الورثة. تركت لها أموال كثيرة ومنزلين.
ولكن ما نفع المال، فالغالي قد رحل، ويبقى المال عملة نقدية رخيصة رغم بهضها.

وبينما كانت سهام ترثي والدتها، كان زياد يرثي نفسه. خسر كل شيء، خسر بنكه ومصلحته وسمعته.
لعن كارولين ألف لعنة، ولكن ما الفائدة؟ لا شيء...

بعد مرور يومين، زارت فاديا وابنها علاء منزل رامز مع ملك وعماد.

"نحن نريد أن نطلب يد ابنتك المحروسة، جنان، لابني علاء." قالت فاديا.
ابتسمت ملك وبادلت عماد الابتسامة.
في هذه اللحظات، رفرف قلب جنان خوفا وذعرا.
نظرت في عيني والدتها، رندة، ورفعت حاجبيها عابسة.

"في الحقيقة يا ست فاديا هذا موضوع توافق عليه جنان، فهذه حياتها وان وافقت الله يسير الأمور." قالت رندة.
كلام رندة فرح كل من فاديا وعلاء. ظن علاء بأنها ستوافق، وظن بأنه سيكسب قلبها.
"ما رأيك يا اختي، علاء نعرفه منذ زمن وهو رجل من زينة الرجال." قال عماد موجها كلامه لجنان.
نظرت جنان نحو الأرض، تنهدت عابسة.

#فلاش_باك

"هل توعديني بأن تبقي لي أنا وحدي وأن نعيش سويا او نموت سويا؟" قال زين.
"نعم أعدك بأنك ستكون الأول والأخير." قالت جنان بخجل في الصيدلية.
"أحبك يا جنان." قال زين ومسك يد جنان ووضعها على قلبه: "انه ينبض من أجلك فلا تخذليه يوما."
"وأنا أيضا أحبك، لكن يجب أن أرحل..." قالت جنان ورحلت.

نهاية فلاش باك.

"جنان، ابنتي ماذا؟" قالت فاديا.
نظرت جنان الى والدتها، ثم عماد فملك، ثم وجهت نظرها نحو فاديا وعلاء.
"لا، أنا آسفة، لا أفكر بالزواج." قالت ملك ووقفت لترحل.
"جنان، جنان..." صرخ عماد لكنها لم تستجيب وصعدت الدرج ودخلت غرفتها.

"لا تفكر بالزواج، أحسن، تبوس يدها اننا فكرنا فيها، عائلة رخيصة." قالت فاديا ووقفت.
تبعها علاء ولم يتفوه بكلمة. ثم وقفت ملك غاضبة وتبعتهم وغادروا.

عندها، غضب عماد ولحق أخته. فتح باب غرفتها فوجدها جالسة على السرير.
"أنت حمقاء؟؟ ترفضين علاء، لا تفكري بالزواج الآن؟" قال عماد وهو يصرخ.
"أخي أرجوك، اتركني بحالي." قالت جنان.
"اتركك بحالك، أنت ما نوعك من البشر؟!" قال عماد.
"هذه حياتي أنا، وأنا أقرر." قالت جنان.
عندها غضب عماد وفار دمه، وضرب جنان كفا على وجهها.

"عماااد..." صرخت رندة وتقدمت نحوه ثم ضربته كف.
"بأي حق تضرب اختك؟ ارحل من هنا الآن، الآن..." صرخت رندة وغادر عماد المنزل.

٢٠١٥

"أبي، لقد اشتقت لك كثيرا." قالت ياسمين.
كان عماد يرتدي لباسا أخضر، لباس المساجين المجرمين. كان شعره طويل، ولحيته تملئ وجهه.
"وأنا أيضا يا حبيبتي.." قال عماد بصوت مبحوح.
"خالي، كيف حالك؟" سألته زينة.
"بخير، كيف والدتك؟ طمنيني عنها." قال عماد.
"الحمدلله، الحمدلله..." قالت زينة.
"وما هي أخبار مراد؟ لم يكلمني منذ مدة." قال عماد.
"مشغول بالامتحانات هذه الفترة." قالت زينة.
"وما أخبار، أولاد عمك؟" قال عماد لياسمين بارتباك.
"لا نعلم عنهم شيء سوى انهم سافروا كل واحد ديرة." قالت ياسمين.
"يا الله، جنان لم تسامحني صحيح؟؟" قال عماد.
"بلا، بلا.." ضحكت زينة لتبريد قلبه.

"لااااا، عماددد...."
"يا حقيييررر...."
"انه المجرم، ها هو القاتل...."
"أنت لست أخي، أنت حشرة وقمامة...."
صراخ جنان وكلماتها لم تغادر عقل عماد بتاتا...

"أبي، هل انت بخير؟" قالت ياسمين.
"نعم، يجب أن أغادر، فرحت بكم." قال عماد ووقف مغادرا تاركا علامات استغراب على وجوه ياسمين وزينة.

___________________________________________

مرحبا
كيف حالكم؟
اتمنى ان ينال اعجابكم.
هذه رواية كبيرة، لكنني أقوم بكتابة الأفكار الأساسية، وسأقوم بانهائها قريبا انشاء الله وذلك لانني قررت ان أصغرها.

كَبرنا ولكن...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن