"ملك، ابنتي، أفكر بأن أزوج أخوك علاء من هنا من لبنان قبل أن يتعلق بأحد الفتيات الأجنبيات." قالت فاديا والدة ملك.
"نعم يا أمي، انه يبلغ الخمسة والثلاثين من عمره، يجب أن يكون متزوجا منذ سنين." قالت ملك.
ففاديا عادت الى لبنان منذ شهر وستبقى شهرين في لبنان.
"ما رأيك في جنان؟" قالت فاديا.
"جنان فتاة مهذبة، جميلة وخلوقة، ولكن لا أعلم... انها قوية." قالت ملك.
"للصراحة، أنا لا أريد أن نتقرب أكثر منهم... دخيلك الحمدلله بأن مات رامز. انظروا الى حالكم الآن أفضل." قالت فاديا.
"نعم صحيح، بعد أن بعنا أرضا من الأراضي ارتحنا قليلا ولكن ما زال زياد وعماد شركاء في المحلات." قالت ملك.
"لماذا لا أحد يتنازل للثاني؟ لماذا لا تتبادلون، ان تقبلين نصيحتي، لا تدعيه يختطل كثيرا في أخيه." قالت فاديا.
"نعم، الحمدلله بأن لا يوجد لا سلام ولا كلام بيننا... ولكن هذه الشراكة الذي بينهما في المحلات لا تعجبني." أجابت ملك.بكى مراد، ابن ملك. فهو كان نائم في غرفته.
"أمي، مراد يبكي." قالت ياسمين.
"حسنا حبيبتي، أنا سأذهب كي أراه." قالت ملك ونهضت كي تتوجه نحو الغرفة.كانت لميس، ابنة خالة سهام، تزورها.
فلميس صديقة سهام منذ الطفولة.
"كيف حالك، من زمان لم تزورينني." قالت سهام.
""أعلم يا حبيبتي، لكن تعلمين أنني لا أقيم كثيرا هنا، أيام هنا وأيام في الأردن." قالت لميس.
"نعم وكيف الأخبار؟" قالت سهام.
ارتبكت لميس، واحمر وجهها.
"ليست جيدة، والدتك-"
"لا تقولي شيء عنها، لا أريد أن أسمع عنها شيء." قالت سهام.
"يا سهام، أرجوك." قالت لميس.
"لا لا، هي ليست أمي ليست أمي..." قالت سهام.
"انها مريضة كثيرا، والأطباء لا يبشرون بالخير." قالت لميس.
وقفت سهام من مكانها، بغضب وصوت مرتفع قالت: "لا يهمني أمرها، فلتبقى مع زوجها وابنها اللذان فضلتهما علي."
"زوجها، عصام، ضحك عليها، أخذ كل أملاكها ورماها خارج المنزل، وابنها نادر سافر منذ سنتين الى استراليا." قالت لميس.
"ههههههه، ممتلكاتي، ثروتي وتعب أبي أصبح بيد هذا الواطي عصام وابنه نادر؟ الله لا يسامحها، الله يغمق لها، الله يحاسبها." قالت سهام.
"حسنا، حسنا خذي وقتك يا سهام، كرمالك، لا اريدك ان تندمي. أنا سأغادر الآن." قالت لميس وغادرت المكان تاركة سهام مشتتة الافكار وضائعة في ماضيها.#فلاش_باك
"اعطني هذه اللعبة أيتها القبيحة." قال نادر.
"لا انها لي، اتركها، هذه من أبي." قالت سهام.
بدأ نادر، ابن الخمس سنوات، يشد اللعبة من يد اخته سهام التي تكبره بخمس سنوات. بدأ يشد بها بقوة كي يأخذها، حتى انكسرت بين يديهما.
غضبت سهام وضربت نادر على يده.
فهذه اللعبة، كل ما تبقى لها من والدها. مات وهي كانت تبلغ أربع سنوات من عمرها. كان والدها رجل غني وكبير في السن.
كريمة، والدتها تزوجته وهو يكبرها بحوالي عشرون عاما. تزوجته من أجل ماله وأنجبا سهام. كانت دائما كريمة تقول بأن سهام غلطة!
وبعد وفاة والد سهام، تزوجت كريمة من عصام الذي يصغرها سنا وأنجبا نادر.توجه نادر وهو يبكي عند والدته ووالده واخبرهما بما حدث.
حيث دخلا عليها بغضب وانهال عصام عليها ضربا، وبقيت كريمة واقفة وهي توبخ سهام وكأنها فرحة."أنت لن تتعلمي الأدب؟؟ كيف ولدتك أنا، تضربين أخاك كرمال لعبة تافهة." قالت كريمة.
"انت بلا أدب." قال عصام وهو يضربه.وبعد ضربات عدة، غادر الغرفة وأقفل الباب عليها.
"لن تخرج من الغرفة اليوم، هل تعجبك تربايتك؟؟" قال عصام لكريمة.
"اهدأ حبيبي، لا تتوتر، نالت العقاب." قالت كريمة.كانت سهام غارقة بدموعها تتألم من ضربات زوج والدتها الظالم، كان قلبها يحترق بسبب والدتها التي لا تملك الحنان والمحبة لابنتها.
نهاية فلاش باك.
كانت رندة جالسة في الصالون مريضة، فالسكري عال جدا وتحس بآلام في رأسها.
فيما كانت جنان مع فاتن، وصفية والأطقال، رشا وزهرة في السوق.
طرق الباب عليها، فوقفت رندة وتوجهت نحوه وفتحته."فاطمة!" تفاجأت رندة.
"نعم!" أجابتها ببرود.
دخلا المنزل وجلسا في الصالون.
سألتها رندة، "ماذا تشربين."
أجابتها: "لا شيء، جئت كي أقول لك كلمتين، منيح أن ليس أحد هنا."
"نعم، تفضلي." قالت رندة.
"انت تعرفين يا ابنة عمي، انني رغم اننا نعيش في نفس الحارة، الا انني لا احب التعاطي معكم، انت أخذت مني -"
قاطعتها رندة قائلة، "كفى يا فاطمة، كفى... انا لم آخذ شيء، المرحوم أرادني أنا ولست أنت."
"ههههه، الحمدلله يا حبيبتي ان كل هذا حصل، والا كنت انا مكانك، ههه." قالت فاطمة.
"تشمتين بي يا فاطمة، مهما تغير الزمان فأنت كما أنت. غدر الزمان بي وبقيت انا كما انا، لا تدعيني أفتح الدفاتر القديمة." قالت رندة.وقفت فاطمة بغضب، اقتربت من رندة
"فهمي ابنتك تبعد عن ابني، لن يتزوجها ولن تكون زوجته، دعيها بعيدا عنا، لا يشرفنا ان نتناسب مع هذه القذارة، نظفوا سمعتكم في القرية أولا، أو مهلا نسيت هههه فهي ابنة من؟ ابنتك وابنة رامز." قالت فاطمة.
"انت يا فاطمة تتحدثين ذلك، كل هذه السنوات وانت كاتمة الحقد في داخلك؟يا أسفاه، لم يكفيكي ما حصل بسببك؟ لا يكفيكي أنك أنت السبب لهروبيمن المنزل؟" قالت رندة.
"هههه، انظري الى حالك، ابنتك جيهان عاهرة في السجن، والأخرى تبحث عن رجال ابناء عائلة كي تتزوجه، أفهمتي؟ ابعدي جنان عن زين." قالت فاطمة، ثم بابتسامة عريضة غادرت المنزل ولكن عيونها كانت تبخ سما وحقدا._____________________________________
مرحبا
رمضان كريم
اللهم تقبل صيامنا وصيامكم!
كل سنة وانتوا بخيركيف كان هذا الفصل وما هي توقعاتكم؟ ماذا حدث بين فاطمة ورندة؟
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
Non-Fictionعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...