الفصل ١٦

262 39 106
                                    

آه منك يا انسان،
آه منك يا انسان
اعلم يا أيها الانسان أنك ستموت، ستموت وتغادر الحياة.
روحك ستغادر الحياة، لن تأخذ معك شيء.... لا مالا ولا قصرا ولا أرضا، حتى جسدك أنت سيتلف تحت القبر.
لما الاستغلالية؟؟ لما الطمع؟؟
ولكن الانسان بطبعه أناني، يحب الخير لنفسه... يطمع بالأحسن دون التفكير بالعواقب.
فالحياة هي انتصارا للقوي وخسارة للضعيف.
وإن لم تكن ذئبا في هذه البراري التي نعيشها، لأكلتك الذئاب ورمتك.

دخلت جنان غرفة سوزان في المستشفى، حيث كانت سوزان تصرخ من الألم الحاد. فالمرض يفتك في جسدها، وما أصعبه شعور عندما تكون تفقد كبدك... فهذا المرض يقتل ألف مرة في النهار.
"يا جنااان، تدع لي بالفرج...." قالت سوزان عندما رأت جنان.
اقتربت جنان منها بسرعة ومسكت يداها بقوة،
"لا تقولي هذا يا أختي، بإذن الله ستشفين." قالت جنان.
"لا لا، كلانا نعرف أنني سأموت.... يا الله." بدأت سوزان تبكي، وبدأت تحرك بقوة على السرير من الألم.
هنا بدأت جنان بالبكاء، تساقطت دموعها...
ما أصعبه شعور أن ترى أعز الناس على قلبك يتألم، فكيف يكون هذا الشعور عندما ترى هذا الشخص يموت بالقرب منك.
"أين ذهب بشير؟" قالت سوزان.
"سيأتي، سيأتي مع الجميع... حان الوقت ليعرفوا." قالت جنان بصوت يتألم.

"عمي رامز أريد أن أقول لكم شيء." قال بشير لرامز ورندة.
"ما الأمر يا بشير؟ سوزان بخير؟ جنان بخير؟" قالت رندة بصوت يلهث من الذعر.
"سوزان في المستشفى، مريضة قليلا" قال بشير ولم يتمكن من ايقاف دموعه.
"ماذا؟ ماذا تقول." وقف رامز.
صرخت رندة وبدأت سداها ترتجفان.

وبسرعة البرق ذهب بشير مع رامز ورندة بعد أن أخبروا زياد وعماد.

كانت جنان واقفة على باب غرفتها،
"جنان، اين هي سوزان." قالت رندة بصوت مذعور وهي تركض. ثم تبعها رامز وبشير.
ركضت جنان وعانقت والدتها وبدأت تبكي.
"أمي، سوزان مريضة." قالت جنان.
"اين هي يا جنين؟" قال رامز.
"لقد أعطوها ابرتين مورفين كي يخف الألم وتنام.
"ابر مورفين؟؟ ما هو مرضها؟" قال رامز.
"عمي، انا آسف، سوزان مرسضة بسرطان الكبد." أجاب بشير.
وما ان سمعت رندة هذا الخبر حتى سقطت أرضا.

في هذا الوقت كانت ملك وفاديا جالستان في الصالون في منزل عماد.
"ملك، لا تعطيهم مجال بأن يتدخلوا في حياتك." قالت فاديا.
"أكيد يا أمي، أنا لا أحب ان يتدخلوا في منزلي. وهم يعرفون ذلك." أجابت ملك.
"ولا تدع ياسمين أيضا أن تبقى ساعات طويلة معهم أو أن تلعب مع محمد كثيرا. الرسمية أحلى." قالت فاديا.
"أجل فأنا أخفف هذا، ولكنها صغيرة." قالت ملك.
"لا تقولي صغيرة..." قالت فاديا حيث توقفت عن كلام مع دخول عماد المنزل.

وقفت ملك قائلة: "حبيبي، هل انت بخير؟"
"اتصلوا في، سوزان في المستشفى مريضة." قال عماد.
"خير انشاء الله، سلامة قلبها." قالت فاديا.
"هيا ملك هيأي نفسك، انا سأبدل ملابسي ونمشي." قال عماد.
"آه، حبيبي انا لست مرتاحة اليوم، رأسي ومعدتي تؤلمني ولا اريد ان ألقط عدوى في المستشفى فهذا يؤذي ابننا." قالت ملك وغيرت ملامح وجهها الى براءة لا توصف.
"حسنا حبيبتي، ارتاحي." قال عماد ودخل غرفة نومه.

"انت فعلا ابنتي." قالت فاديا وغمزت ملك.
"هههه، تربايتك..." قالت ملك وضحكت.

كان زياد وسهام في السيارة متوجهين الى المستشفى.
"يا الله ما بها؟ ماذا حل بها." قال زياد.
"بالأمس كانت جيدة، انشاء الله خير." قالت سهام.

#سهام
الله ينتقم منك يا سوزان، انشاء الله تكوني مسلولة ومعلولة، انا لن انسى الاساءة التي تسببتي لي بها.

#فلاش_باك ثلاث سنوات

"حمودي حبيبي، يا حبيب عمتك." كانت سوزان تحمل محمد وتغنجه.
"سوزان لا تقبليه على خديه، فهو صغير." قالت سهام.
"لا يا سهام لا، هذا حبيبي ونور عيوني. صح يا حمودي انا عمتك." قالت سوزان وهي تلعب محمد.
"وانا والدته، اذا تريدين ذلك تزوجي وانجبي ابنا واعملي فيه ما تشائين." قالت سهام.

"سهااام، احترمي نفسك." قال زياد غاضبا حيث دخل المنزل وسمع سهام كيف تهين شقيقته.
"زياد، هي تؤذي ابننا." قالت سهام.
"اخرسي واعتذري منها الان." قال زياد.
"لا يا أخي، لا عليك مني." وضعت سوزان محمد على الأريكة وغادرت المنزل.

"انت تتجاوزين حدودك. غصب عنك ستحترمين أهلي." قال زياد.
"لا يمكنك ان تجبرني ان احترمهم أو أحبهم." قالت سهام.
وما ان سمع زياد كلام سهام حتى ضربها كف على وجهها.

"الله يكسر يدك، واطي، ستندم يا زياد ستندم." بدأت سهام تبكي وتوجهت نحو محمد وحملته وأرادت أن تغادر المنزل حيث اوقفها زياد.
"اذا كنت تريدين المغادرة، غادري وحدك." قال زياد.
التفتت سهام نحوه وقالت له حيث كانت شرارات الحقد واللؤم ظاهرة عليها،
"لا، ليس بهذا السهولة سأغادر. أنا سهام يا زياد، سهام."

________________________________________

مرحبا
كيف كان هذا الفصل؟
أحبكم

كَبرنا ولكن...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن