الفصل ١٩

240 33 86
                                    


قبل يوم
في النادي الليلي للسيد رياض، الساعة الثامنة مساء

كانت الفنانة جيهان جالسة في غرفتها في النادي، تنظر الى المرآة أمامها.

#جيهان
يا لقذارة وجهي، يا لقذارة نفسيتي، هربت من المنزل الذي رباني وتزوجت من هذا الخبيث قليل الحياء والأدب. حكم علي بالسجن معه. لكني سأصبر بعد كي تكبر ابنتي، رشا. وبعدها سأهرب وأعود جيهان كما كنت وتربيت.

طرق باب الغرفة،
وبانزعاج أجابن جيهان: "ادخل."
دخل زوجها رياض الغرفة ووقف خلفها ووضع يده على كتفها.
"جيهان حبيبتي، انت تبدين رائعة. اليوم مهم بالنسبة لي، شريكي الفهد سيحضر النادي اليوم واريدك ان تغنين بشكل ممتاز." قال رياض حيث شم رائحة شعرها، انها رائحة زكية جدا.
"ماذا ينبغي ان اقول، نعم، نعم، نعم...." قالت جيهان ونهضت وجلست على أريكة حمراء مخملية.
"جيد يا عزيزتي، جيد." اقترب رياض منها واراد ان يقبلها لكن اوقفته جيهان.
"انت تعلمين انني انا من صنعتك نجمة، انا من هربك من الجحيم التي كنت تعيشينه، طلبت من والدك ان يزوجنا، رفض لأنه مغرور ومتكبر. انا من هرب معك وجعلك نجمة." قال رياض بصوت حاد.
"لا تقول شيء عن والدي، والدي أشرف مني ومنك ومن كل الموجودين هنا، والدي اشرف منك ومن خمرك ومخدراتك وعملك القذر." قالت جيهان.
احمر وجه رياض، رفع يده ليضربها لكن توقف وقال:" كنت لابرحك ضربا، لكن بعد قليل الفهد سيأتي. ثم وضع يده على دقتها وشد عليه وغادر الغرفة.

بعد مرور نصف ساعة

دخلت الفنانة جيهان الصالة المميزة المخصوصة لكبار الرجال والنساء.
تعالت الأيادي التي تلوح لها، تلك الأيادي السكرانة المليئة بأموال الحرام.
سرق نظر جيهان، شخص مرتدي بدلة سوداء، قميص أحمر، يحاوطه خمس رجال واقفين حوله للحماية، كما كانت هناك صبيتان بجنبه يطعموه ويشربوه الخمر اللعين. وكان رياض جالس بالقرب منه يضحك ويصفق لها.
تبين لجيهان بان هذا الشخص هو الفهد.

قدمت جيهان ثلاثة أغاني وتوقفت على الغناء، ارادت ان تغادر المسرح حيث أوقفها صوت.
"غني بعد..."
التفتت جيهان حيث تفاجأت بالفهد واقف وعاد وقال: "غني بعد اغنية."
نظرت الى رياض حيث هز برأسه بمعنى غني...
عادت جيهان وقدمت اغنية رابعة وبعد ان انهتها دخلت غرفتها فورا.

وبعد ساعة، دخل رياض غرفة جيهان.
كانت جالسة على الأريكة حاملة ابنتها رشا، ابنة السنة.
"الفهد يريد ان يقدم خمسة ملايين دولارا للنادي." قال رياض.
"هذا جيد..." أجابت جيهان بصوت مخنوق وبدات تلعب بشعر ابنتها النائمة.
"وقال انه يريد ان يزيد المبلغ ويطور النادي ويدعمني ولكن بشرط واحد.." قال رياض.
لم تجب جيهان.
"يريدك أنت." قال رياض.
"ماذا؟! ماذا؟! رياااض ماذا تقول؟!؟!؟ هل انت بكامل وعيك؟" وضعت جيهان رشا جانبا ووقفت.
"انت تعلمين ان حلمي كان هذا النادي وهذه فرصة ذهبية لي." قال رياض.
"اخرس، اخرس..." قالت جيهان.
اقترب رياض من رشا، حملها ونادى للخادمة ان تأخذها.
"ممنوع ان ترى رشا حتى توافقي على الطلب." قال رياض.
بدات جيهان بالصراخ والبكاء. توسلت الى رياض ان يرحمها.

"يا شباب، تعالوا وخذوها الى الكوخ." قال رياض ورحل.
دخل ثلاثة رجال وحملوا جيهان وخرجوا من النادي الليلي ووضعوها في السيارة.
وهم يسيرون على الطريق، قاطع طريقهم سيارتين سوداوتين حيث اضطر السائق ان يتوقف.
نزل رجال من هاتين السيارتين وارغموا رجال رياض ان يترجلوا من السيارة، دخل رجل وحمل جيهان حيث بدأت بالصراخ لكن دون جدوى.
قاموا الرجال بقتل رجال رياض الثلاث وتركوهم مرميين في الشارع.
بعد قليل، اتت سيارة سوداء اخرى، وقام الرجال بوضع جيهان في هذه السيارة وما ان جلست جيهان في السيارة، نظرت جنبها حيث اتسعت عيناها وارتجف جسدها.
"أنت؟ الف-الفهدد." قالت جيهان.
ابتسم لها الفهد.
"لا اتركوني، افتحوا لي الباب." بدأت جيهان بالصراخ.
غمز الفهد لاحد رجاله، حيث اخذ منديلا ووضعه على انف جيهان تاركا اياها نائمة. فهذا كان مخدر على المنديل.

بعد ساعتين، استيقظت جيهان حيث وجدت نفسها مربطة على اريكة في غرفة مظلمة.
كان فمها مغلق، ارادت ان تصرخ لكن دون جدوى...

وفي صباح اليوم الثاني، دخل رجل بيده صحنا فيه بيض مقلي مع قطعة خبز وكوبا من الماء.
وضع الصحن جانبا وفك يدها ايمنى وفمها.
"ماذا تريدون مني، اوجوكم..."
لم يتفوه هذا الرجل بحرف وخرج.

بعد مرور عشر ساعات، أي الساعة الثامنة مساء.

فتح باب هذه الغرفة، دخل رجلان وحملا جيهان ووضعوها بالسيارة حيث كان الفهد جالسا.

"اسمعي يا جيهان، انا الفهد، اريد منك خدمة." قال الفهد.
ثم نظر الى أحد رجاله وهز براسه، فأخرج صورتين
الصورة الأولى: صورة رياض متوفي برصاصة في رأسه
"ها قد قتلت رياض." قال الفهد.
ثم الصورة الثانية: صورة رشا مع رجلين من رجال الفهد.
"وهذه ابنتك رشا، ان اردتها ان تبقى على قيد الحياة، اريد منك ان تجيبي على سؤال واحد." قال الفهد.

"ارجوك، ارجوك اتركها، اعمل في ما تشاء ولكن اياك ابنتي. انا ملكك لكن اترك ابنتي." قالت جيهان متوسلة اليه.
"لا يا عزيزتي، ان لا اريدك ولا اريد منك شيء." قال الفهد وأمر السائق بالسير.

وبعد السير لمدة ساعة ونصف من بيروت الى رأس المتن، وصلت السيارة الى منزل رامز، منزل جيهان.
بدأ قلبها ينبض بسرعة، افكار كثيرة خطرت على بالها.
"ماذا تريد؟! لما اتيت الى هنا؟" قالت جيهان بخوف وذعر.
"من هي زهرة؟" قال الفهد.
"ماذا تريد منها؟" سألت جيهان باستغراب.
"ابنتك بخطر يا جيهان! من هي زهرة؟!" عاد الفهد وكرر سؤاله مهددا.
"ابنة أخي المرحوم جهاد." أجابت جيهان.
"هل هذه هي؟" أشار جهاد الى زهرة التي كانت جالسة في الحديقة.
"نعم، هذه هي." أجابت جيهان.

_________________________________

مرحبا!!
ما رأيكم في هذا الفصل؟
تشويق، ومفاجآت ما زالت بانتظاركم...
احبكم

كَبرنا ولكن...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن