الفصل الثامن

364 39 44
                                    

٢٠١٥

"صباح الخير أمي." قالت زينة وتقدمت وقبلت والدتها جنان.
"صباح النور يا نور عيوني، القهوة ما زالت ساخنة." أجابت جنان.
"لا لا أريد قهوة الآن." قالت زينة وجلست بالقرب من جنان.
"اذا، ماذا ستفعلين اليوم؟" قالت زينة.
"لا أعلم، روتين يومي..." قالت جنان.
"ما رأيك بأن نذهب الى السوق؟" سألتها زينة.
"حسنا... ولكن ليس قبل ساعتين." قالت جنان.

بعد مرور ساعتين

"أمي، انظري الى هذا الفستان، انه جميل جدا." قالت زينة في احدى محلات الثياب في شارع الحمرا في بيروت.
"نعم، انه جميل ويليق بك، جربيه اذا أحببته." قالت جنان.
دخلت زينة لتقيس الفستان في غرفة الملابس.
وفي هذا الوقت بدأت جنان تسير في هذا المحل بين الملابس.
كان المحل مليء بالزبائن.

"متى سينتهى تقصير الفستان؟ أريده بوقت قصير لأنني سأسافر بعد أسبوع." قالت سيدة لصاحب المحل.
"بعد أربعة أيام انشاء الله، سأرسله لك مع أحد العمال، فقط اتركي رقمك هنا كي نتصل بك." قال صاحب المحل.
أعططته هذه السيدة رقم تلفونها، وبينما هي تلتفت خلفها كي تغادر المحل سمعت صوت،
"هيفاء..." قالت جنان لهذه السيدة.
"جنان!!!" تفاجأت هيفاء بجنان، سنوات طويلة قد مرت.
لم تتكلم جنان حرفا، بل التزمت الصمت وعلامات الغضب والكره واللوم على وجهها.
"ج-جنان، كيف انت؟" سألتها هيفاء.
"كنت انتظر هذه اللحظة، سنوات وأنا أتخيلك أمامي وأتخيل ماذا سأفعل حين أراك." قالت جنان.
"وماذا ستفعلين اذا؟؟ ها أنا أمامك." قالت هيفاء باستفزاز.
"غيرت رأيي، لأنني لن أنزل الى مستواك." قالت جنان.
"لأنك أدنى من مستواي، لا تنسى انك شقيقة جيهان... لا تدعيني ان ارجعك الى ماضيكم." قالت هيفاء.
"خبيثة وحقيرة..." قالت جنان واقتربت منها كي تضربها لكن نداء زينة لها أردعها من ذلك.
"أمي..." صرخت زينة لها.
"قادمة اليك حبيبتي." أجابت جنان حيث كانت نظراتها تشتعل ويداها ترتجفان.
"هيا لنذهب، الفستان ضيق ولا يوجد مقاسا مناسبا لي." قالت زينة.

عندما وصلا المنزل، كان قلب جنان يرتقص من الغضب الشديد.
"من هذه الامرأة يا أمي؟" قالت زينة.
"هيفاء، انها هيفاء." أجابتها جنان.
"هل عرفت شيء عن خالتي؟؟" قالت زينة.
"لا، ولا أريد أن أعرف شيء عنها." قالت جنان بغضب.

١٩٨٧

"جيهان، ماذا قلت؟ انه عرض جيد لك." قالت لها هيفاء.
"حسنا، أوافق، هل انت متأكدة أن لا أحد سيعلم؟" قالت جيهان.
"متأكدة، انت فقط ستغنين أمام السيد رياض. وان عجبتيه سيتم اختيارك للغناء في المطاعم. وهكذا ستبدأين بمرحلة الشهرة." قالت هيفاء لتقنعها.
"لا اريد أن أغني في مطاعم وصالات الخمر." قالت جيهان.
"لن تكوني هكذا، لكن في البداية ستضطرين لذلك ومن بعدها ستنطلقين للفن خارجا." قالت هيفاء.
"أنا خائفة هيفاء، ان عرف والدي سيقتلني." قالت جيهان.
"كيف سيعلم؟ الآن دعينا نخرج ونبلغ السيد رياض بوفاقتك." قالت هيفاء.
"حسنا." أجابتها جيهان.

في هذا الوقت، كانت فاتن وجنان يحضران قالب حلوى في المطبخ.
"فاتن، فاتن.." دخلت صفية المطبخ.
"نعم أمي." أجابتها.
"تعالي الى الخارج، خالك يريدك." قالت صفية وخرجت من المطبخ.
في هذه اللحظة ارتكبت فاتن كثيرا، وبدأت جنان تمزح معها.
"اوووو...اظن ان أخي نوى على الزواج. ما رأيك؟!" قالت جنان والضحكة عليها.
"جنان.... جنانن..." قالت فاتن.
"حسنا، سكتت، هيا هيا..." مسكت جنان بيد فاتن وأخذتها خارج المطبخ وتوجهت بها الى الخارج.
كان زياد، سوزان، رامز، رندة وصفية بالانتظار. كما كانت زهرة جالسة في حضن عمتها سوزان.
كان الحياء طاغ على وجه زياد.
"تعالي يا ابنتي اجلسي جنبي." قال رامز.
جلست فاتن جنبه ولم تزيل نظرها عن الأرض.
"صفية اختي، نحن نريد ان نطلب يد فاتن لابننا زياد. يشرفنا ذلك.." قال رامز.
"أخي، انا يشرفني ذلك أكيد... ولكن هذا قرار فاتن." قالت صفية.
"ماذا يا فاتن؟ هل تقبلين بزياد؟ لك حرية الاختيار وهذه حياتك ومهما كان قرارك انت ابنتنا قبل ذلك." قال رامز.
لم تتكلم فاتن، بل سيطر الحياء عليها وانخطف اللون عن وجهها.
"فاتن..." قالت رندة.
"ماذا؟ مثل ما تريدون انتم." قالت فاتن.
"يعني موافقة؟" قالت رندة.
"نعم موافقة." أجابت فاتن.
وقفت رندة وبدأت تزلغط وتقدمت وقبلت ابنها زياد.

"اذا عمتي فاتن ستصبح زوجة عمي زياد... يا سلام..." بدأت زهرة بالتصفيق.
في هذه الأثناء أصبحت السعادة سيدة المنزل، فرح سيطر في زوايا المنزل.

وبعد النقاش حول موضوع زياد وفاتن، تحدد يوم الخطوبة وهو في ١١ تموز، أي بعد مرور شهر.

ساعات مفرحة طغت على جو الحرب الأهلية اللبنانية التي ما زالت مندلعة.
وكان عماد قد ذهب الى منزل صديقه علاء في عاليه.

"تفضل ادخل." قال علاء لعماد.
"مرحبا بكما تفضلا." قالت الست فاديا والدة علاء.
"شكرا لك خالتي." قال عماد ودخل غرفة القعدة.
"أكيد أنتما جائعان، ماذا تريدان أن أحضر لكما؟" قالت فاديا.
"شكرا لك خالتي، لا نريد شيء." قال عماد.
"لا لا، ستندم ان لم تذق طعام أمي." قال علاء.
"لن أقبل، بعد ساعة سيكون الغداء جاهزا." قالت فاديا.
"أخي عدت... اشتقت لك." تقدمت شقيقة علاء وعانقته.
"هذه أختي ملك، وهذا صديقي عماد." قال علاء معرفا بهما.
"تشرفنا." قال عماد حيث سحر بجمال ملك.
"بحضرتك." قالت ملك.

_______________________________________

مرحبا
اتمنى ان ينال اعجابكم هذا الفصل
وشكرا على دعمكم

كَبرنا ولكن...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن