كان الليل في منتصف ربيعه، وهدوء طاغي في المكان المظلم.
كانت سهام تسير، ضائعة، تائهة.
"سهااااممم، ساعديني..." كانت ملك تبكي وتصرخ.
"ساعديني، انت قتلتي ابني... قتلتي ابني."
سمعت سهام بكاء طفل، وكلمات ملك بقيت تطن في اذنها.
"مجرمة، قتلت طفلي، قتلتي طفلي." قالت ملك حيث اقتربت من سهام كي تخنقها في الظلمة.
وضعت يديها حول عنقها، "سأقتلك." قالت ملك.
"لااااااا..." صرخت سهام.فجأة أنار زياد الغرفة،
"هل انت بخير؟" قال زياد.
"نعم، نعم، انه مجرد كابوس." قالت سهام وأغمضت عينيها.في صباح اليوم الثاني،
"جدتي، أيمكنني أن أخرج جدي الى الحديقة؟" قالت زهرة.
"نعم حبيبيتي، فكرة جيدة، سنفطر في الخارج اليوم. قولي لعمتك جنان ان تساعدك." قالت رندة.
جلست رندة على الكرسي في المطبخ حيث اشتعل في داخلها نيران الفراق التي كانت قد خمدت لفترة."رندة، حالك لا يعجبني اليوم." قالت صفية.
"صبية مثل القمر، نور عيوني وحياتي سوزان، شاب ربيته وجعلته فلذة كبدي الاثنان ماتوا يا صفية. وابنتي الثانية في السجن وزياد وعماد... وماذا عن رامز! آه." قالت رندة وبدأت دموعها بالتساقط.
"الله يرحمها سوزان، وردة قطفها القدر بعز صباها." قالت صفية.
"لم يعد للصبر عنوان يا صفية، المشاكل كلها اندلعت علينا." قالت رندة.
"ما رأيك ان نزور قبر سوزان؟" قالت صفية.
"نعم، نعم، سنزورها وهي تحت التراب، سأشم رائحة التراب الذي يغطي جسدها، سأسكب الماء العذب مثل قلبها العذب. اشتقت لها..." قالت رندة.بعد ساعة، بعد انهاء الفطور
كانت زهرة جالسة في الحديقة مع جدها رامز وابنة عمتها، رشا.
"أرأيت يا جدي، قلت لك انك ستتحسن، يوم بعد يوم." قالت زهرة ومسكت بيد جدها.
حرّك رامز اصبعه ولكن بصعوبة."الحمدلله..." قالت زهرة.
خرجت جنان ماسكة يد ياسمين.
"أنا سأذهب لأزور ملك، وسآخذ ياسمين معي، هل ستبقون في الخارج؟" سألت جنان زهرة.
"نعم، الطقس جميل." أجابت جنان.
"حسنا." اقتربت جنان وقبلت والدها.الساعة الرابعة بعد الظهر
خرجت سهام من المنزل وقدماها ترتجفان.
كانت قد وضعت محمد عند بيت جده، بدأت تسير خطوة الى الأمام تليها خطوات الى الخلف.
كان قلبها يخفق بسرعة، والعرق يتسرب منها ما ان دخلت دكان نادر."يا اهلا وسهلا، على الموعد." قال نادر باستهزاء.
"اخرس." أجابت سهام.
"ههههه، هل أخبرت أحد؟" سألها نادر.
"اسمع انا حامل، ارجوك، سأعطيك كل ما تريد." قالت سهام متوسلة اياه.
"ألم تكن ملك حامل؟ سألتك هل أخبرت احد؟" قال نادر.
"بالطبع لا، هل انت مجنون!" قالت سهام.
"جيد، أحسنت." قال نادر.
أنت تقرأ
كَبرنا ولكن...
Não Ficçãoعائلة ثرية معروفة في لبنان تربت على القيم والمبادئ الأصيلة. أبٌ محافظٌ ربّى أولاده على القيم الذي تعلمها وأم حنونة زرعت المحبة في قلب أبنائها الستة. عاشوا مع بعضهم حياة ملئتها السعادة والفرح. لكن رياح وغدر الزمن لم تتركهم. فكبر الأولاد وصعقت الرياح...