الفصل ١٥

269 37 60
                                    

دخل زياد المنزل وأخذ محمد من بين يدي سهام، كان محمد نائما. أدخله غرفته ووضعه في سريره، ثم دخل الى الصالون حيث كانت سهام جالسة هناك.
"سهام؟ ما الأمر؟ لماذا غادرت ملك بهذه السرعة؟" قال زياد.
"الله لا يردها." قالت سهام.
"سهاااام!!!" قال زياد بنبرة حادة.
"لو تعلم ما قالت لي لما كنت تدافع عنها كل مرة." قالت سهام.
"وماذا قالت؟" قال زياد.
"قالت أنها ستنجب ولدا وسيكون الوريث للمنزل ولمعظم الأملاك." قالت سهام.
"ههههه، خبيثة. لا تكترثي لأمرها، انها خبيثة وكلبة." قال زياد.
"وقالت لي ان محمد ليس نظيفا." قالت سهام.
"واطية، شرشوحة." قال زياد.
"انها متكبرة ومتعجرفة، واهلك يحبونها ويفضلوها علي وذلك لأن أهلها هنا في لبنان. أما أنا يا حسرة بدون أهل، وهم لم ينسوا فاتن." قالت سهام بصوت مظلوم وكأنها ملاك دخل بين شياطين.
"حبيبتي سهام.... لا عليك منهم." قال زياد واقترب نحوها وقبلها.
"اشتقت لك حبيبي." قالت سهام.
"وأنا ايضا." أجابها زياد.

"ملك، ما الأمر؟ ما بك؟" قال عماد حيث كانت ملك جالسة على سريرها في الغرفة.
"أمك بهدلت ووبخت أمي." قالت ملك.
"وماذا فعلت؟" سأل عماد باستغراب.
"لم تحترمها وقاطعت حديثها ووقفت وذلك لأنها سألتها عن جيهان." قالت ملك.
"انت تعرفين ان هذا الموضوع حساس جدا يا ملك." قال عماد.
"نعم حساس.. أهلك يفضلون بيت زياد علينا. بنظرهم انني كنت مخطوبة وانفصلت بأسباب غير أخلاقية." قالت ملك.
"ملك اهدأي، انت حامل." قال عماد.
"أما سهام، فقالت ان حذائها أشرف مني." قالت ملك وبدأت تبكي.
عانقها عماد محاولا ان يرضيها،
"لا احد يحبني، لا احد يريدني منهم." قالت ملك وهي تبكي.

نعم، إنّ كيدهنّ عظيم!

في هذه الأثناء، كانت جنان غارقة بالخوف والذعر.
فهي خائفة على وضع سوزان. فسوزان حملتها هم ثقيل لوحدها. حيث أوصتها أن لا تخبر أحد.
سوزان مريضة بسرطان الكبد الخبيث. والمعروف عن هذا المرض أنه عندما يصيب الكبد يبدأ العد العكسي لموت المريض. فإنه من أخطر أنواع السرطان وأسرعهم من ناحية قتل المريض. وسوزان كانت قد بدأت بالعلاج لكن حالتها صعبة جدا.

في صباح اليوم الثاني،
طرق الباب، فتوجهت رندة كي تفتحه حيث كانت جارتها وصديقتها جميلة بالانتظار.
دخلت جميلة المنزل، فجميلة مثل كل صباح تأتي كي تشرف القهوة مع رندة. هي امرأة وحدانية، ابنها مسافر الى البرازيل وتوقي زوجها خلال الحرب.
"أهلا بك يا جميلة." قالت رندة وهي تضع القهوة مع البسكوت والكعك.
"آه يا رندة، ابني ماهر لم يتصل بعد. نيالك بأولادك، قربك ويحبونك." قالت جميلة.
"اهدأي يا جميلة، الغائب عذره معه." قالت رندة.
"رندة، أريد أن أسألك، من قام بتعمير البناية التي يسكنها عماد وزياد؟" سألت جميلة.
"هذه البناية بناها رامز خلال خمسة أشهر، فقد باع أرضا كي يبنيها لهما عندما أرادا أن يتزوجا." قالت رندة.
"يا لها من كاذبة، أتعرفين بيرناديت؟ هذه الأرمنية في الحي القريب منا." قالت جميلة.
"نعم أعرفها، لماذا؟" أجابت رندة.
"بيرناديت أخبرتني أن سهام قالت لها أنها هي من عمرت هذه البناية. وقالت أن زياد وهي تساعفا سويا ودفعا ما فتح ورزق كي يبنياها." قالت جميلة.
"آه يا جميلة. اتركيها في القلب تجرح. نحن نعاني الأمرين من سهام وملك. لم يتوفقا أبنائي بزوجاتهما." قالت رندة.
"أعلم يا رندة، المهم أن يبقيا عماد وزياد بعيدان عن المشاكل." قالت جميلة.
"اتمنى ذلك." قالت رندة.
"أين هي جنان وزهرة؟" قالت جميلة.
"زهرة في المدرسة، وجنان تحضر نفسها كي تذهب عند سوزان، لم نذهب الى المدرسة اليوم. لا اعلم لماذا وبالأمس كانت معها هنا." قالت رندة.
"أتمنى ان ارى سوزان حامل، ادعي لها دائما." قالت جميلة.
"آمين، منذ ذلك الوقت وبعد أن حبلت مرة وأطرحت، لم تحبل بعد ذلك." قالت رندة.

وصلت جنان الى المستشفى حيث كانت سوزان وبشير.
"أختي حبيبتي." بدأت جنان تبكي حين رأتها ممدة على سرير المشفى وبيدها أبرة المصل.
"جنان حبيبتي." قالت سوزان.
ثم دخلت الممرضة آمرة جنان وبشير أن يخرجا خارج الغرفة كي تأخذ عينة من دمها وأخبرتهما ان الطبيب يريدهما.

دخل بشير فجنان الى غرفة الطبيب فراس، أخصائي في الأمراض السرطانية.
هو شاب في الثلاثين من عمره، أشقر ذو عينان زرقاوتان، طويل القامة.
"أهلا بكما تفضلا." وقف ومد يده وصافح بشير وجنان.
"دكتور، أخبرني عن وضع سوزان." قال بشير.
"للأسف، وضعها سيء جدا. المرض يفتك بكبدها وبدأ بالانتشار في جسمها." قال الدكتور فراس.
هنا بدأت عينا جنان تدمع،
"ماذا يعني، ألا يوجد أمل؟" قالت جنان.
"أنت شقيقتها؟" سألها فراس.
"نعم أنا جنان، شقيقتها." قالت جنان.
"من حقكم جميعا ان تعلموا، هي تعيش آخر أيامها. العلاج لم يأتي بنتيجة وهذا أمر متوقع من البداية." قال الدكتور فراس.
بدأت جنان تبكي.
"يجب ان تخبروا والدها ووالدتها. فمن حق الجميع ان يعلم." قال الدكتور فراس.
____________________________________________

مرحبا
ما رأيكم في هذا الفصل.
ادعوا لسوزان بالشفاء.
شكرا للدعم!

كَبرنا ولكن...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن