سنخرج قليلاً عن الاطار المألوف لنحلق سوياً على أرض الواقع
ففي إحدى ليالي شهر يوليو في التسعينات تزين الشارع البسيط وتلألأت الأنوار الخافتة التي تجمعت مع بعضها البعض لتكون لوحة متكاملة من الجمال فوق منزل ريفي جميل تقطنه عائلة الحاج إبراهيم وهو رجل فلاح ذو أصل عريق ومن هذا المكان بالتحديد إنطلقت الزغاريد والمباركات للتهنئة
الفصل الاول ( البدايات دائماً أجمل )
استعدت عائلة الحاج إبراهيم لاستقبال المهنئين بمناسبة تخرج ابنته وحصولها على الليسانس في اللغة العربية ،كانت فرحتهم عارمة لأنها الفتاة الوحيدة التي استكملت دراستها دون توقف وأكملت رغم عرقلة الظروف لها ،وكذلك والدها أراد أن يمهد لحياتها الجديدة بعد ما فعله وأثاره بحياتها من قبل وجعلها تنقلب رأساً على عقب دمر التخطيطات والتنفيذات التي فعلتها ،دمر فرحتها التي كانت كل ذلك من أجل مصلحتها كما قال .الحاج أحمد: - خير يا حاج إبراهيم أيه الزغاريط والأنوار اللي عندكوا دي؟؟
الحاج إبراهيم: - البت نجحت وخدت الليسانس وجابت تقدير حلو فكنا لازم نفرحها دي أول وحدة في بنات العيلة تعملها.
الحاج أحمد: - ألف مبروك يا حاج ابراهيم شكل الفرحة هتبقي فرحتين انا جاي أكلمك في موضوع مهم
الحاج إبراهيم: - أتفضل قول
الحاج احمد: - الصراحة كان في شاب من عيلة واصلة عايز عروسة وانا شايف إنه مناسب جداً للاستاذة وعلامه عالي وبتاع شهادات زيها
الحاج إبراهيم: - يا مرحب بيكوا في أي وقت تشرفونا
احمد:- طيب السلام عليكوا بقىابراهيم: - نورت الحبة الصغيرة دول يا حاج أحمد والله ما محسوبين زيارة
وفي الجانب الاخر كانت تجلس زهرة وسط لفيف من الأهل والأصدقاء ،فهي فتاة بيضاء مختلط بياضها بحمرة،واسعة العينين، تنطبق عليها كل صفات الجمال،ترتدي الحجاب الإسلامي الذي يجعلها تبدو أكثر جمالاً
دخل الحاج إبراهيم ليبارك لابنته ويخبرها ان تعد نفسها للرؤية الشرعية وذاك بعد أن حدد موعداً مع ذاك الرجل ورأى أن هذا الشاب سيوفر لابنته السعادة التي كان يتمناها لها
الحاج إبراهيم: - زهرة تعالي في حضن ابوكي يا مشرفاني ورافعة راسي في البلد كلها مبروك ألف مبروك يا بنتي ،بعد ما الناس كلها تمشي تعالي علشان عايزك في موضوع كده
زهرة: - من عنيا يا بابا حاضر
ودار حوار بينها وبين نفسها ( يا ترى بابا عايزني في ايه ياه لو ينفع أمشي الناس كلها بس عيب ميصحش اللي أنا بقوله دا وبعدين يا خبر النهاردة بفلوس بكرة هيبقى ببلاش. اسكتي بقي يخربيت الفضول اللي إنتي فيه)
كل ما تخشاه زهرة هو أن يعود والدها المتسلط القديم الذي لا يستطيع أحد الوقوف أمام جبروته ولكنه تغير كثيراً بعد ان انتهي كل شيء ،فكان يخشى عليها أن تلقي بنفسها في التهلكة وكذلك لم يراعي فرق الزمان فلكل زمان أسلوب للتربية ،لكن كلما تحدثت زهرة أو عمر إليه نهرهم وقال أنه تربى على هذه الطريقة هو واخوته وها هم أكبر سكان البلد مقاماً وابنائهم الأعلى في المرتبة ،كانت ردوده جاهزة لا تحتاج ٱإلى تفكير أو تروٍ لكل كلمة ردها ولكل حرفٍ رده .