(40) النهاية

3.2K 93 20
                                    

وجدت من يهاجم غرفتها ويحتضنها بحرارة وكأن العالم قد تغير من حولها

- امال ماما فين وحشتوني ،أنا أسف على كل حاجة عملتها فيكوا مكنتش عارف عقلي فين الدنيا لعبت بيا ،وأصحاب السوء اللي كانوا ملازميني طول عمري ،فين ماما بقي وحشتني ؟؟ والناس اللي تحت دول وانتي لابسين اسود ليه
  (قالها وهو مصدوم جدا وكأنه عارف وبيحاول يخبي أو عقله فقد صوابه ) .

- ماما خلاص راحت من بين أيدينا راحت للي أحن عليها مننا ،كل اللي بيحبوها غدروا بيها حتى أنت ،وأنا كمان من ساعة ما سابتني مش قادرة أركز في حياتي وانا داخلة على امتحانات كمان أسبوعين ويجي شهر امتحانات وكمان شهر هاستنى النتيجة مش عارفة هأكمل إزاي من غيرها .

- أنا معاكي

- أنت عمرك ما كنت معايا ولا معاها ولا ليا ولا ليها ،دايما كنت ضدنا وفي وشنا كنت الحاجة اللي بنتمنى إنها تتغير لمصلحتك لذاتك مش لينا .

- عارف والله سامحيني .

ضمها إليه ثانية ،لأول مرة في حياتها تتذوق حنان الأب الذي لا يعادله معاني في الكون ،ذاك الأب الذي تركها وغدر بوالدتها ،التي عانت من قسوته ومرارة معاملته .

ظل معها في هذا المنزل يرفع من معنوياتها ويشجعها علي المواصلة حتي لا تقف وتقف معها الحياة ،كانت تزيد من المذاكرة وتنهل من بحور العلم أكثر فأكثر عوضت من فاتها خلال اليومين الماضيين ،كان تفكيرها مشتت إلي حد كبير ولكن وجود والدها معها أحدث فرق شاسع ،شعرت به وشعر بها أخيرا ،شاركها تلك اللحظات العصيبة من حياتها ،وكأنه المنقذ الذي جاء ليخلصها من تلك الكأبة العجيبة التي حلت عليها .

#الامتحانات الأخيرة

مرت الامتحانات بسلام فأخطائها معدودة في مواد ومعدومة في أخري ،كانت غايتها الطب ثم الطب ثم الطب ،اتفقت مع والدها علي أن يرافقها للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية ووافق علي ذلك رغم أن نتيجتها لم تظهر بعد .

عاش الجميع في فترة من التوتر الخالص في انتظار النتيجة حتي تتحسن نفسية نور بوصولها إلي احلامها .

وكان أنس يتودد إليها ليتقرب منها ،لكنها لم تفتقد سوي الملاذ الذي وجدته في خالها ثم أبيها ولا مكان له عندها ،لا تريد أن تعلق قلبها بحب زائل

أخيرا وبعد فترة قصيرة لكن الأيام تمر عليهم كالسنين ،فلحظات الانتظار موحشة ومتعبة ،تؤثر علي كل جوانب الإنسان فيها يتوقع كل ما هو حسن آلاف المرات وما هو سيء ملايين المرات .

تحولت هذه الحياة الكئيبة المملة الرتيبة إلي فرحة لكنها فرحة ناقصة وينقصها الكثير والكثير ،ينقصها كل ما هو جميل .

كان مجموع نور هو ما حسبته في عقلها جيدا ٩٩.٦ ٪ لم يحدث لها مثلما يحدث مع الكثيرين من تشويه الدرجات وضياع الأحلام .

تغير الجو فجأة فانقلبت الاحوال من عزاء إلي تهاني ومباركات كانت نور ملكتها ،بعدها استعدت نور للسفر كما تواعدت مع والدها ،كل ما تفكر به هو اكتشاف علاج لهذا الوباء اللعين الذي يدخل الجسد فينهشه وينهك قواه ،ويحول حياة الانسان إلي صحراء جرداء .
قبل السفر بساعات أوقفهم عمر وقال

- محمد لو سمحت عايز اتكلم معاك ضروري

- اتفضل

- عايزين نخطب نور لأنس .

- بس نور لسة صغيرة واكيد مبتفكرش في الموضوع دا ،دي برضو عقلها يوزن بلد .

- خلاص هنخلي الموضوع بينا ولما تكمل دراستها يبقي رسمي ،الولد هيهبلني يا محمد هههه

- هاشوف رأيها وأرد عليك .

سمعت نور الحوار من بعيد ولكنها لم تقترب واعتبرته مجرد كلام وفي حين ذلك حضر أنس وقال

نور أنا بحبك ،وبحبك جداا من زمان فاكرة أيام ما الراجل شافك وانتي واقفة معايا !! .

-  أنت أخويا وبس.

#تمت_بحمد_الله

نور |NouRحيث تعيش القصص. اكتشف الآن