خرجوا جميعاً من القاعة إلي الخارج كل شخص يفكر في الامر من وجهة نظره الشخصية لدي كل منهم رؤيته الخاصة به ،ولكن نور شاردة تفكر في مصير والدها وهل سيخرج قريباً يا تري ؟؟!
هل سيغير السجن منه في شئ ؟؟
تمنت ذلك..
قطع شرود نور صوت مألوف لديه ها هي رؤي الصديقة الوحيدةرؤي:- نور وحشتيني يا أعز صديقة علي قلبي مش عارفة أشكرك إزاي لانك ساعديتني وأخيراً ماما رجعت لي بعد ما كنت مش عارفة هي حية ولا ميتة.
نور:- أنا معملتش غير واجبي يا حبيبتي .. خليني أشوفك في الاجازة كده.
رؤي:- صحيح أنا نجحت بقالي 3 سنين في أولي ثانوي وأول سنة أنجح ودا بفضلك..
نور :- لا متقوليش بفضلي كله بفضل ربنا مع السلامة لان ماما تعبانة مش هتتحمل دا كله اتصلي عليا وطمنيني عليكي..
رحلوا جميعاً إلي المنزل بعد المرور علي الطبيب فالموضوع أصبح عادة لا تنقطع ،ولكن نور بداخلها عاصفة تكاد تحترق وتعتصر ألما خوفا علي أبيها بعد ان إعتذر منها أمام الجميع ، فهي حتي آلان لا تعرف كم عام سيقضيها في السجن ،وهل سيتغير أو تغير بالفعل ،عاصفة جارفة تقتلع جذور عقلها الصغير ، الذي أصعب ما كان يمر به هو حل مسألة حسابية..بعد العودة والجلوس وتناول الطعام ،لم ترد زهرة الحديث فيما مضي وبينما هم علي ذلك يتحدثون ويتسامرون سمعوا طرقات علي بابا الغرفة.
نور:- اتفضل يا بابا..
عمر :- عرفتي ازاي يا اروبة.
نور :- من مصادري الخاصة بقي.
عمر :- ههههه طيب مبروك يا ستي طلعتي الاولي كالعادة.
نور :- بجد يا بابا دا انا حتي مكنتش مركزة خالص..
عمر :- ربنا عارف نيتك ومش بيضيع حد ،انا هاعزمك النهاردة برا علشان في حالة طوارئ في البيت امتحانات البيه بقي.
نور :- دا تعب أوي السنة دي ربنا معاه .
بعد أن انهت الحديث مع خالها سمعت رنين هاتفها ليعلن عن وصول رسالة من رقم مجهول
" هنجيب حقها منك يا نور متفتكريش إننا هنسكت "
نور فكرت كثيراً في الامر لكنها لا تعلم منّ الذي أرسل لها هذه الرسالة ،ولكنها لم تعر هذه الرسالة أي إهتمام وظلت قابعة كما هي لا تعرف ما الذي ستفعله وهل تخبر خالها أم لا ومن الذي يعرف رقمها سوي والدتها ،لم تجد سوي محام والدتها وأسرعت لتقص عليهم الأمر ،لكنها لم ترد أن تحمّل والدتها هموماً فوق تعب ومشقة العلاج ،وأردت أن تُنهي هذا الخطأ نفسها .
نور :- ماما هو في حد معاه رقمي غيرك ؟؟
زهرة :- ليه بتسألي!!
نور:- عادي يعني علشان عايزاه يبقي معاكي انتي وبس.
زهرة :- مع المحامي أخده علشان يتصل عليكي ويعرفك قضية باباكي هتوصل لحد أيه.
كانت نور شريدة الذهن تهرب بتفكيرها بعيد، وتطوف بعقلها في السماء ،يا لها من مهذلة ،فهي ليست مذنبة ولكنها تحمّلت مسئولية كل شئ.
______
كانت كالسمكة التي ألقي بها البحر علي الشاطئ فكلما أقتربت من الآمان أتت موجة عالية رمتها في مكان أبعد وأبعد ، كالعصفور الذي كلما بني عُشاً جاءت رياح عاتية هدمته ،فنور تعرضت للإنطفاء الواضح علي ملامحها البريئة.
******************************
من الذي أرسل الرسالة ؟؟
ماذا ستفعل نور ؟؟