(3) الحياة لحظات

3.6K 143 21
                                    

وبعدها بفترة قليلة علمت لين أن صديقاتها الاربع قد ذهبن ومعهن صديقتها الجديدة ليصبحن خمس ( ريم ،سارة،همسة ،علا ،سهر) .
عندما وصلن إلي السكن إتصلن بلين مباشرة ليخبراها أنهن قد نظفن المكان ورتبن الحجرات ووضعن ملابسهن في أماكنها ،وقالوا أن صاحبة السكن طلبت منهن جمع الإيجار ولابد أن يصلها قبل أول الشهر وأخبرتها همسة أن هذا الرقم المجهول هو رقمها الاخر .

كانت لين في حيرة من أمرها ووصل بها الحال أن تلغي فكرة السكن وأن تجلس لتؤنس والدتها وتذهب وتجيء كل يوم ،فقد يُضمر المرء شيء ويظهر آخر حسب ما يروق له .

بعد أن إنتهت من المكالمة وجدت ضجيج أطفال يأتي من الخارج فعلمت أنهم أبناء أختها فخرجت وإحتضنتهم بحنان ،ووجدت الكثير من الحقائب وأختها وزوجها في الخارج ،صدمت في البداية وقبل أن تسأل قاطعها زوج أختها قائلاً
هاني:- هذه الحقيبة تحمل هدية الأستاذة لين .

لين :- شكراً لك دكتورنا العزيز .

تحدث هاني ثانياً
"سأسافر غداً بإذن الله ،لأنني وجدت عملاً بالخارج وستبقى هدى هنا بجوارك يا أمي ،أعلم أن لين ستذهب إلي السكن مع صديقاتها في بداية الدراسة "

ردت لين بصوتٍ متقطع قليلاً
لقد ألغيت فكرة السكن وسأجلس هنا بجوار والدتي .

تحدثت هدي :- لماذا قررتي هذا القرار الغريب أنتِ من فضلتِ السكن بسبب محاضراتك المتأخرة وإزدحام الجدول الدراسي لديكِ لماذا غيرتي موقفك الدراسة علي الأبواب.

كان زوج أختها يعلم كل شيء فهو بمجرد نظرة عين يعرف ما الذي تفكر به لين لأنه يحبها كابنائه حتي أنه أسمى ابنته لين من شدة حبه لها .

أخرج هاني مظروفاً من جيبه كأنه لا يعرف
شئ وقال:- هذا مصروفك يا لين ولكي مثل هذا المبلغ كل شهر وسأبحث لكي عن وظيفة لتجديها عندما تنتهي السنوات المقبلة من الدراسة ولا تخجلي من طلب شيء .

ردت والدة لين بفرحة " لا عليك ولدي ،نبحث عن عريس أولاً ثم الوظيفة هههههههه"

عم الفرح والسرور في أرجاء المنزل وكانت فرحة لين لا توصف وتمنت أن يرزقها الله بزوج صالح مثل زوج أختها ليعوضها عن حنان أبيها وغلظة أخيها.
____________

بعد يومين

سافر زوج أختها وذهبت أختها معها لمكان السكن لدفع الإيجار وترتيب أشياءها في المنزل لكنها عادت لبيتهم مع أختها لأن الدراسة لم تبدأ بعد وكذلك لأنها لم تجد أصدقائها هناك .

__________

ذهبت لين لتأخذ حماماً بعد هذا اليوم الصعب وعادت لتأكل معهم مما قامت والدتها بتجهيزه من طعام لأجلهم .

ثم ذهبت لنوم بضع ساعات هي وأختها ،فتحدثت هدى قليلاً قبل النوم وقالت
"عندي سر أريد أن أقوله لكِ لكن لا تخبري والدتك عنه حتي لا تمرض "

لين :- أحكي سرك ولا تقلقيني أكثر من ذلك .

هدي
' بعد أن أستيقظ لأنني متعبة '

بالفعل تركتها لين تنام قليلاً لأنها تعبت جدا طوال اليوم ،وكذلك أدركت أنها لا تريد أن تقلقها بسبب حالتها النفسية المضطربة .

_____
إستيقظت هدى علي صوت بكاء لين الصغيرة التي لم تراها طوال اليوم ،ضمتها إليها ليمر الموقف علي خير ،فالأم هي أمان الطفل فحضنها جنته وحنانها ينسيه كل ما شعر به في غيابها .

إستيقظت لين علي إثر هذا الضجيج وقالت
' لن تخرجي قبل أن تقولي السر '

هدى 'بالتأكيد سأقول، أتعلمين أين ذهب أخيكِ '

لين بعدم اهتمام ' أين يا ترى!؟ '

هدي' أخذ زوجته وهاجر إلي الخارج ،لا تخبري والدتك بذلك '

لين ' ومتي حدث ذلك ؟'

هدي 'من العام الماضي ،لكنني عرفت ذلك قريباً '

تمنت لين من كل قلبها أن يكون أخيها مثل زوج أختها فهي بالفعل تعتبره أخيها منذ نعومة أظافرها ،ولكن أخيها من لحمها ودمها باع كل شيء حتي هي ولم يساندها وقت احتياجها له ،وظل زوج أختها معها يساندها ويساعدها لتعبر الازمة بنجاح ،كان بُعد أخيها عنها بمثابة إنكسار للقلب ،  زوج أختها حاول جاهدا أن يعوضها عن كل لحظة حرمان وفرحت جداً بهديته الجديدة فهي عادته دائماً يفاجئها بكل ما تتمناه ،فهي لطالما تمنت أن يكون لديها كمبيوتر محمول (لابتوب) خاص بها ففاجئها به قبل سفره.
كتبت لين مجددا في إحدي صفحات مذكراتها

(زوج أختي هو أكثر شخص يعرفني ويفهمني من دون حديث ،لدي رغبة جارفة أن أخبره السر ،ولكن أخاف أن تسلبه مني الحياة كما سلبت مني عزيزي السابق فهو أحد ضحايا هذا السر لكن الأمر قد يتغير فلا أحد يعلم ما الذي تخبئه الأيام ) ،وكتبت أخيرا

" المواقف الحلوة واللحظات الحلوة مبتستمرش كتير ،بس ممكن تلون حياتك بايدك تغيرها تخليها أحلي حياة برضو بإيدك "

*************"
مر الوقت سريعاً فاللحظات الجميلة تمر بسرعة الضوء وها قد جاء اليوم الذي ستذهب فيه إلي السكن لتستعد للدراسة في عامها الجديد .

----------------------

سكن الطالبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن