(6) انه الحب يا ابنتي

3K 118 25
                                    

قبل المنزل بدقيقة كان بيت العجوز ولكنها وجدت السيدة قد إنزلقت قدمها من أعلى الدرج حتي أسفله فلم تفكر كثيراً  وهرولت بسرعة فائقة لتستطيع اللحاق بها حتي لا تصطدم بالحائط ،قامت بإسناد العجوز وإدخالها إلي منزلها وضمدت لها قدمها ثم قالت
" يمكنني أن أخذك إلي المشفى فهو قريب من هنا إن أردتِ "

العجوز " لا يا ابنتي لقد تعبتي معي اليوم أشكرك علي مجهودك هذا "

لين " لم أفعل شيء أنتِ أمي ،أنا أسكن في هذا البيت المجاور إن أردتِ شيء فقط قولي " لين" سأكون هنا علي الفور

كان بيت هذه السيدة بالطابق العلوي كبير ومنظم ومفروش بأثاث عتيق  يبدو عليه الفخامة والثراء ،وفي الطابق السفلي هناك بيت يبدو أن بعض الطلاب يسكننون به ،هبطت الدرج سريعاً وكادت أن تصطدم بشخصٍ لكنها اعتذرت عن سرعتها وذهبت ولم تنظر إليه قط سمعت صوته من خلفها
" انتظري يا أنسة دقيقة واحدة "

لين " تفضل "

كان يرتدي معطفاً أبيض يبدو أنه ساكن هذه الشقة السفلية كان يشبهه كثيراً كأنه هو شعره أسود كثيف وجهه أبيض لا تشوبه شائبة ملامحه جميلة كأنه أحد الممثلين الأتراك الذين يبهرون الفتيات بوسامتهم .

تحدث وقال
" ما الذي حدث لجدتي سمعت أحد الجيران يقول انه رأكِ تهرولين وبالرغم من ذلك لم يساعدها أحد ،ظنوا أنني متواجد بالداخل ولم أخرج لها حتى حيال رؤيتهم لكِ ،غريب هذا الأمر "

لين " فقط إنزلقت قدمها ،وقد قمت بتضميدها ستكون علي ما يرام .. اعتذر سأذهب أنا ظننت أنه لم يسكن معها أحد "

معاذ " شكراً جزيلاً لكِ "

ذهبت والأفكار تعصف برأسها هل هو ابنه أم أنها تتخيل من هول ما تمر به هذه الأيام ،دخلت إلي السكن وأدت صلاتها ثم شعرت بصداع نسبي من كثرة التفكير ثم نامت قليلاً واستيقظت علي صوت نداءٍ متواصل من منزل العجوز نظرت من نافذة غرفتها وجدتها هي وقالت لها بصوتٍ حنون
" أريد مساعدتك لن آخذ من وقتك إلا القليل ،فقد ذهب معاذ إلي مستشفى الجامعة لمتابعة بعض الحالات ضمن دراسته "

لين " من عيوني يا أمي سأرتدي ملابسي وآتيك حالاً "

حدثت لين نفسها
معاذ إنه هو ابنه ولكنه لا يعرفني وأنا لا أجرؤ علي قول كلمة واحدة آلان ،يكفي ما أنا به .

فغالباً ما ندعو الله كثيراً أن يمنحنا فرصة لنعبر عما بداخلنا لشخص ما ،وعندما تأتي الفرصة يقف أمامنا الزمن ليلقي لنا الأعذار ولكن ما العذر هنا !!

دخلت إلي منزل العجوز بالفعل وجدت الشقة السفلية مغلقة ووجدت العجوز في انتظارها وقالت
" أمرك يا أمي لقد جئت كما طلبتي "

العجوز " لقد أحضرت لكِ الطعام لا أريدك أن تنشغلي بشيء سوى الدراسة "

لين " اوووه لا أريد أن أتعبك معي أمي تقوم بعمل الكثير من الأكلات وإرسالها لي "

العجوز " أنا أحبك كحبي لمعاذ وأم معاذ ووالده رحمة الله عليه ،وقد أثنى معاذ عليكِ وطلب مني أن أساعدك وأن أحضر لك وجباتي الشهية "

لين " شكراً لكم لم أفعل سوى واجبي "

وبعد إلحاح منها أخذت لين الوجبات وذهبت إلي السكن ،تناولت الطعام هي وصديقاتها فهن أفتقدن دفء العائلة وتجمعهم سوياً ليذهبن إلي الدراسة ومرارها ، ولم تلقِ بالاً لم قالته العجوز ظنتها تهول الأمر لأنها أعجبتها هي ،وكذلك أخبرت صديقاتها بما حدث للعجوز وكيف ردت لها العجوز الجميل .

____________________________________

#معاذ محدثاً نفسه
هل وقعت في الحب يا معاذ ؟ أم أنه الإعجاب من أول نظرة،ولكن هذه ليست أول نظرة أعرفها جيداً كنت أراها في عداد المتفوقين كل عام في المدرسة وأخبرني والدي ذات يوم أنها فتاة يحبها جميع المدرسين والطلبة بالمدرسة ،لكنني لا أدري هل هي أم إنه مجرد تشابه وسوء فهم .

لماذا أفكر بها!  أنا من البداية لم أرد العيش مع جدتي في الشقة السفلية حتي لا أكون في الجهة المقابلة لسكن الفتيات أردت أن أكون بمفردي ،لم أتعلق بفتاة ولم أكن أؤمن بالحب ،لكنها مختلفة أتم الأختلاف ،بها سحر لا ينسى ونظرة عين تحمل كل معاني العظمة والانكسار ،لم تأسر قلبي فقط بل أسرت عقلي معه من تكون هذه الفتاة أظنني رأيتها من قبل وتفكيري فيها يؤرقني .

____________________________________

أراد أن يعرف معاذ عنها المزيد فذهب لجدته وعلم أنها شعرت بميلٍ منه تجاهها بسبب أسئلته وطلباته المتكررة فتحدثت هي

" حضّرت بعض الفطائر والطواجن إلي لين اليوم "

معاذ " بارك الله في عمرك جدتي ،هل علمتي من أي مدينة هي ؟"

العجوز " لم أسألها ،ولكن لم أنت مهتم بأمرها ،هل أذتك بني !؟"

معاذ بتردد " أنا لست مهتم قطعاً ، بل أردت أن أعرف لنشكرهم فقط لا أكثر "

العجوز " ههههههه إن هذا هو الحب الذي لا يعرف وقت ،يطرق الأبواب دون أذن ،وها قد طرق بابك "

معاذ " الأمر ليس كذلك بالتحديد ،أستأذنك جدتي "

____________________________________

في الصباح ذهب الفتيات جميعهن إلي الجامعة
وعادت لين مبكراً لأن المحاضر لم يحضر اليوم بسبب ظروف طارئة ،عادت إلي سكنها وفي عودتها وجدت العجوز في انتظارها ألقت عليها السلام وسألتها عن أحوالها وذهبت
تعجبت العجوز من أمرها وضمت شفتيها فهي تود معرفة أخبارها وقراءة أفكارها فقالت

" ما الذي حل بك حبيبتي إنتظري أريد التحدث معك "

لين " سأذهب لأحدث أمي لانني إشتقت إليها ولدي عملي متواصل لا أستطيع الذهاب في هذا الأسبوع "

كانت رغبة لين الحقيقية هي الهروب من أسئلة العجوز المتكررة وتدخلها في موضوعات لا شأن لها بها وهذا هو أكثر ما يزعجها .

العجوز  " لا بأس فأنا معكِ ،وكذلك معاذ الذي لم تفرُغ أسئلته عنكِ "

لين " شكراً لكم ،وبالمناسبة أريد أن أسألكِ سؤال جدتي الغالية "

العجوز " تفضلي يا عزيزتي "

لين " أراكِ كل ليلة تقومين الليل كله حتى قبل أن أستيقظ أنا لأداء القيام ،وتستمرين حتى الصباح إلي أن أذهب للجامعة في الثامنة والنصف صباحاً أكثر من ست ساعات تصلين أجد غرابة في الأمر "

العجوز " إنه الحب يا ابنتي هو ما جعلني أفعل ذلك "

سكن الطالبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن