سكن الطالبات

(7) أشدد به أزري

العجوز " إنه الحب يا ابنتي "

لين " لا أؤمن به ولا أحب الحب "

العجوز " الحب النقي الذي لا تتخلله شوائب مذاقه مختلف ،ورائحة عبيره تفوق الخيال ،الحب هو أن تبدءان معاً من شيء ما علي اختلاف وتنتهيان علي أتم الاتفاق "

لين " سأدون كلماتك من الممكن أن أعلمها لطلابي ،لكنني لم أعرف الحقيقة بعد ، أريد معرفة سرك "

العجوز " سأحكي لكِ كل شيء بالتفصيل ،كنت أدرس بكلية التجارة في زمن لم يتعلم فيه الكثير من الفتيات ،وكان هو زميلي لكنني كنت مثلك لا أؤمن بالحب ولا هذه العلاقات التافهة ،عرف عني كل شيء وفي أخر عام لنا في الدراسة ،وجدت من يتحدث معي وكأنه يعرفني ،إعترضت علي اسلوبه في الحال وكدت أبلغ عميد الكلية عن إساءته لي ،لكنه أوقفني وقال عندي موعد مع أبيكي مساء اليوم ،ستكونين لي بعد حب أربع سنوات دراسة ،لم أتمالك نفسي من الضحك المختلط بالبكاء وذهبت إلي منزلنا وبالفعل وجدتهم يجهزون لإستقبال الضيوف ،تم كل شيء كما أردنا ...ثم توقفت .

لين " ما الذي حدث بعد ذلك جدتي "

العجوز "تزوجنا وعشنا أسعد أيام حياتنا كان لي أب وأخ وصديق وزوج ،لم يظلمني قط ،ولم يضغطني علي شيء قط ،كان الزوج المثالي والأب المثالي "
لين " وكيف عرف عنكِ كل شيء وما الذي دفعه لخطبتك "

العجوز " كان يراقب تحركاتي وكان ينظر لي معظم وقته أراد عدة مرات أن يتحدث معي ولكنني كنت جامدة ولا أبالي ،ظل يدعي الله ويذكرني في خلوته مع الله وأن يجمعنا الله في حلاله ،لذلك رحل ولم يرحل عني حتي ألقاه "

لين " هل كان لديكم الكثير من الأبناء "

العجوز " ظللت معه خمسة عشر عاماً لم أنجب أي طفل ،كانت رحلتنا مع الأطباء شاقة ومريرة ،وكان المانع مني أنا لكنه أخبر أهله بأنه هو الذي لم ينجب حتي لا يجرحني أحدهم بكلمة "

لين مقاطعة " يا له من رجل عظيم "

إستكملت العجوز والدموع تملأ عينيها
" ثم علمت بعدها بأنني حامل ،أنجبت ابنتي صفاء أم معاذ ولم أنجب بعدها ، كنا نصلي دائماً القيام منذ أول يوم في زواجنا وكان هو أمامي ،أخبرني بأنني نتيجة إحدي دعواته في جوف الليل لذلك فأنا لن أتركه في قبره دون صلاة القيام "

لين " كيف ذلك لم أفهمك ؟"

العجوز " أصلي قيام الليل كل ليلة لي وله ختمت له القرآن منذ أن توفي ١٧٤٣ مرة ،لن أنسي أفضاله وحبه ،أري في معاذ صورة مصغرة منه وأكدت ابنتي علي كلامي "

لين :- بارك الله في عمرك وجمعك به في الفردوس الاعلي ، أريد ان أرحل آلان .

العجوز " أنظري كم هو مخلص ونبيل كان دائماً ما يدعو الله أن يجمعني به وأن أكون الزوجة الصالحة التي تراعاه وانا سأستمر علي العهد أصلي لي وله ،هذا هو ما أردت إيصاله لك ... الحب هو أساس الوجود ،هو العهد والود هو الحياة هو الصدق "

______________

إتخذت لين قرارها وذهبت إلي السكن تناولت الاطعمة السريعة وبدأت في الأستذكار ،ثم جالت بعقلها فكرة
لما لا يوجد في مخيلتها شخص ما تريده أن يكمل حياتها ،أنا يتقبلها علي ما هي عليه ،أن يعشق عيوبها ،ويقدس مميزاتها ،أن يحول اليابس من حياتها إلي أخضر ،وصحراء فكرها إلي جنة علم ، لما يخاف الشباب الحب ؟؟ ويعشقون الجبن ؟؟ لماذا؟؟
_

__

دونت عن كل ذلك وكتبت ما في النفس وما تتوق إليه الروح ،ثم سمعت العاصفة في الخارج فها قد عدن من الجامعة ،لم تخبئ أوراقها كما تفعل دائماً بل ظلت تكتب وتكتب ،بعد أن إستكملت كتابتها ،قامت بتصفح الانترنت لوقت قليل ،سمعت طرقات خفيفة علي باب غرفتها وكانت همسة ،فقد دخلت دون أن تأذن لها لين بالدخول

- لين أعيرني هاتفك أريد أن أحدث أبي ولم يتبقي معي رصيد ،فقد تصفحت به الانترنت حتي أنهيته .

أعطتها لين الهاتف دون أن تغلق بيانات الهاتف فهي لم تمهد للشك طريقه و تثق بكل من معها من الفتيات وكذلك لم تعطها همسة فرصة لإغلاقه فقد أخذت الهاتف وخرجت .

استكملت همسة المكالمة وسمعت صوت رسالة الماسينجر وبدافع الفضول الذي إنتابها فتحت الرسالة وكانت من عبدالرحمن

" سأحصل عليكي صغيرتي ،أكرهيني ما شئتي يكفي أنني أحبك ولم أري غيرك في حياتي ،كفاكي كبرياء فكل الفتيات يعجبن بحديثي ومظهري إلاكِ ،لست افضلهن لكن لن أدعكِ لتفعلي كما فعل فيلسوفك ،أنا أيضاً أعرف أسرارك "

كانت هذه فرصة أمام همسة لتصل إلي عبدالرحمن الذي شغفها من أول نظرة ،فهي تراه كل يوم وتجتمع حوله مئات الفتيات ليحصلوا علي أرائه ،فهو وسيم قوي البنية حسن المظهر ،وكذلك حتي تكسر عين لين أمام زميلاتها ،فهي تكن لها الغيرة منذ أن رأتها ولا تحب تصرفاتها أبداً .

دخلت مرة أخري إلي غرفة لين وقالت
-اعتذر منك فقد جاءتك رسالة وفتحتها بالخطأ عندما أنهيت المكالمة ،يبدو أنه يحبك بصدق ،لا تكسري قلبه .

لين :- عن من تتحدثين ؟

همسة :- هل هم كُثر ؟

لين :- ماذا ؟ تأدبي في الحديث أرجوكِ .

همسة :- تأدبي انتِ يا من تدعين العلم والمثالية فها قد علمت عنكِ كل شيء ولن أرحمك .
_

___________
شكراً ل HaNa_Essam301 علي التفاعل
ولو في حد هنا بيصمم covers ياريت يكلمني ❤