سكن الطالبات

(13) إجبار

- هو أنني سأترك السكن نهائياً بناءاً علي رغبة خطيبي ،الذهاب والعودة سيكونان مصيري .

وبهذا تكون النهاية قد عُرفت فلا سعادة أو أمان في الوقت الحالي فأصبحت الغربة بلا صديق أو رفيق أو من يؤنس الوحدة .

اتخذت لين قرارها بعد صلاة الاستخارة بالموافقة ،فالبرغم مما رأته في المنام إلا أنها تعلم أن للشيطان مدخل في الاحلام ،رمت كل شكوكها وظنونها وراء ظهرها هي فقط ستلبي رغبة والدتها .

تمت خطبة لين علي عمرو ذاك الشاب الوسيم صاحب المنصب المرموق الذي يحبها ويعشق تفاصيلها وهذا ما يبدو علي ملامحه فهو لا يظهر إلا الحب والحب القوي الذي لا تهزه أقوى عاصفة ،كان ممسك بيدها كطفل فقد أمه لفتره طويلة ثم وجدها بعد فترة من العناء ،ألبسها خاتمها وقد تواعدا ألا تخلعه من البنصر إلا في حالة الفراق الأبدي .

كانت الخطبة عائلية جدا لم يحضر أحد كما أرادت لين .

- هيا لنذهب يا هدى فالمشاغل كثيرة والمطبخ يحتاج لنا ..قالته ام لين لتترك الفرصة لابنتها للحديث بحرية فهي تعلم أن هذه الموافقة تمت من أجل إرضائها .

لين لا تحب بدأ الكلام وكذلك لم تعتاد علي هذا الشخص بعد فهو مجرد فرض وعليها تأديته ولكن قد تأتي النهاية التي تتمناها وهي الحب الذي لا نظير له ،الحب الذي حكت عن العجوز عن لذته وعن الشخص ذاته .

سمعت صوت كلمته التي جعلتها تذوب خجلا في مكانها

- أنتٍ أجمل ما رأت عيني علي الاطلاق

- أريد أن أسألك بعض الأسئلة التي لم تسنح الفرصة لأقصها عليك ..هل أنت مستعد
( قالت مغيرة للموضوع)

- بالطبع

- هل تصلي فروضك كاملة ؟؟ إذا كانت الاجابة نعم فأنا لم ألاحظك تصلي وأنت معنا في المنزل منذ الصباح والساعة آلان قاربت الثامنة مساءاً .

- في الحقيقة لست منتظماً في صلاتي .

- وهل لي أن أتحمل !! لم أريد الزواج من شخص لأغير طباعه فالشخص لا يتغير بعد مرور كل هذه السنوات ،كل ما تمنيته هو أن أجد من يأخذ بيدي إلي الجنة .

- لمَ لا تكوني أنت من يأخذ بيدي .

- السؤال الثاني ما رأيك بالأطفال .

- عندما نتزوج لا أريد أن أنجب فقط تكفيني أنت لتكوني طفلتي وزوجتي

- وهل تقول لا للرزق ،هل ترفض نعم الله ،فالكثيرين حرموا من نعمة الانجاب وتمنوا أن يرزقهم الله بطفل حتي لو لديه إعاقة .

- هل هذا الامتحان من درجات؟؟

- بالفعل ودرجاتك في الحضيض.

- أوووووه حقاً ولكن هذه الحقيقة لا أريد أن أكذب .

بعد أن سمعت لين هذه الكلمات اللي أسقطتها من السماء إلي الأرض كانت حالتها موجعة لا تعلم هل تفرح لأن الله أنعم علينا بهذه النعمة أم تحزن لأن هذا الشخص يختلف عما رسمته لنفسها أنهت كل أسئلتها وإزدادت وجوماً.