(1) حلقة مفقودة

14.2K 265 58
                                    

نكبُر وتكبُر أحلامنا ،تتسع لتأخذ حيزاً من أرواحنا بل ونفوسنا أيضاً ..أشفقت عليها عيناها فبكت بحُرقة كعادة كل ليلة.. كم هي ضعيفة حينما تواجه الأزمات.. كم هي كسيرة أمام قبضة الواقع.. أمسكت بأوراقها لتُفرغ ما بجعبتها من حكايا للورق فلا يوجد أحّن منه عليها ،ولا يُجبر كسر قلبها سواه.

تكتب أحلامها في مذكراتها الوردية  ،ترسم الهوامش ،تلونها ،تمحوها ثم تُعيد الكّرة من جديد .. تكتب وتكتب فحياة الوحدة وسط الأهل هي حياتها في الوقت الحالي ،تتذكر ما مضى وهل يمكن أن يعود الماضي من جديد ،تتعلق بقشة فقد تكون القشة هي الحد الفاصل بين الحلم والحقيقة ،واخيراً كتبت ..

" ستصبحين ذات شأنٍ"
قالها ورحل

ترك عالمنا وذهب إلي عالم آخر لطالما تخيلته حياً ،فكلماته وتشجيعه ، لم يرحل فأنا أحفظ كل ما قاله لي عن ظهر قلب.

ليس أبي أو أخي أو حبيبي كما يتصور مراهقين اليوم ، فأنا لا أؤمن بالحب دون خطبة أو زواج ،قد تظنوني معقدة ،أنا لست معقدة قطعاً ،أنا مختلفة كما يقولون.

أعشق اللون الأسود ،وأعارض علم النفس عندما يقول أنه لون المحبطين ، هو لون من طعنتهم الحياة في طريقهم للنجاح فعادوا خطوة للخلف ،ثم إنضموا إلي طريق الناجين والناجحين أخيراً.

أوصاني قبل أن يرحل بأن أدون كل ما أفكر أو أشعر به ،ولكنني أهملت الوصية طويلاً ولم أتطرق إليها إلا في الوقت الحالي ، نسيت أن أعُرف نفسي في بداية مذكراتي فهو دائماً ما يلاحق أفكاري.

أدُعى لين بالفرقة الثانية كلية التربية شعبة علم النفس ،وسأنتقل قريباً للفرقة الثالثة ولأن الجامعة تقع في مكانٍ بعيد ٍعن منزلنا سنستأجر منزل أنا وصديقات عمري ،أحبهن وأتمني أن نتغير للأفضل ،لكن كلما تحدثت إليهن إستكبرن وقُلن أنهن الأفضل في هذا الزمان ويساومن أنفسهن بغيرهن ، أنا أيضاً لست ملاكاً يمكن أن أكون أكثرهن خطأ ،لكنني
أعود في لحظة ،في كل ليلة أتذكر ما مررت به خلال اليوم وأحاول أن أمحوه بالاستغفار ،فلا يُجلي الصدأ من أرواحنا سواه ،أتمنى أن أحقق حلمه أو الحلم الذي أصبح حلمي من خلاله .

قطع جمال تلك اللحظات الصوت اللعين الذي تكرهه كثيراً جرس باب المنزل ،خبأت أوراقها سريعاً فهي لا تحب أن يرى أحد مذكراتها لأنها ملكاً لها وحدها وقد يتطفل عليها من بالمنزل ليرى طبيعة ما تدونه ..

الام :- لين إنها سارة صديقتك ،هل ستخرجين أم تدخل هي إلي هُنا .

"تعلم لين أن والدتها لا تحب صديقاتها وتسميهن ' العقارب'  ،لكنها لم ترى منهن سوى الخير بالنسبة لها "

لين :- سأخرج أنا لأقابلها.

رحبت لين بسارة واحتضنتها بحرارة كأنها غائبة عنها منذ أعوام ،قدمت لها الحلوي والعصائر كنوع من أنواع الترحيب بها ولأن طبيعتهم الكرم والجود مثل أغلبية الأسر المصرية.

سكن الطالبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن