(8) شائعات

2.6K 115 30
                                    

أرادت همسة إذلال لين وتصغيرها في نظر صديقاتها وفي نظر زملائها في الكلية ،لم تكن تعلم أنها تشن هجوماً علي عبدالرحمن في المجموعات الخاصة بالاتحاد وجميعهم يعرفون ماهية علاقتهم ،لم تجد سوى طريقٍ واحد لتصغير لين وهو الوصول إلي عبدالرحمن شخصياً ،هناك وسيلة واحدة هي الحل أن ترسل له علي الفيسبوك بأنها تعرف العلاقة بينهم وكان نص الرسالة كالآتي

( أتعلم أنني قرأت كل رسائل الداعية التي أرسلها إلى صديقتي المقربة ،وأن صديقتي مغرمة به ولسانها لا ينطق إلا باسمه فهي تعشقه في كل حالاته ورسائله الغريبة تزعجها ؟؟! )

رد عبدالرحمن سريعاً فلم تكن هناك فرصة للتفكير
( لم اصدقك لأنني أعرف لين منذ صغرها ،هي لم ولن تحبني ،لكن بإمكانك مساعدتي )

ردت همسة
( أنتَ إذن تراقب خطواتها ،لا عليك كيف يمكنني مساعدتك )

أجاب علي الفور
(اطلقي الشائعات بدورك بين الزملاء فالعدد ليس كبير وكل من بالكلية يعرفني ويعرفها ،ولكن لماذا تساعديني من دون أن تعرفيني أو تُعرفيني بنفسك ؟)

كان ردها غريب في حديثها لشاب لم تراه من قبل
(رأيت صورتك وعجبتني )

عبدالرحمن
(ههههه لا بأس ،اريد أن اجني ثمار الشائعات قريباً ..سلام )

" الشائعات تطلق غالباً من رجلٍ لا يستطيع احكام قبضته علي الأنثي ،أو من امرأة رأت في امرأة أخري ما ينقصها فأشتعلت بنيران الغيرة لتحترق بلهيبها ،هكذا ما حدث مع لين فهي كانت محط أنظار همسة وعبدالرحمن في كل شيء .

_______________

لم تلقِ لين بالاً لحديث همسة ،فلم يكن الأمر بالنسبة لها سوى مزحة طارئة ،قامت باستذكار ما درسته جميعاً ولم يتبقَ لها شيء لتفعله سوى الكتابة ،فهي الشيء الوحيد الذي تشفي غليلها به ،كتبت عن الحب وكلمات العجوز ،عن الشخص الذي سيحملها بعيداً عن هذا العالم الذي تملؤه الضغينة والمشاحنات كنوع من أنواع الخيال الروائي.

____________

معاذ
سار علي نهج جده وجدته يصلي قيام الليل ويدعو الله أن يرزقه الزوجة الصالحة ،لم يذكر لين في صلاته ولكنها شغلت عقله وقلبه كادت أن تمتلكهم ولم تبقِ فيهم أثر لحياته السابقة ،موت أبيه وجهله بما حدث في حياتهم فراقه لأمه وأخته نسى أو تناسي كل شيء لتظل لين هي العالقة في كيانه .

_______________
إنتخابات اتحاد الطلاب

كانت الطرقات ممتلئة بالطلاب ،فتحت عدة أبواب للإقتراع ،نظرت لين وكادت أن تسقط مغشياً عليها فوجدت لافتات كبيرة تملأ أرجاء الكلية تحمل اسمها واسم عبدالرحمن ،ومن بعيد رأت عبدالرحمن وحوله عشرات الفتيات نظرت إليه نظرة نارية واقتربت منه ،كانت الفتيات تحسدها علي حب عبدالرحمن لها ،كادت أن توبخه لولا أنها رأت معاذ واقفاً معه ،أرتجف قلبها وابتعدت عدة خطوات ،ستذهب إلي غرفة شئون الطلاب بالرغم من انها تعلم تكاسلهم ،لو لم تجدي الشكوى ستذهب إلي العميد وتبلغه بما يحدث

انتشرت الأقاويل في أرجاء الجامعة ولم تقتصر علي الكلية فقط ،فكاميرات الهواتف لحقت بهذه اللوحات واللافتات وانتشرت علي مجموعات وصفحات الفيسبوك .

____________
تشكلت لجنة من شئون الطلاب واستدعت عبدالرحمن ولكن لكونه رئيس الاتحاد السابق فلن يستطيع أحد التحدث معه أوإتهامه بأي شيء ،كان متعجرف جداً ،ينظر للجميع نظرات محتقرة لهم وكأنه فُطر من طينٍ غير التي فُطر منها الجميع.

تحدث معاذ إليه
" ما الذي فعلته ؟ ومن هي لين ؟؟

كان يريد أن يقتل الرغبة الكامنة داخله لمعرفة هل لين حقاً علي علاقة به أم أنه يدّعى عليها بالكذب.

-عبدالرحمن
" في الحقيقة هي حبيبتي ولكنه حب من طرف واحد ،فعلت كل ذلك لأصل إليها ولكنها لا تبالي "

معاذ
" منذ متى وانت تحب يا داعية الخير وهل من المعقول أن تُشهر بفتاة أمام الجميع هكذا ،كيف ستكون ردة فعلك إذا قام أحدهم بفعل ما فعلت مع أختك أو والدتك أو زوجتك مثلاً ،لست بحاجة لفهم كل هذا الكلام أظنك تعرفه جيداً "

عبدالرحمن :- كل الفتيات تحبني وتراني وسيم وجميل إلا هي ،فقط أريد أن أكسرها أمامهم هي ليست بأفضل منهن "

معاذ " ومن أين عرفت أنها لا تحبك،ومن أين عرفت أنها ليست أفضل منهن ! "

عبدالرحمن:- من مجموعات الفيسبوك كثيرا ما توبخني أمام جميع الاعضاء ،ويؤكد الجميع علي صحة كلامها،وهي عادية ليست جميلة وليست خارقة لعِداد الفتيات العاديات.

معاذ " هل يمكنك أن تضمني معكم لأرى كلامكم ويمكنني مساعدتكما "

كانت رغبة معاذ أقوى من إصلاح علاقتهما فهو قد عرف ما يصبو إليه صديقه ،وأن الفتاة التي ملكت عقله وقلبه كانت مكسورة وحيدة لم تجد من يحنُ عليها سوى جدته ،فهي بعيدة عن أسرتها ولعل يدٍ خفية تدخلت لتساعد صديقه فيما يفعله.
_______________
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي جميعها بما فعله عبدالرحمن ولم تنسى رد فعل لين التي تماسكت أمام هذا الموقف وكيف أن الكلية بإدارتها لم تساعدها في الوقوف في وجهه ،لم تبك لأنها لم تخطئ ،فتحت الفيسبوك لتتصفح ولم تبالي بأمر هذا الشاب رأت كل من تحدث عنها وكتبت منشور للعامة

" أقرأوا أكثر عن قذق المحصنات الغافلات ،لن أسامح أحد تحدث عني بشيء لا يعرفه ،لن أسامح من يطلق علّي الشائعات ... حسبي الله ونعم الوكيل "

قام الجميع بمشاركة حالتها ووضعوها علي مجموعة الكلية ورأها معاذ إزدادت دهشته بثباتها وقوتها وكبرت صورتها في مخيلته وكبر حبها في قلبه
_____

يوم الجمعة
******************************

أي خدمة Amalsophy

سكن الطالبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن