(21) علي الحافة

2.3K 102 8
                                    

- لا أظن .

كانت تود أن تعطيه نبذة صغيرة ،لكنه أغلق في وجهها الطريق ،فشكرت الله علي هذه النهاية.

بعد أيام قليلة عادت لين إلى طبيعتها فقد استسلمت أخيراً لهذا الوضع، لم تصلها أي أخبار عن عبدالرحمن ،كانت تود معرفة ردة فعله فقط .

ذهبت إلى الجامعة لتحصل على نتيجتها بعد أن أخبرتها إحدى زميلاتها أن موقع الكلية بالانترنت لا يعمل ولم يتم رفع النتائج بعد ،لذا عليها أن تأتي لتعرفها بنفسها .

كان في انتظارها ذلك الزميل الذي ساعدها من قبل أخبرها بأن لها ترتيب على الدفعة ولكنه سبقها هذه المرة ،وقد عاد إلي طبيعته السابقة وكأنه إستعاد روحه بعد فقدانها ،فشكرته وعادت مرة أخرى لكنه أوقفها

-شكراً لكِ أنتِ يا وجه السعد .

- ماذا !؟

- لقد أفرجت الحكومة عن أموال أبي وشركاته وتحسنت والدتي جداً ،وذلك الخبر جاءني يوم وجدتك في المطعم.

- مبارك لكم أخي ،هل يمكنني أن أرحل ؟

- هل كانت صديقتك ؟

- نعم كانت أكثر من أختي .

- البقاء لله ،عظم الله أجرك ورزقكِ الصبر .

عادت إلى منزلها فرحة بعد أن أصبحت هناك فرصة للحصول على وظيفة في الكلية أو في أي مدرسة لكونها من المتفوقين .

____________

بحث عنها معاذ كثيراً فلم تظهر علي مجموعات دفعتهم وكذلك علي صفحتها الشخصية ،كانت أمنيته الوحيدة هو معرفة علاقتها بأبيه ،ولماذا أصبحت مرتبطة به لهذا الحد ،فهو لم يكن سوى معلم بوزارة التربية والتعليم لا يمتلك من الدني إلا راتبه ،رافضاً لفكرة إعطاء الدروس الخصوصية أو غيرها ،محباً للعمل الخيري ،ولكن ظروف معاذ الدراسية جعلته غير متواجد في القرية أثناء موت أبيه ،كذلك لا يعرف عنوانها الأصلي ولا يعرف سوى عبدالرحمن الذي يدبر لها المكائد لكنه بين يدي الله في الوقت الحالي .

________

تطورت حالة عبدالرحمن واقترب من التعافي التام ولكن هناك فجوة صغيرة حدثت في ذاكرته نتيجة تجمع دموي وقد تعود ذاكرته خلال الأسابيع المقبلة هكذا ما وصفه معاذ لأهله وما أكد عليه باقي الأطباء ،لذا كانت كل الفرص سانحة أمام معاذ ليبحث وينقب بنفسه ،أوهم نفسه بأنه يستطيع البقاء حتى بداية الدراسة وعودتها إلي السكن ،ذهب مرة أخري ليقرأ المذكرات ،قرأ الكثير مما رآه سابقاً وبدأ يُقلب في الصفحات ، شعر بفقدانه لجزء كبير منها لم يقرأه يبدو أنه كان حديث الكتابة وعن ذاك السر المجهول ،ماذا تراه أن يكون ذاك السر ،ولماذا يطاردها صديقه هل له علاقة بذلك السر ،لم يعد يطيق الانتظار .
_________

سكن الطالبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن