سكن الطالبات

(14) نهايات

جاء النادل أخيراً ودخل معه عمرو في مُشادة كلامية وجرحه ببعض الألفاظ وكانت ألفاظه لا تخلُ من التعالِ بمنصبه ومنصب أسرته ،لم يلقِ النادل بالاً لحديثه بل اكتفى بالنظر في الجهة الأخرى ،برغم كلماته الموجهة إليه .

كانت لين تنظر له وكأنها تعرفه بل رأته مرات ومرات ،وتظن أنه يتهرب أو يتحاشي النظر في وجهها حتى لا تراه بهذا الشكل .

- ما اسمك يا أنت!!

- اسمي محمد عبدالله ،وسامحك الله علي كلماتك لو تعلم لما أنا هنا لما قلت ذلك .

وهم بخطوات سريعة ليحضر له متطلباته فكانت قائمة طويلة مليئة بأغلى وأشهى المأكولات .

تذكرت لين أنه زميلها في الجامعة ومعها بنفس الشعبة ولا يقل منصب والده عن منصب عمرو ولكن لم تكن تعلم أنه يعمل مع الدراسة في الفترة الأخيرة .

أحضر لهم المأكولات فكل العمال في عطلة اليوم إلاه .

بعد إستكمال الطعام طلبت لين من النادل ان يغلف هذا الطعام لتأخذه معها لزميلاتها بالسكن ،وكأنها فتحت أبواب جهنم في وجهها ،إنطلق عمرو في الإهانات والتوبيخ ،لم يراعي وجود ذلك الشاب .

كانت في موقف تعدى أي موقف محرج قد تعرضت له في حياتها ،ظلت مكانها تبكي بلا دموع ،ثم سمعت رنين هاتفه ،نظر في شاشته وقال  كأنه لم يفعل شيء علي الاطلاق .

- إنها مكالمة من شخص مهم لا يمكنني الحديث هنا سأخرج قليلا ،انتظري دقائق و سأكون هنا .

- حسناً .

بعد خروجه علي الفور جاء النادل ومعه الفاتورة وغلف لها المأكولات كما طلبت وأخبرها أنه يعرفها .

__________________

أمام المطعم كان عمرو واقفاً بجوار سيارته يتحدث في الهاتف ،وفي تلك الأثناء كان آذان إلعشاء ،خرج النادل لأداء الصلاة وسمعه وهو يتحدث .

- سأرسله لكِ عبر الايميل مدام أروى ،ولكن بعد وقت قليل من آلان لإنها داخل المطعم سأدفع ثمن المأكولات فقط .

في الجهة الاخري :- ..............

- أمرك سيدتي ولكن الامر سيتستغرق وقت طويل
...........
- لا بأس سأفعل ما تشائين من أجل هذه الوظيفة لن أتركها خاصة إذا كان التمويل أجنبي خالص .

_______

رحل بسيارته إلي ما لا نهاية وذهب محمد لأداء صلاته ،لكنه فكر بتلك المسكينة القابعة داخل المطعم ،وفكر بالمبلغ المفترض منها دفعه ..وبعد أن انتهى من الصلاة عاد ليجدها ما زالت في مكانها ويبدو عليها التوتر الشديد والقلق ،تحرك يديها بلا توقف وتلمس الأشياء حولها وتنظر إلي الفراغ لم يتبقَ أحد سواها ،حتى أن العمال انتهوا ومازال المبلغ لم يُدفع بعد .