كان اليوم شاق للغاية فإستهلك عبدالرحمن طاقة كبيرة لإخراج تلك الكلمات غير المترابطة التي أبدع في إختلاقها كما قالت الفتيات فالحضور في هذا اليوم كان لا حصر له وكلهن فتيات إلا قلة قليلة ،ويا لسعادة من ألتقط معه صورة .أخبر الجميع أن همسة هي مديرة أعماله والمساعد الخاص منذ ذلك الوقت ،فرحت همسة بشدة وكانت هديتها له أن أعطته أوراق لين كلها دون أن تنسى منها شيء .
_________________________
بعد هذا اليوم المتعب قرر الذهاب مع همسة إلي مطعم فاخر يقدم أشهى الوجبات ،وهناك بدأ بالحديث- همسة أريدك أن أحدثك في أمر هام واليوم لي .
- خذ راحتك وحدد الموعد بارتياح .
-رد عليها بذهول ... أي موعد !؟
- موعد مقابلة أبي لخطبتي .
- الأمر ليس كذلك ،أساءتي الفهم.
- امممم تحدث ولا تحرقني بكلامك اكثر من ذلك .
- أنا لست غنياً كما تعرفين ،ولا أحب لين كما تظنين ،فقط أحب أموال ابنة خالتي وأفعل كل ما تطلبه بالحرف الواحد .
- ماذااا ،أذن تحبني .
- لم أتعلم الحب بعد .
لم يكن صادقاً في كلامه بخصوص حبه للين فهو أكثر الأشخاص معرفة بأحوالها وأكثرهم تعلقاً بها ،رأت همسة نظرة الكذب في عينيه وردت قائلة
- وما شأني أنا بذلك .- ستكونين مديرة أعمالي ولكِ قسمٌ كبير من هذه الأموال .
ولأن حالة والدها المادية متعثرة بسبب مرضه وافقت وكأن أبواب السماء قد فتحت في وجهها .
- ولكن أريد إمضاءك علي بعض الأوراق ،هذا هو العقد الذي يوضح لكِ حقوقك عندي أنا وابنة خالتي التي تعرفك بالفعل .
- هل يمكن أن أقرأ هذا العقد .
- تفضلي
قرأت العقد ورأت كل نصوصه ووافقت على الفور
- ستكون معك نسخة منه والنسخة الأخرى مع ابنة خالتي لذا أتيت لكِ بتلك الورقة الناسخة لنسهل الأمر ،هيا امضي .قامت بالإمضاء علي هذا العقد ثم إنطلقت لتعود لسكنها وكان عبدالرحمن متعباً بشكل بادٍ علي ملامحه ،قام بتوصيلها إلى السكن وهو حاملاً ما تم الحصول عليه من غنائم متمثلة في أوراق لين .
اتصل بصديقه معاذ ليبيت هذه الليلة معه في بيت جده ،ووافق علي الفور ،ثم استقبلته جدته وأحضرت له الطعام لكنه اعتذر فهو يريد الراحة فحسب .
ترك تلك الأوراق على مكتب معاذ وذهب ليرقد في نوم عميق
في هذا التوقيت بدأ معاذ في الإستذكار وإنهمك فيه وبعدها ذهب ليُحضر أحد المشروبات ثم رأى اسم لين علي مذكرة كبيرة ،دفعه الفضول لفتحها ،قرأ بدايتها ثم استمر في القراءة ،خبأ تلك الأوراق واستغل فرصة نوم عبدالرحمن ،أحضر مشروبه وعاد مجددا للاستذكار ،ولكن عقله لم يهدأ فقط يريد معرفة المزيد ،معرفة من أين حصل عبدالرحمن علي تلك المذكرات الخاصة ،قرأ جزء ليس بالقليل عن يوميات الثانوية وذاك الرجل الذي كان كل شيء في حياتها وفقدته ،وذاك السر الذي اصبح حلقة الوصل الوحيدة بينها وبين هذا الرجل ،تمنى لو أنها ذكرته ولو في جزء صغير .
سمع صوت صديقه في الغرفة المجاورة وهو يتألم ،ذهب إليه علي عجل ووجده ملقى على الأرض ،كانت حرارته مرتفعة للغايةولم يستطع الوقوف علي قدميه فحالته يرثى لها .
وبحكم كونه طبيب قام بمعرفة ما به وهبط سريعاً لشراء بعض الأدوية ،وكان أحدهم دواء منوم لأن الألم كان شديد وبالفعل ذهب في العالم الآخر .
كان معاذ قد انتهى من الجزء المخصص للأستذكار في هذا اليوم ،لذلك عاد مرة أخرى لقراءة تلك المذكرات ،إزداد إعجابه بقوتها وثبات كلماتها ،ظل يقرأ ويقرأ حتي رأى اسم والده يعتلي إحدى الصفحات ،ومن هنا عرف ان السر الذي يأتيه يومياً باحلامه هي ،هي التي تستنجده لينقذها من صديقه المجرم ،ظل يقرأ حتى وصل إلي أن أحدهم تقدم لخطبتها وأن والدتها لن تفوت تلك الفرصة .
انتهى من القراءة وعرف أن القسط الكبير في مساعدتها سيكون له ،فضلا عن حبه لها فهو يأتي علي حين غفلة ليطرق أبواب قلوبنا وينتشلنا من دوامة الحياة لعالم آخر تسوده أحلام اليقظة والخيالات الحلوة.
خبأ الأوراق وذهب ليستريح قليلاً بعد هذا العناء ،لم يعرف النوم طريقه إليه حتى آلان ،ظل يتقلب في فراشه إلى أن سقط أخيراً في النوم .
_________
وفي اليوم التالي استعدت لين للذهاب إلى السكن ،كانت المقابلة حارة بينها وبين صديقاتها اللاتي فرحن جداً لحضورها بعد هذا الغياب ،إنتهين من ذلك كله ،ثم دخلت غرفتها لتجد كل ما بها مبعثر هنا وهناك ،ملابسها أدواتها أوراقها كل شيء .
وقبل أن تفكر بشيء ذهبت لتبحث عن أوراقها فهذه فعلة همسة لا غير ،أين المذكرات لم تجدها كأنها غابت خارج نطاق العالم أو أن الأرض إبتلعتها أو إخترقت الجدران لتصبح في يد من لا يستحقها.
وعلي الفور ذهبت إلي غرفة همسة وسارة المفتوحة على مصراعيها ،وتحدثت
- همسة لم أعد ساذجة وحقي لن أتركه إن لم تعود أوراقي مرة أخرى .
- لن تعود أبدا فهي ليست معي .
- ستعود .
لم تقرأ همسة أي شيء مما كُتب داخل الأوراق لأنها كانت تستعد للمحاضرة ولم يكن لديها وقت ،وأمر الأوراق لا يهمها علي الإطلاق .
_________استيقظ عبدالرحمن من نومه لكنه لازال مريضاً ،لذلك قرر معاذ أن يقوم بتوصيله إلى منزلهم بسيارة جده ثم طلب من معاذ أن يحضر له المظروف المتواجد علي المكتب وكان منفصلاً عن الاوراق ولم يتذكر عبدالرحمن إلا أنه وضع العقود وأوراق لين بهذا المظروف ،كانت الفرصة سانحة أمام معاذ ليخبيء أوراق لين حتى لا يستغلها عبدالرحمن في خطوة جديدة ضدها .
_________________
وصلا إلي منزل عبدالرحمن، ورأى معاذ نظرة القلق في أعين والد عبدالرحمن ووالدته ،لذا قام بطمأنتهم فأزال بكلماته القلق رويدا رويدا .
بعد أن إطمأن معاذ على إستقرار حالة عبدالرحمن أخذ سيارته وإنطلق إلي مكان إقامته مرة أخري لأن هذه الفترة حرجة جدا ،وعندما وصل أوقف سيارته أمام منزل العجوز ذاك البيت الذي تسكنه لين وصديقاتها، كان ضجيج الفتيات مرتفع حتى أدرك معاذ أن من سرق مذكراتها هو إحداهن ،ثم خرجت لين وهو منتظرا في مكانه .
__________________
إن شاء الله التحديث بعد كده هيكون أخر كل اسبوع وممكن أنزل بارتين مع بعض علشان الدراسة ،وشكرا ليكم علي التفاعل والقراءة😍😍 .
وأخيرا محتاجة دعواتكم جدا 💝
أنت تقرأ
سكن الطالبات
Romanceأنتِ جميلة كمقطوعة موسيقية عُزفت في شوارع باريس ،تحديداً في وقت الغيث ❤ أسرار وخبايا مجهولة #مكتملة