(5) جلسات النميمة

3.1K 148 26
                                    

إستيقظت لين صباح اليوم التالي لتذهب إلي الجامعة فوجدت العجوز تصلي لا تفرغ تنتهي ثم تعود من جديد تعجبت لأمرها وظنتها فاقدة للذاكرة أو فاقدة للعقل ،لكنها قررت أخيراً بأن تُخبر أحد أبنائها إن طال الأمر أكثر من ذلك حتى يذهب إلي طبيب مختص ليشخص حالتها أو تذهب لتعرف ما تحويه شخصيتها من خبايا وأسرار .

ذهبت إلي جامعتها مع صديقاتها وفي عودتها وجدت العجوز مع سيدات الحي يتحدثن ويتمازحن وما إلي ذلك فأدركت أنها ليست مريضة كما ظنت في الصباح ،فظن سوء دائماً ما يلاحقها وهو ذنب بحاجة إلي توبة ورجوع .

دخلت لتقوم بطقوسها اليومي فوجدت كل واحدة تتحدث عن الاخرى في غيابها احياناً يكون الكلام عن صديقاتها جيد وأحياناً يكون اسوأ ما يمكن تحدثت علا

" هل انتم جائعون ؟!

ردت لين " هل ما زلتم جائعون منذ أن دخلت وانتم تأكلون لم تفرغوا من الأكل قط "

ردت ريم " لم نذق الطعام هذا اليوم .هل انت تمزحين "

لين :- لم أعتاد المزاح في مثل تلك المواقف .

جاءت همسة وسارة من الغرفة المجاورة ليشاهدا ما الذي يحدث

في تلك الاثناء قالت لين
" اكلتم لحوم ميتة "

قالت سهر وقد سمعت كل الحوار : لين محقة ولكن عليكم جميعاً احترام غياب بعضكن كلنا أخوات يجمعنا بيت واحد وطعام واحد وشعور واحد .

ذهبت لين في غضب إلي غرفتها وخلفها سهر هدأت سهر من روعها وقالت
" لا تغضبي ابتعدي عنهن ولا تجلسي في مجالسهن ،أعلم اننا افضل اصدقاء لبعضنا منذ المرحلة الابتدائية لكن قد يوسوس لهن الشيطان ويبعدهن عن الطريق المستقيم "

لين " انتِ علي حق ،لكن المرء علي دين خليله اريد لهن التغيير ليس إلا "

سهر " عندي فكرة جيدة لم يعرفها الكثير قد قرأت عنها عندما كنت اتصفح علي فيسبوك في مرة ما "

لين " أخبريني فأنا متعطشة جدا للافكار "

سهر " رأيتك تكتبين يومياتك ،الفكرة هي جزء من اليوميات فكثيراً ما نقترف أخطاء في حق أنفسنا وديننا ونظن أننا علي حق ،وأحياناً نفعل السوء بقصدٍ منا ثم نعود إلي الله ثم نعود مجدداً لهذا الخطأ في اليوم التالي ،ولكن ماذا نفعل إذا جاء أجلنا ولم نتوب "

لين " لا أعلم ،لكنني أدوام علي دعائي بأن يحسن الله خاتمتي "

سهر " انه حل جيد ولكن كل ليلة قبل النوم أكتبي هذا الذنب الذي اقترفتيه في مذكراتك واستغفري له ،استغفري عن كل شئ فوراء الاستغفار اسرار السعادة "

لين " اشكرك سهر علي ذلك انتي اجمل اخت وصديقة "

سهر " وانت ايضا لين "

ذهبت لين لصلاة فروضها وظلت تستغفر الله وتحمده وتشكره ،نامت قليلاً واستيقظت للاستذكار ،شعرت بالملل من هذا الروتين فقامت لتتصفح قليلاً علي الانترنت وتطمئن علي والدتها وأختها فهي لم تعتد الغربة بعد بدأت بمجموعة الاتحاد علي فيسبوك فوجدت منشور من عبدالرحمن
" للجميع ..أنا لن أخوض انتخابات الاتحاد هذا العام سأكتفي بكوني داعية ،لمن تريد أن تستفسر عن شيء أنا دائما في الخدمة والعون "

لم تستطع لين كتم ضحكاتها فقد جاءت سارة وهمسة واستيقظت سهر من صوت ضحكاتها ثم ضجيجهن معاً .
كذلك لم تتمالك يديها وقامت بالرد عليه هكذا

" أظن أنك تعلم الدين خطأ الله تعالي خلقنا رجالاً ونساءاً وليس نساء فقط ،سؤالي هنا هل دعوتك او الدعوة عموماً مقتصرة علي النساء ؟ أم أنك تبريد  توطيد العلاقات مع الجنس الآخر ،كم هي غريبة دعوتك! ؟"

اثني جميع الاعضاء علي ردها ورأوا فيه ما عجز الجميع عن قوله .
فرد عليها عبدالرحمن قائلاً
" لا شأن لكِ بذلك ،انتي لن تحاسبين عن أفعالي "

لم ترد أن تقول أكثر مما قالته حتي لا يغتر بنفسه ويظنها تفكر بأفعاله ،فقط حدثت أختها وأطمأنت علي والدتها وعلمت أن كل شيء علي ما يرام .

عادت الفتيات إلي غرفهن مجدداً ولم يتبقَ معها سوى همسة التي سألتها بجدية
" لماذا تهمين كثيرا بهذا الشاب أراكِ تفكيرين بأفعاله كثيراً "

لين " ههههه أنا أكره كل من يفعلون عكس ما يقولون وأنا اعرفه جيدا إنه من أبناء بلدتي كما إنه قد غير مسار الدعوة "

همسة " حتماً سأراه قريباً "

لين " بالتأكيد أظن ذلك "

انهيا هذه الجلسة وكان السلطان الجائر الذي لا يستطيع أحد مقاومته قد أتى فغط الجميع في نوم عميق

إستيقظت لين لتصلي قيام الليل فوجدت سهر تصلي وتستغفر كثيرا ،ثم نظرت إلي شباك غرفتها لتجد العجوز علي حالتها تصلي ثم تنهي صلاتهت ثم تصلي مجدداً ،دعت الله أن يقويها لتصبح مثلها عند الكبر .

وفي الصباح ذهبت للجامعة فالأمر أصبح روتيناً يومياً وفي طريقها سمعت صوت رسالة الفيسبوك فتحتها فوجدتها من عبدالرحمن يقول
" فعلت كل ذلك من أجلك أنتِ ،حتي عندما تغيرت لم يعجبك التغيير ،فلا تنزعجي من أفعالي الآتية "
لم تستطيع الرد ولم تريد الرد فهي لا تحبه ولن تحبه أبداً .

قبل المنزل بدقيقة كان بيت العجوز ولكنها وجدت ...
_____
لو مافيش تفاعل هاشيل القصة

سكن الطالبات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن