إختفت همسة لمدة أسبوع كامل ولم تتصل بهن مرة واحدة ،وكانت أرقامها دائماً مغلقة،ولم تحضر أي محاضرة طوال هذا الاسبوع فظنوا أنها تعرضت لحادث أثناء مجيئها أو أن والدتها تُعاني من مرض شديد وبعد إنتهاء هذا الأسبوع عادت مرة أخري إلي السكن وقالت
كنت أبحث عن عمل ولم أجد سوى فرصة واحدة وكان علي العمل لمدة أسبوع متواصل .
ريم :- هذا الفستان الذي ترتدينه يشبه كثيراً فستان لين ،ولكن لماذا تظهرين ساقيكي منه ؟؟
همسة :- لم أظهر شيء بل هذه هي الموضة .
ريم :- أي موضة حبيبتي لين ترتدي فستانها بدون أن تظهر شيء من جسدها، استقيمي يرحمك الله .
همسة :- جميعكن تكرهون الخير ليغيركن ،تردن أن تحكمن العالم بتخلفكم هذا الدين جوهر لا مظهر .
ريم :- المظهر دائماً ما يعبر عن الجوهر ،فكلماتك لا أساس لها عندي أو عند غيري فهي مبررات ساذجة لخطيئة بينة.
انسحبت همسة لعدم قدرتها علي الرد ولأن هناك موعد ما مع الداعية الذي شغل عقلها ودائماً ما تتصنع أمامه الرقة والخجل والتدين ولكن كل شيء فيها يبدي عكس ذلك .
دخلت همسة إلي الكلية وكانت لين منتظرة أمام غرفة شئون الطلاب وفوجئت بهمسة في وجهها ،نظرت إليها باستغراب شديد لأنها ترتدي ملابسها ولكن ما الذي فعلته بملابسها لماذا أبلتها بهذا الشكل ،قطع صمت هذه اللحظات قول همسة
-اعلم انها ملابسك ،وإذا تحدثتي أمامهن سأجعل سيرتك علي لسان من يعرفك ومن لا يعرفك
لين-اصمتي أليس لكِ كبير ،واذا لم يكن لكِ كبير فالله المنتقم .
غرقت لين في دموعها وذهبت إلي حديقة الكلية لتجلس بعض الوقت ، دون إستكمال ما تريده لم يشغل بالها سرقة ملابسها ولا حديث همسة معها فهي تستطيع ردعها بكل الطرق ،بل كل ما يشغلها هو عدم قدرتها علي إفشاء السر لابنه الذي كانت تنتظره طيله هذه السنوات وعندما رأته ذهب كل شيء من رأسها ،كانت الحيرة تتملكها من كل الجهات وعقلها يطوح بها في كل الارجاء ،فتارة تتخذ القرار بقول السر وتارة أخري تتراجع ،ظلت علي هذه الحالة نصف ساعة حتي إتخذت قرارها أخيراً بأنها ستخبره بكل شيء ،حتي رأته قادماً يهرول من بعيد ،كان فضولها في تلك الأثناء هو سيد الموقف ،ذهبت خلفه فهو لم يراها حتي آلان .
وصلت إليه أخيراً كان جالساً مع عبدالرحمن الذي يبدو عليه الأعياء أثر نزلة برد تحولت إلي نزلة شُعبية حادة ،فقام بالاتصال علي صديقه لمساعدته لكونه يدرس الطب .
سمعت كل كلمة قالوها لبعضهما البعض ،فتراجعت وذهبت إلي السكن وبكاءها مستمر ،لم تكن كئيبة بل ظروفها هي ما جعلتها تصل إلي هذه الدرجة ،لم يصبح لها مأوى وسط صديقاتها ولا تستطيع أن تبوح بما في أعماقها كلما أرادت أن تخرج من عالمها باحت لأوراقها بما يدور في خلدها وخاطرها ،كانت حالتها سيئة ويرثى لها .
ذهبت لأوراقها لتكتب الآتي
لم أبكي طيلة حياتي مثلما بكيت اليوم ،فكلما تبسمت لي الحياة يوم عاندتتي يومين ،صرت هكذا أتوقع السيء واتوقع الأفضل منه ،لكنني لم أري أسوأ مما رأيته اليوم ،فالقاتل والمقتول تعاهدا أن يكونا معاً أن يسيرا معاً أن يصبحا كياناً واحداً ،ما ذنبي أنا لأحمل هذا السر ،هل هو احترامي لهذا الرجل وتمجيدي له ،هل أخذه لمكانة أبي الذي لم أراه في حياتي سوى في هذه الصورة الموجودة في منزل الريف،نعم وجوده في حياتي عبارة عن هذخه الصورة فقط ،ما ذنبي أنا لتخترق كلمات ابنه أذني وعهده لهذا الشاب الذي لم أرى منه سوى الباطل ،وأي باطل ،لم أكن لأفصح به أمام الناس لكن ما رأيته منه أكد لي ذلك ،كل ذلك لأنني حملت سر من رجل ما
"لا تتركي الحق ،ولا تقفي في وجهه ولو تعرضتي لمآسي الدنيا كلها "ما ذنبي تعرضت للتهديد والتشريد منذ الصغر ولم يرى أحد أو يعرف إلا أنها أزمة نفسية ،لم تكن أزمة نفسية بقدر كونها تهديد لحياتي وحياة عائلتي وسمعة أمي التي بذلت النفيس والغالي لتربيتي أنا واخوتي .
ماذا عساي أن أفعل بابا أحمد ،كيف يمكنني أن أوصل رسالتك ،هل أفشي السر لأنهي علاقة ابنك بصديقه ،لم أكن أنا من يفرق اثنين جمعهم حب الله ،ماذا أفعل أنا هل أركز في مستقبلي أم في رسالتك اللي تراودني حتي في أحلامي .
لملمت أوراقها كالعادة وذهبت لتغط في نومٍ عميق لتستيقظ في الصباح علي صوت العجوز تتمتم لها بدعوات مسموعة جداً
أرتدت ملابسها وذهبت للجامعة فاليوم سيكون شاق ملئ بالمحاضرات والسكاشن ،وبعدها ستعود إلي منزلهم ،روادتها فكرة الذهاب الدائم إلي المنزل ولكن كيف ستفعل ذلك فكل الترتيبات العملية كانت في تلك المدينة .
________
استعدت الفتيات لحضور خطوبة صديقتهن سهر والذي تحدد بشكل مفاجئ للجميع واخترن لوناً موحداً للفساتين حتى تفخر بهن أمام أهلها،وأهل خطيبها ،سيكون حفل عائلي يجتمع به الأهل والرفاق المقربون فقط .
عدن جميعاً إلي بيوتهن بعد هذا الأسبوع الشاق .
وكانت همسة علي اتصال دائم بعبدالرحمن حتي أصبح جزء لا يتجزأ من حياتها ،تقص عليه أسرارها وأسرار الفتيات ،وأخبرته بأن لين تكتب كل ما تتعرض له أول بأول في أوراقها وتخبأها ولكنها لا تعلم أين ،طلب منها عبدالرحمن أن تبحث عن أوراقها بأي طريقة كانت .
لم تكن نية همسة سيئة فهي ساذجة بشكل بشع كل ما تسعى إليه هو أن يصبح لها كيان كأنثي ولكنها أتخذت طرق خاطئة للوصول إلي رغبتها ،فالترقق والتصنع حيل فارغة تؤدي إلي العديد من المشكلات في الغالب .
****************************
جاء موعد خطوبة سهر
اتفاعلوا ✋😒
أنت تقرأ
سكن الطالبات
Romantizmأنتِ جميلة كمقطوعة موسيقية عُزفت في شوارع باريس ،تحديداً في وقت الغيث ❤ أسرار وخبايا مجهولة #مكتملة