انتهى الرجل وأرسل إليهم ليحضرهم وأبلغهم بالآتي
" أن هذا الرجل على علاقة بجهة كبيرة تمول مشروعات عظمى للدولة ولا يحق لأحد الوقوف أمامه وإلا سيكون مصيره مثل مصير والد معاذ "تحدث معاذ بعصبية
" بالفعل كل فرد في هذا البلد يشغل منصب لا يلائم عمله ،إخشَ الله حتى تأكل من رزق حلال ،دافع عن الحق وقف معنا ساعدنا لننهي هذه المهزلة ،فكل ذلك يعتبر وصمة عار في تاريخك إن صمتّ أكثر من ذلك"قاطعه الرجل بعصبية أكبر
" لا تتعدى حدودك وإلا سيكون مصيرك بالزنزانة مع المجرمين "
رد معاذ قائلا
" من يستحقون الزنزانة حقاً هم من يشغلون مناصب شكلية لا تناسبهم ،من يظهرون بمظهر راقٍ للناس وبداخلهم شيء عفن "انتهي من كلماته هذه وكانت الفاجعة أن تم إلقاء القبض على معاذ ووضعه في زنزانة مع المجرمين ،علّت الأصوات وارتفع الضجيج إلى أبعد حد ،وظل حازم يردد
" نحن هنا لنخفف هموم الناس لا لنضع هموماً إضافية فوقهم ،إطلق سراحه سيدي لم يقل سوى الحق "صمت الرجل ولم يتحدث فقط حدجه بنظرات نارية ثم طلب منه الهدوء ليتحدث معه قليلاً وقال
" ما تفعله أنت ليس إلا حماسة طالب مبتدئ ،احترس من مواجهة هذا الرجل بالذات وإلا ستفقد كل شيء "
رد حازم ومعه أدلة تثبت كذب هذا المسئول
" الدكتور جمال ليس له صلة بالجهات السيادية وسأرفع البلاغ للنائب العام ووزير الداخلية وهم من يثبتون بطلان حديثك سيدي ،أمواله لن تصنع لك شيء سوى أن تقل في نظر نفسك ،ونظر أحفادك إذا علموا بما تصنعه أنت فلن تكون مصدر فخر لهم ،أنا فعلا متحمس جدا لكن للحق ،سأبذل قصارى جهدي إذن "
قال كلماته هذه وإنطلق إلى مكان إحتجاز معاذ ألقى عليه نظرة طويلة ثم تحدث إليه بأنه سيقدم بلاغاً للنائب العام وأن الرجل ليس له علاقة بأي جهة سيادية بل أن أمواله هي من تسخر له كل هؤلاء الرجال ليعملون تحت أقدامه ،طلب منه معاذ أن يذهب إلى لين ويخبرها بكل ما حدث حتى لا يزداد قلقها وكذلك إلى جدته ويحضر إليه كتبه الدراسية حتى لا يُعطله الاحتجاز عن الدراسة .
_____________
على الفور ذهب حازم إلي لين في الجامعة ولم يذهب إلى السكن كما أخبره معاذ قص عليها كل شيء حدث ،وأخبرها أنه قدم بلاغاً للنائب العام بكل الأحداث ووضع أسماء جميع الأشخاص المسئولين فيه ولابد لها من مساعدتهم للمرور من هذه الأزمة والوقوف مع معاذ ودعمه معنوياً خاصة من أنه سيعاني الاحباط بالتأكيد في هذه المرحلة ،ذهبت إليه في مكان احتجازه ولم تنتظر بقية الحديث ما قاله يكفي لهدم جبل فكيف عنها الصغيرة التي إعتادت أن تمضي بثبات ولا تجعل شخصاً يرى ضعفها وقلة حيلتها ،كيف عن الشخص الذي أصبح جزءاً من كيانها غير المرئي ورسمت صورتها معه في كل خطوة من حياتها الخيالية ،وكذلك فعل هو في خياله ،دخلت إلى مكان احتجازه أخيراً وبكت بحرقة حينما رآته لكنه ظل مبتسماً وقال لها
" سينتصر الحق بإذن الله وبعد خروجي سأتقدم لخطبتك صلي جيداً واقرأي القرآن وادعي كثيراً بأن ينصرنا الله على تلك الوجوه الظالمة والأيادي الباطشة التي تُحرم ما أحل الله وتُحلل ما حرم الله "
أنت تقرأ
سكن الطالبات
Romanceأنتِ جميلة كمقطوعة موسيقية عُزفت في شوارع باريس ،تحديداً في وقت الغيث ❤ أسرار وخبايا مجهولة #مكتملة