1

54.9K 1K 127
                                    

نظرت إلى ساعة هاتفها لتجدها قبيل العاشرة مساءً، زفرت بيأس.. أين ستذهب الآن.. وإلى من تلتجئ؟

" يارب "
تمتمت بها وهي تنظر إلى السماء بقنوط، تكاد لا ترها من كثرة دموعها.

لا تعرف ماذا تفعل؟
أو إلى أين تذهب؟
لم تخطط للأمر وهذا كان غباءٌ منها وقلة خبرة..
لكن الآن لا ينفعها الندم فقد حدث ما حدث..
جففت دموعها وهي تعيد شحن إيمانها،  هي ليست نادمة على مافعلته فهي تعلم جيداً أنها على الطريق الصحيح هي مؤمنة بذلك... وتعلم أن الله لن يضيعها أبداً.. فهي على يقين أنه معها، يراها ويسمعها.
كيف لا و «هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء».

ظلت تجوب الطرقات لا تعلم أين موقعها في هذه المدينة الكبيرة التي فرت إليها هاربة... بدينها.
...
...

'مريم'

فتاه في الثالثة والعشرين من عمرها..
نشاة في أسرة مسيحية تتكون من..

'أب'  ديكتاتوري يهابه الجميع.
'أم'   ليس لها أمامه سوى الطاعة.
'شقيق' لا يشغل باله سوى الإهتمام بمظهره و مصادقة الفتيات.
'شقيقة' تزوجت لتسافر مع زوجها خارج البلاد لتنشغل بعائلتها وعملها هناك.

هي..
     فتاة ذكية.. عنيدة.. لا تستسلم للعادات والتقاليد.. تحب أن تستخدم عقلها لا تحب التسليم بالأمر الواقع.. تدرك جيداً أن الله ميزها عن باقي المخلوقات بالعقل لذلك يجب عليها أن تستخدمه في كل شئ.. لا أن تكرر ما يفعله الآخرين!

تؤمن أن..
الإنجراف خلف القطيع الضال تحت مبدأ الكل يفعل ذلك.. يسلب منك خصالك گـ إنسان ميزه الله بالعقل

' الله '
وهنا كانت البداية..
كانت تفكر كثيراً في من هو 'الله'
كل ما تعلمته هو.. أنه ثالث ثلاثة:
'الله والمسيح وأمه ' - اللهم إنا نشهد أنه لا إله إلا أنت-

سألت يوماً والدتها عندما كانت صغيرة
" ماما هو إزاي في ثلاثة آلهة؟! أنا لما أدعي دلوقتي أدعي مين فيهم؟"

لم تستطع والدتها إجابتها يومها ولكنها أخذتها بعدها إلى الكاهن بالكنيسة ليجيبها قائلاً..
" ياصغيرتي المسيح إبن الرب.. وإحنا نتوسل إلى الرب بإبنه وأمه العذراء"
ظلت تسأله يومها عن بعض الأفكار الغريبة التي تراودها والإختلافات التي تجدها بينها وبين صديقاتها المسلمات بالمدرسة.

ولكن يبدو أن أحدهم قد وشى بها عند والدها ليضربها يومها كثيراً محذراً إيها من التفكير في هذا النوع من الأسئلة فهذا دين والتشكيك به كفر.. -ونسيَّ أن الله عُرف بالعقل والتفكْر في خَلقه، لكنه يعلم جيداً أن التفكير سيؤدي بها إلى دين الحق- أرهبها وقتها لتكف عن التفكير بهذه الطريقة وهي بالفعل إستجابت له.

ولكن عادت إلى التفكير مرة أخرى عندما أصبحت في الثانية والعشرون من عمرها..
لقد أصبحت الآن فتاة عاقلة ناضجة.. تقرأ وتسمع الكثير وفضولها لم يترك شيء إلا ودفعها للقراءة عنه.. حتى وصل بها إلى الإسلام.

مريم ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن