*بعد عشر سنوات*
" الحق يا بابا فرح بتعيط وبتقول مش عايزه تتجوز" عقد خالد حاجبيه وهو ينهض متجها الى اكبر صغاره المجنونة.
طرق الباب قبل ان يُسمح له بالدخول.
دلف اليهما متسائلاً بهدوء " في ايه؟"
نظرت مريم الى فرح التي اطرقت وجهاها في محاوله منها لاخفاء دموعها عن والدها، لتقول بغضب" بقالها ساعة بتعيط وبتقول مش عاوزه تتجوز.. وانا تعبت من كتر مابحاول اقنعها"تحرك خالد بهدوء ليجلس بجانبها، ثم وضع يده فوق كتفها ليضمها اليه من الجانب بحنان. التفتت هي اليه بكامل جسدها محتضنتا اياه وهي تطلق العنان لدموعها.. مسد خالد على شعرها وهو يقول بحنان " مالك يا حبيبة ابوكي، محمد زعلك في حاجة؟ "
هزت راسها الذي تدفنه في صدره نافية، ليحثها على الحديث متسائلاً " طب ايه اللي مش مخليكي عايزه تتجوزي؟ "
ساد الصمت لحظات قليلة قبل ان تقول بصوت مختنق من البكاء " مش عاوزه اتجوز، مش عاوزه ابعد عنكم انا بحبكم وحابه اكمل حياتي معاكم "
رفع خالد نظره الى زوجته لتقلب عينيها بملل معبره له عن احباطها من حديث ابنته متقلبة المزاج.
ابعدها عنه قليلاً ليشرع بتجفيف دموعها قائلا بمسايرة " خلاص ولا تزعلي دلوقتي هتصل بمحمد والغي الجواز.. بس اعملي حسابك مافيش جواز ولا ارتباط بحد تاني.. يعني هتفضلي طول حياتك عايشه هنا.. عمر وفارس وفريدة هيكبروا ويتجوزوا والله اعلم هنكون انا ومريم عايشين ولا ميتين، وهتفضلي لوحدك.. لو موافقه على كده.. هكلمه دلوقتي قدامك"نظرت اليه بعينين دامعتين متردده، الامر اصبح جدي.. وبما ان والدها اخبرها بذلك فهو سيفعل.
ترددت قليلاً قبل ان تعترف باحباط " انا خايفة؟" ابتسم اليها وهو يقول مطمئناً " خايفة من ايه يا حبيبتي! محمد انسان كويس جدا وبيحبك.. صحيح مش هتعيشي في نفس مستوى معيشتنا بس انتي بنتي وانا عارف انك تقدري تستحملي وتقدَّري ظروف جوزك لحد ما ربنا يرزقكوا، وعلى فكره مش علشان اخته قاعده بس هو فعلا رجل وهيشيلك في عينه وانتي عارفه ده، وبعدين انتي جايه بعد خطوبة سنتين تقوليلي خايفة؟" ابعدت عينيها عنه بخجل من تصرفاتها، ليبتسم والدها قبل ان يقبل مقدمة رأسها قائلا " يلا بقى بطلي دلع وقومي جهزي باقي حاجتك علشان تتغدي قبل الست المزينة ماتجي " ضحكت فرح قبل ان تعلق قائلة " الست المزينه ايه يا بابا؟ اسمها الميك أب ارتيست " ابتسم وهو ينهض قائلا " على ايامنا كانوا بيبقولوا عليها مزينة، مش كده يا مريم؟ " نهضت مريم قائلة بمشاكسة " هو انت من ايام ما كان اسمها المزينه! دا انت من ايام جدي بقى؟!" رفع حاجبه وهو يضع يديه في جيبي بنطاله قائلا بسخرية " لا والله! ماشي خليكي قد الكلام ده "
أنت تقرأ
مريم ♡
Romanceلا تعرف ماذا تفعل؟.. ولا الى اين تذهب؟.. لكن كل ما تعرفه انها على الطريق الصحيح هي مؤمنه بذلك... وتعلم ان الله لن يضيعها ابدا.. فهي على يقين انه يراها ويسمعها... وكيف لا وهو من خلقها... لقد هربت من اجله فكيف لا يساعدها وهو ارحم الراحمين... وهو ملج...