10

22K 597 41
                                    


" ممكن افهم بقى كنتي واقفه معاه في المطبخ لوحدكوا ليه " كانت تستمع الى هتافه الغاضب.. وهي تنظر اليه بشجاعه رغم الخوف الذي بدأ يتسلل اليها من هيئته الغاضبه..

الا انها لم تفعل شئ خاطئ لكي يغضب هكذا.. وكانه رآها في وضع خاطئ..؟؟

شعرت بالاهانه من مجرد احساسها بهذا الشعور..
فهو كان يمزح ويضحك مع ابنة خالتة والاسم متدين.. ويربي لحيته الى الارض.. ويتبع السنه.. اي سنه هذه التي تبيح له الجلوس مع ابنة خالتة و الضحك معها بهذه الطريقه..
ومع ذلك لم تتحدث..
والان وياتي ليحاسبها على رؤيتها تقف مع هذا الشخص.. وهي لم تنطق ولو نصف كلمة معه..

انتفض جسدها فجاه لصراخه " انطقييي" وكانت هذه هي القشه التي قسمت ظهر البعير...
فهي تحاول جاهده منذ ان اتت الى هذا المكان تحمل كل ما يحدث.. لكن هذا حقا كثير..
لتهتف بغضب " انطق اقول ايه..؟ اقولك اني كنت عاوزه اشرب مايه وفجاه لقيته.. وملحقش يعرف انا مين ولقيتك ظهرت وبتجرني من ايدي زي البقرة.. ولا كأنك لقيتني جيباله عصير و قاعدة اضحك معاه بأعلى صوتي..! "

ضيق عينيه وهو يحاول فهم ما تشير اليه بكلامها الاخير..! وكأنها تتهمة بشئ ما..؟

رفع حاجبه وهو يعود الى هدوءه الساخر من جديد قائلا " هو انا لو كنت لقيتك بتضحكي معاه او بينك وبينه كلام حتى.. كنت همسكك من ايدك واجيبك هنا؟! " انهى حديثه بضحكه ساخره مما جعلها تضيق عينيها محاولة فهم ما يقصد..

عقدت حاجبيها وهي تستوعب مايقصد.. لتجيبه بغيظ وهي تضغط على اسنانها " وان شاء الله لما حد يكلمني من عيلتك الطويلة العريضه دي اعمل اية؟
ومن الواضح كده ان ما شاء الله كلهم لطاف واجتماعيين بزياده "

كانت جملتها الاخيرة ساخره.. مما جعله يرفع حاجبه في تفاجؤ من اسلوبها الجديد في الحديث معه..
ليقول ببرود متجاهلا سخريتها" قولتلك قبل كده تردي على قد الاجابة "
لم تعد تحتمل اكثر..فهذا الضغط النفسي الذي تشعر به الان اوصلها الى الهاويه.. فنفجرة به وهي تصرخ  " ارد على قد اجابة ايه..؟ ده انا مردتش اصلا ودخلت جرتني من قدامه كاني بقالي ساعة واقفه معاه.. ولو حد فينا ليه حق يجر التاني علشان لقاه واقف مع حد.. فالحق ده ليه انا.. "

صمتت فجاه وهي تدرك الحماقه التي تفوهت بها..
اهي الان تطالب بحقها به؟
كله من لسانها هذا.. فهي لا تستطيع السيطرة عليه عندما تغضب..؟

شعرت به يتحرك باتجاهها ببطئ.. مما جعلها تخفض عينيها الى موضع تحرك اقدامه.. وهي ترى اقترابه منها..
لم تستطع منع قدميها من التراجع وهي تشعر بقلبها يبدا في الخفقان.. وعاصفة الغضب التي بداخلها تتحول الى عاصفه اخرى...
.....

لم تكن ترى ملامحه التي تحولت الى المرح وهو يراقب توترها..وملامحها التي عادة الى طبيعتها الخجله... مما جعله يستمر في التقدم.. حتى اصتدم ظهرها بالحائط.. ليقترب هو جاذبا ذقنها.. وهو يقول بحده زائفه " اولا صوتك ميعلاش.. "

مريم ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن