اخذت العصير وخرجت لتقدمه اليهن بالغرفه..
وضعت العصير وكادت تخرج لولا صوت ريم الصارخ الذي اوقفها.. وهي تقول ببكاء " مش عاوزه ارجعله يا ماما انا من ساعة ما صليت الاستخاره وانا حاسه اني مخنوقه لمجرد التفكيري اني هرجعله.. معتش طيقااه "هتفت والدتها بحدة ام مصريه " عمل ايه علشان كل ده.. ضربك بالقلم؟!
لو كل واحده جوزها ضربها بالقلم قالت عاوزه اطلق.. يبقى ماحدش هيفضل متجوز.." اغمضت عينيها بالم وهي تقول بصوت مختنق " قلم ايه يا ماما اللي هعوز اطلق علشان.. القلم ده كان القشه اللي قصمت ظهر البعير زي ما بيقولوا "
لانت نظرات والدتها وهي تسالها باستعطاف " فين الحب يا ريم اللي كان بينكوا.. بقى ادم وحبكوا مايشفعلوش؟ "جلست ريم فوق الفراش وهي تمسح وجهها بيديها بارهاق.. قبل ان تقول بصوت مجهد يخرج من اعماق قلبها " ماعدش عندي طاقه استحمل واعدي اكتر من كده .. انا بقيت حاسه اني كبرت 20 سنه قدام.. جبت اخري خلاص.."
عقدت والدتها حاجبيها وهي تجلس بجانبها.. لتقولي بحنان نادرا ما يظهر وهي تضع يديها فوق كتفها " ريم احكيلي يا بنتي هو عملك ايه خلاكي مش طيقاه كده؟ انتي ليه مش عاوزه تتكلمي" نظرت اليها بعينين دامعتين وهي تقول " ساعات الكلام مابيبقاش منه فايده يا ماما.. انا مش عاوزه منكوا غير مساندتكوا.. مش عاوزه غير حضنك ياماما.. " ارتمت بين زراعيها لتضمها اليها والدتها بحب وحنان قائله " وانا معنديش اغلى منكوا.. وكل اللي بعمله ده علشان خايفه عليكي من كلام الناس ومواجهة الدنيا لوحدك.. "
دفنت راسها في عنقها وهي تحاول ان تقتنص من هذا الحنان على قدر ما حرمت منه... لتقول بصوت متعب وجد الراحه اخيرا " سيبيها على الله يا ماما.. واخواتي جانبي وانتي.. انا مش عاوزه غيركوا.."
مسحت والدتها على شعرها بصمت.. قبل ان تبتعد ريم لتضع راسها فوق قدم والدتها قائله بهدوء " ارقيني يا ماما " وضعت والدتها يدها فوق راسها بقلة حيله وهي تحركها على طول جسدها وهي ترتل ايات القرءان والاذكار ملبيه طلبها.. لعل الله يهديها...
......
اكتفت مريم من المشاهده وهي تشعر بالغصه تخنقها.. لتتجه سريعا الى غرفتها..
وما ان دلفت الى الحجره حتى القت بنفسها فوق الفراش وهي تبكي بصوت مرتفع...
لحظات ووجدت صوت زوجها القلق يصدح في الظلام قائلا بقلق " مريم...!؟ "لم تجيبه ولم يهدا بكائها.. ليتجه الى الاضاءه ليضيئ الغرفه.. قبل ان يعود اليها بقلق واضح وعينين متسعتين من رؤيتها بهذا الشكل " مريم مالك في ايه؟.. ايه اللي حصل؟...
في حاجه بتوجعك طيب؟ .. حد قالك حاجه زعلتك؟! "
لم تجيبه... مما اثار غضبه ليرفعها اليه بحده ممسكا بزراعيها... ليهوله النظره التي في عينيها..
خفق قلبه بالم من هذه النظره.. ليضمها اليه بحنان ...
....
أنت تقرأ
مريم ♡
Romanceلا تعرف ماذا تفعل؟.. ولا الى اين تذهب؟.. لكن كل ما تعرفه انها على الطريق الصحيح هي مؤمنه بذلك... وتعلم ان الله لن يضيعها ابدا.. فهي على يقين انه يراها ويسمعها... وكيف لا وهو من خلقها... لقد هربت من اجله فكيف لا يساعدها وهو ارحم الراحمين... وهو ملج...