فتحت باب المنزل وهي تتنهد.. ها هي تعود الى صقيع حياتها.. وها هو جالس ينفث دخان سجارته بوجوم وهو شارد امام التلفاز..اخذت نفس عميق وهي تستعد لاسطوانة كل يوم تاتي به من الخارج.. وكانه يغار عليها لا سمح الله.. ضحكت بسخريه ومراره على حياتها البائسه مع اثلج القلب..
" مابدري يا هانم.. كنتي باتي هناك احسن " رسمت ابتسامه وهي تحاول تجنب الخناق مثل كل يوم.. " ادم نايم؟ عديت على ماما قالتلي انك اخدته "
تنهدت وهي تراه ينهض بغضب.. ويبدوا انه مُصر على اخراج الشحنه التي بداخله..
تحدث بغضب مبالغ فيه " هو انتي بتدوري عليه ولا شاغلك اصلا.. كل يومين ترميه عند امي وتروحي تلفي.. وامي اللي بتتبهدل معاه والهانم ماتجيش غير نص الليل "
اخذت نفس عميق وهي تحاول الحفاظ على هدوئها " الف فين بس يا امجد.. مانا كلمتك قولتلك خالد هيتجوز وعروسته مش من هنا ومحتاجه شوية طلبات.. وانت ماعترضتش وقفلت السكه في وشي قبل ماقولك اني هتاخر... وبعدين نص ليل ايه دي الساعه 8 "
ما ان انهت حديثها حتى تضاعف الغضب وهو يهتف بشده " كنتي عوزاني اقولك ايه يعني وانتي بتقوليلي هروح مع العروسة وانتي في بيته.. يعني بتحطيني امام الامر الواقع.. ولو رفضت انتي طبعا هتعيشيلي في دور الزوجه المطيعه اللي بتسمع كلام جوزها.. وتقولي ان انا اللي رفضت.. فاطلع انا الوحش صح.. "
قال كلمته الاخيره بصراخ مما جعلها تنتفض في مكانها..ولكنها لن تصمت هذه المره فهتفت هي الاخرى " كنت عاوزني اعمل ايه..؟ محدش كان يعرف بموضوع جوازه ده.. كلنا اتفاجئنا.. ولما طلب مني مقدرتش ارفض.. وقولت اني هكلمك الاول.. ولو كنت رفضت مكنتش هروح مش علشان انا الزوجه المطيعه لا علشان ربنا امر بطاعة الزوج.. وكنت طبعا هقوله انك انت اللي رفضت.. اومال هقوله اني انا اللي رافضه اساعده مثلا؟ "
لم تكن لتنهي حديثها حتى وجدوا صراخ ادم ينبعث من غرفته..
حمدت الله على استيقاظه في هذه اللحظه.. فلقد كانت عيني زوجها تقدح شررا.. وهي كانت تعلم جيدا ما كان سيفعل.. لكن طفلها نجدها منه في هذه اللحظه..
........اتجهت الى غرفة صغيرها سريعا.. لتحمله بين يديها وهي تهدهده..
هدا الطفل بعد ان شعر بحنان والدته.. وهي تتحرك به ذهابا وايابا..
وضعته في فراشه بعد ان شعرت بانتظام تنفسه..
.......خرجت من غرفة الصغير الى غرفتها لتبدل ملابسها..
ارتدت عبائه منزليه فضفاضه قليلا.. وجمعت شعرها خلف راسها في لفه محكمه..
وخرجة اليه.. محاوله تجنبه الى ان يهدا بمفرده كعادته..وجدته مازال جالسا على وضعيته.. بيده سجاره جديده... و..
شهقت وهي تنظر الى حال المنزل من حوله..
ملابسه ملقاه هنا وهناك.. كومه من السجائر المطفأه امامه.. بواقي طعام ابتاعها من الخارج على مايبدوا.. العاب طفلها في كل مكان..
أنت تقرأ
مريم ♡
Romanceلا تعرف ماذا تفعل؟.. ولا الى اين تذهب؟.. لكن كل ما تعرفه انها على الطريق الصحيح هي مؤمنه بذلك... وتعلم ان الله لن يضيعها ابدا.. فهي على يقين انه يراها ويسمعها... وكيف لا وهو من خلقها... لقد هربت من اجله فكيف لا يساعدها وهو ارحم الراحمين... وهو ملج...