" خالد تلفونك بيرن " اتجه الى هاتفه ليلتقطه وهو يتساءل عن ماهية هذا الرقم ومن المتصل في هذا الوقت .. اجاب بوقار " السلام عليكم " اتاه صوت ملهوف برجاء صارخ " الحقني.. ابني هيروح مني "
عقد حاجبيه وهو يشعر بالبرودة تجتاح جسده من صوتها المستغيث ليسال بحذر " مين معايا؟ " اجابته بصراخ وكانها تخبره انه لا وقت امامها ليسالها عن هويتها " انا ام مريم .. ابني بيموت الحقني"
انتفض من مجلسه ليشرع في تبديل ملابسه على عجل وهو يسالها بقلق تسرب اليه من صوتها " انتم في البيت ؟ " اومات برأسها سريعا وكانه يراها وهي تجيبه " ايوه .. ايوه في البيت " اكمل استجوابه وهو يلتقط مفاتيحه ومحفظته متجهاً الى الباب قائلا " طب اتصلي بالاسعاف او شوفي حد من الجيران ينقله اي مستشفى على ما اجي وانا نص ساعة واكون عندك "
اومات مرة أخرى وهي تجيبه " ماشي "وكأن كل الحلول البديهية انمحت من عقلها وهي ترى صغيرها ملقى امام باب المنزل، بعدما سمعت طرقات سريعة متتالية على باب المنزل ثم انقطعت، اتجهت لتفتح الباب سريعاً لتفجع به ملقى امامها.. حاولت مساعدته فسقط منها من فرط توترها وثقل جسده عليها.
نظرت اليه بألم وحسرة، قبل ان تهم بسحبه مرة اخرى ولكنه انتفض مبتعداً عنها ليخرج كل مافي جوفه من سموم.
فاقت من صدمتها لرؤيته بهذا الشكل المفجع لتتجه الى الهاتف سريعا، لم يخطر على بالها احد سواه لينقذه.
لم تنتبه الى كم الساعة او بعد المسافة ولم تنتبه الى ان الجيران اقرب لهما.. ولكنها تذكرته هو.
وكأنه حقا من عائلتهم.
..
..
ركضت الى الخارج متجهة الى البيت المجاور لهم فهي تذكر ان لديهم سيارة، لتطرق بابهم بقلب ام تفقد وليدها.ما ان فتح احدهم الباب مزعورا من طرقها وهتافها العالي حتى قالت بشبه صراخ " الحقني ابني هيضيع مني " كاد يركض معها قبل ان تستوقفه قائلة برجاء " هات عربيتك بسرعة مافيش وقت "
لم يقصر الرجل وهو يرتدي عباءته سريعا ويلتقط مفاتيحه ليخرج سيارته ويركض الى شقتهما مستاذنا قبل ان يدخل.
صدمه منظر ولدها الملقى على الارض بجانب القذارة التي اخرجها من جوفه ووالدته تجلس بجانبه، تضع له الكمادات فوق راسه.. غض بصره عن هذا المنظر المقزز وهو يرفعه دون مشقه لخفة وزنه.اتجه به الى السيارة ليضعه في الخلف قبل ان تصعد والدته بجانبه واضعتاً راسه فوق قدميها.
تحدث الرجل بصوت مضطرب من هول ما يحدث " هو بيتنفس ولا لأ؟"
ما ان انهى جملته حتى وضعت يدها امام انفه ومن ثم حركتها الى موضع قلبه لتنظر الى الرجل بهلع قائله " ضعيف اوي .. وكمان سخن نار الله يخليك بسرعة "
تمتم الرجل بالحمد، على الاقل مازال على قيد الحياة.
قال بعد برهة " طب افركي بايدك فوق قلبه وافتحي بقه خليه يتنفس كويس... لطفك يارب"
فعلت ما اخبرها به وهي تصلي له لعلّ الله ينجيه.
أنت تقرأ
مريم ♡
Romanceلا تعرف ماذا تفعل؟.. ولا الى اين تذهب؟.. لكن كل ما تعرفه انها على الطريق الصحيح هي مؤمنه بذلك... وتعلم ان الله لن يضيعها ابدا.. فهي على يقين انه يراها ويسمعها... وكيف لا وهو من خلقها... لقد هربت من اجله فكيف لا يساعدها وهو ارحم الراحمين... وهو ملج...