٢٦

15.6K 427 10
                                    

اقرأ الفصل السابق لتذكر الاحداث.

'عطر لسانك بذكر الله'
.
.
.
" مين... مين بيخبط " سمعت صوت احدهم يجيبها بهدوء " انا " اقتربت من الباب لتفتحه متسالة " انت مين؟ "
ابتسم بود وهو يرى امرأة ارهقتها الحياة وانهكتها الهموم، لترسم له تجاعيدها وشعرها الابيض الذي يظهر من مقدمة راسها كم الهموم التي مرت بها.

اجابها بهدوء " انا خالد جوز مريم بنتك " اتسعت عينيها بصدمة.. وعقدت حاجبيها وهي تردد هامسه " مريم بنتي؟! هي لسه عايشه؟ هي كويسه؟ " اوما اليها وهو يقول بابتسامة هادئة " هي بخير الحمد لله.. ناقصها بس انها تشوفك " افاقت من صدمتها واخذت تتامله ، يبدو في عقده الثالث له لحية طويلة قليلا عن المالوف.. ووجه بشوش.. وعلامة في اعلى جبهته تعرفها جيدا.. انه ... مسلم!!

عقدت ما بين حاجبيها.. وهي تتذكر ما قاله..
مهلاً..
ماذا قال؟.... زوج ابنتها؟

تحدثت بدهشة واضحة ومازالت محتفظه بعقدة حاجبيها " هي اتجوزت؟ هي هربت علشان تتجوزك؟" بدات في جمع الخيوط قبل ان تكمل بلا مبالاه ظاهريه يشوبها الغضب.. فقد ساءت الى سمعتهم في هذه القريه وكثرت عليهم الاقاويل حتى ان والدها لم يحتمل الوضع كثيرا وسقط منهم مصابا بنوبة قلبية اودت بحياته، تاركها وطفلها يصارعان الحياة والناس وحدهما.. " انا ماليش بنات" انهت جملتها وهي تهم باغلاق الباب.. لولا انه منعها ممسكاً بطرف الباب سريعاً قائلا برجاء " ممكن بس تسمعيني لان الموضوع مهم؟ "
نظرت اليه لحظات بتفكر..
ايجب عليها طرده؟ فهي لم يعد لديها ابنة اسمها 'مريم'، ام تستمع لما سيقول لعل قلبها يطمئن على هذه الصغيرة الجاحدة؟

ترددت قليلا قبل ان تتنحى جانبا تاركتاً له المجال ليدخل، فمهما حدث ستظل ام وقلبها يؤلمها على طفلتها.. وشوقها يدفعها لتعرف ماذا حدث لها؟
ولماذا هربت رغم وضوح السبب امامها.

....
رفع نظره اليها بعد ان جلس ليقول بتهذيب " بصي حضرتك هبدألك من الاول... مريم اسلمت من قبل ماتسيب البيت هنا.. وعلشان كنتوا هتغصبوها على الجواز، اضطرت تهرب لان لا يجوز في ديننا ان المسلمة تتجوز غير مسلم.. وجات اسكندرية.. وقابلها راجل طيب وانا عرفتها عن طريقة.. واتجوزتها بعد ماجات اسكندرية بتلات ايام تقريبا، لما عرفت قصتها.. وبقالنا متجوزين دلوقتي اكتر من 10 شهور.. وعرفنا من واحد قريبكم قابلناه صدفة في المطعم ان والدها توفى.. وبسبب صدمتها وحزنها ولدت قبل معادها بشهرين... وانا من ساعتها وانا بدور على اي معلومات علشان اوصلكوا..
لان مريم نفسيتها تعبانه جدا.. صحيح امي مش مقصرة معاها بس هي محتاجاكي جانبها "

مريم ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن