25

18.1K 491 68
                                    

شعرت بالم اسفل بطنها..
يا الهي..
فالتهدأ يا صغيري.. فيكفيني ما امر به الان فلا تزيدها علي..

بدأ يهدأ قليلا.. لتتنهد بارهاق.. الحمد لله
....
نظرت الى السماء...
يااا الله..
ماذا يحدث معي؟
لِمَ كل شيء يحدث جملتاً واحدة؟
استغفرك ربي واتوب اليك...
اللهم لا اعتراض على حكمك.. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ وخير سواه..
هذا ابتلاء يا مريم فالتثبتي..
يارب رحمتك.. يارب الصبر من عندك
انّا لله وانّا اليه راجعون..
.
....
.
اتجه الى المنزل والجميع يتبعه..
وما ان اضاء انواره.. حتى امر فرح بالصعود الى غرفتها لتخلد للنوم.

نفذت الفتاة الامر مجبرة فوجه والدها لا يبشر بالخير..
.....
اتجه الى الساحه الخارجيه للمنزل.. تتبعه مريم مسيرة..
وكأنها تخشى فراقه... ملتصقتاً به كقطة صغيرة في ليلة باردة تبحث عن الدفئ والامان..
.
.....
.
شعر بارتعاش جسدها.. ليضع كفه فوق ظهرها.. محركا اياه لعلها تهدأ..
انتبه لدموعها... يا الهي!
ما كل هذه الدموع!
اتبكي خوفاً ام شوقاً ام ندماً؟
..
..
اجلسها بجانبه.. قبل ان ينتبه لوالدته التي تهم بالتحدث ويبدوا انها تحاول كبح جماح غضبها قدر المستطاع " ممكن بقى تفهمني الموضوع؟ "
حمداً لله على هذا الهدوء الغير متوقع منها بعد هذه الفضيحة في المطعم..

الجميع منصت باهتمام.. وكأن الامر يعنيهم حقاً.

لم يطل صمته وهو يقول بهدوء " مافيش موضوع... مريم كانت مسيحية... كاانت..
واسلمت الحمد لله، من قبل حتى ماعرفها.. وبعدين بنت خالة مين اللي بتقرنيها بمريم! " احتدت نبرتة في نهاية حديثه.. عندما تذكر جملتها في المطعم..

لتتحدث والدته بعنف وكأنه اشعلها " وليه تتجوز واحده مالهاش اصل ؟ .... وعلشان ايييه؟ "

لو كانت الكلمات تقتل لكانت الان مطعونةً في قلبها جراء هذه الكلمات القاسية...

لا.. بل ان للكلمات مفعولٌ اقوى من القتل.. فالكلمة السيئة تقتلك في كل لحظة تتذكرها فيها.

ايجب عليها الان ان تعذرها لصدمتها..؟
ام يجب عليها ان تنطق وتحرق المكان، بما تشعر به من وجع في قلبها؟
....

الا يجب عليها هي ان تعذرها..؟
اهناك اكثر من فجعتها بموت والدها؟
اليس الاولى الان ان يواسوها؟
ان يذكروها بالله.. ويدعوا لها بالصبر والاحتساب..؟

لحظة..

امات والدها بسببها حقاً؟ اقال هذا؟
مات وهو على دين الضلالة..؟
مات قبل ان تنظر اليه مرة اخيرة؟
قبل أن تحتضنه؟
أيصدق أحداً أنها لا تذكر متى اخر مرة احتضنها فيها؟
كم ظلت تتمنى اليوم الذي ستحتضنه به..
ويبدوا انه لن ياتي ابدا.
..
و أمي؟!
كيف حالها؟
ماذا تفعل الان؟
وأخي أيضاً... أين هو..؟ أأصبح مسؤلاً.. ام مازال يرهق امي بدلاله وطيشه؟

مريم ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن