وجدت مسجداً مضاءً في اخر الطريق.. اتجهت اليه بلهفه وعندما اقتربت وجدت بداخله شيخ كبير يرتل القران...
اقتربت من مدخل المسجد وهي تقول بوهن " السلام عليكم "
التفت اليها الشيخ ليرد السلام متعجبا من وجودها في مثل هذا الوقت..
" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.. ايوه يابنتي يلزم خدمه؟ "
" لو سمحت ممكن تفتحلي مصلى السيدات عاوزه اصلي "
تحدثت وقد اغرقت عيناها بالدموع وعلامات التوسل تكسوا ملامحها..تريد ان تصلي بشده.. تحتاج ان تتحدث مع ربها.. تحتاج ان تبكي بين يديه لعله يبدل هذا الخوف الذي بداخلها..
رق قلب الشيخ لرؤيتها بهذا الحال.. وادلها على المصلى..
ارتاحت لهذا الشيخ فقد كان بشوش الوجه بلحيته البيضاء وعينيه الحانيتين وابتسامته الودوده ووجه الذي يشع بنور الايمان..
.........اتجهت للصلاه بعد ان توضأت..
وافتتحت صلاتها بقراءة الفاتحه" بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله رب العالمين.. الرحمن الرحيم..."وهنا انفجرت باكيه بصوت عالٍ..
اكملت الصلاه وهي لا تتوقف عن البكاء..انتهت من صلاه وهي تشعر بالراحه بعد كل هذا البكاء.. ظلت تذكر الله وتستغفر وتدعوه..
......
الى ان قاطعها صوت طرق باب المسجد..
نهضت وهي تكفف دموعها..
اتجهت الى الباب لتجد الشيخ الكبير يقول لها " خلصتي يابنتي؟ علشان عاوز اقفل المسجد واروح ارتاح شويه قبل الفجر "نظرت اليه مريم بحزن وهي تفكر اين ستذهب.. ولم تشعر بنفسها الا وهي تبكي
نظر اليها الشيخ متفاجأ من بكائها..
وهو يشعر ان هذه الفتاه الجميله الباكيه تقع في مشكله كبيره..
تحدث الشيخ بحنية اب على ابتة..
" مالك يابنتي فيكي ايه؟.. انا حاسس ان وراكي حكايه طويله..احكيلي يمكن اقدر اساعدك "نظرت اليه بحزن وهي تفكر اتخبره ام لا..؟ لكنها تحتاج الى المساعده..
صمتت لفتره ولكنها قررت ان تخبره..
......انتهت من سرد قصتها ..
لينظر اليها الشيخ بفرحه وحزن ... بفرح لانها اسلمت وجاهدت كل هؤلاء وهي فتاه وحيده ضعيفه.. ومع ذلك اسلمت اسلمت بمفردها بدون ان يكون لها احد يساعدها او يساندها.. اسلمت لانها ارادت اتباع دين الحق.. اسلمت لانها احبت الله..وحزن عليها فليس لها احد يساعدها.. وهو لا يستطيع مساعدتها فهو رجل كبير لا يملك الا قوت يومه له ولزوجته...
ولكنه ابتسم لها قائلا" بارك الله فيكي .. صدقيني يابنتي زي ماانتي هربتي علشان ربنا .. يبقى عمره ماهيسيبك تضيعي ابدا... اصبري انتي بس واحتسبي ..
الرسول (عليه الصلاه والسلام) قال.. ( من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجبت له الجنة وكان رفيق إبراهيم و محمد ) ..
وربنا قال.. " ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
أنت تقرأ
مريم ♡
Romanceلا تعرف ماذا تفعل؟.. ولا الى اين تذهب؟.. لكن كل ما تعرفه انها على الطريق الصحيح هي مؤمنه بذلك... وتعلم ان الله لن يضيعها ابدا.. فهي على يقين انه يراها ويسمعها... وكيف لا وهو من خلقها... لقد هربت من اجله فكيف لا يساعدها وهو ارحم الراحمين... وهو ملج...