مُعدّلة 2
[لو كان القَدر حتميّ حدوثه لما أرسلنآ إلى هذہ الحياةّ]
العديدُ من الأسئلة تجول بخاطري ضللت ُأبحث عن جواب لها طوال حياتي لكن لم أستطع إلی الآن.هل كلّ شيء يحصُل مُقدّر لنا؟ بالطّبع أؤمن بالقدر من لا يفعل على أيّة حال لكنْ .. لو كان حقّا كل شيء مقدّر فلِم نعيشُ أصلا؟ أنعيشُ سيناريو بدونِ أن نُحاول حتى أن نغيِّرَ فيه شيئا؟
أؤمِن ُبه ، لكنْ أؤمن أيضا باحتمالية تغييره و إلّا لما كنا لنرسَل إلى هذه الحياة.
لم يمرّ الكثير منذُ أن بدأت هذِه الفكرة بالذّات تجول بخاطري ، ففي ليلة من الليالي ، تحت غيوم كثيفة حجبت كل نور حاول القمر ارساله مطمئنا ، جلست ُبشُرفة غرفتي مُنحشِرةً بإحدى زواياها ماسِكة بيدي قلماً فألوِّثُ به صفحةً بيضاء أخرجتُها من دُرج ذاكرتي بادئة بنحتِ تلخيص موجَز لما مضى من حياتي حتى هذه اللحظة.
عدت بنفسي الى عام 2010 ، وكَكُل من بعمري العاشر ذلك ذهبت إلى إحدى الأرجوحات لألهو قليلا ، لم أكن اجتماعية البتّة وقتها .. لم أحبّ تواجد نفس بشرية حولي خاصة أقراني و أنا كذلك إلى الآن ، لذا كنتُ أمضي كلَّ الوقت بمُفردي! وبينما أنا سارحة في عالمي الخيالي اذ ظهرت فجأة فتاتان وقد كانتا سوستا الحيّ ، كوالدتيهما تماما .. دائما تثيران المشاكل ، دار بيننا بعض الجدال حول الأرجوحة .. ولأنّهما لم تطلبا بأدب فقد رفضت النزول حتى أنال مبتغاي .. دفعتني إحداهما عن مكاني فسقطتُ أرضا بقوة و لم ألبث أن نهضت حتى بدأ الرأسُ المُدبِّر بضَربي و ركلي من جهة وشدِّ شعري بكلِّ قوتها من جهة ثانية ، وهنا إطلقت ُالعنان لصرخاتي بعمل عملها وانتفضت بأظافري أخدش و أسناني تعضّ ولا علم لي أين خدشت أوأين عضضت ..
وأنا بتلك الحال حتى هبَّت أمي للمُساعدة و أبعدَتها لتخفيني بين أحضانِها و هي تمسحُ على شعري وظهري مهدِّئة إياي ثم صرخَت على تِلك الفتاة ووبَّختها.
عدت للمنزل أزفر غضبا أقسم أنني سأنتقم منهن واحدة واحدة .. استأذنت أمّي أن أذهب الى ورشة عمل والدي بالقبو أين كان يقوم بصنع شيئ ما أسرع باخفائه تحت غطاء بلاستيكي و قال وهو يرتجف " سيرين ، بنيتي مالذي تفعلينه هنا؟"
جلست أسفل طاولة عمله و باشر هو يكمل عمله كوني لا أرى شيئا على أيّة حال ، نظرت الى رباط حذائه المفكوك و بدأت أصارعه لأربط عقدة محترمة ثمّ رحت أشتكي له عما حصل لي مع الفتاتان و أخبرته بخطط انتقامي و افكاري الشيطانية .. لكنه لم يوافقني في أيّ واحدة بل كان دوما يطالبني بالتسامح والعفو عكس أمّي التي كانت تخبرني دوما أن أسترجع حقي بأيّ طريقة كانت .
تحت طاولة عمل أبي ، ثقُلت عيناي وغطت بنوم عميق .. لكن حين ذلك رأيت شيئا غريبا .. لقد كانت فتاتان بنفس عمري احداهما ذات شعر أبيض .. لو لم أر اسمرار بشرتها لظننتها مصابة بالبهاق ، أمّا الأخرى فقد كانت بنفس شكلها غير أنّ لشعرها سواد مصطبغ بالبنفسجي ، كانت كلّ واحدة منهما تحمل حولها وهيجا لحشرات صغيرة بالكاد تستطيع رؤيتها لكنّها كانت شديدة الحركة و هي تشعّ احداهما بلون أبيض الصقيع بينما حملت الأخرى لون بنفسجي ليلكي ، ابتسمت الفتاتان لي و قالتا وهما تضعان يديهما على كتفاي " لا تقلقي ، لقد اهتممنا بالأمر " قطّبتُ جاجباي و قلت " بم؟" لكنّهما لم تجيبانني بل تراجعتا للخلف و الابتسامة لا تزال على شفتيهما "سرين ، لنلعب مجددا معا ، علينا الذّهاب الآن قبل أن تنتبّه جدّتنا لغيابنا" و فجأة كفراشة جميلة رفرفتا بجناحين كانا يختبئان بظهر كل منهما وغادرتا ..
أنت تقرأ
perplexed|| مـرتبـك
Fanfictionمقتطف من الرواية : فَضَحِكَ وَقال "صَدَقتِ ، لكن دعيني أُضيف لكِ كلماتٍ ، فقد عرفتُ اليومَ أنَّ بُكاءكِ بينَ يديّ واضطرابَ يدكِ في يدي وخُفوقَ قلبكِ عند رُؤيتي كان أثرًا من آثارِ الخوفِ ، لا مظهرًا من مظاهرِ الحبّ وأنّ عطفكِ عليّ وتحبُّبَكِ إليّ ولُ...