•••••••••
بذلك الزمن الساحق ، لم يكن هنالك الكثير من الوقت لتقضيه بمفردك أو بعيداً عن الآخرين ، البقاء للجماعة الأقوى ، يعيش الناس بجماعات صغيرة وكل واحدة تحتل منطقة جغرافية بسيطة لا تسمح لأحد ما بالتعدي عليها !
وهناك كان ذلك الفتى ذو العينان الزرقاوتين الحادتين يقف أمام الغابة ويحمل بإحدى يديه رمحه وبالأخرى يحمل درع لعله يقيه من هجمات الحيوانات المفترسة ، بينما يقف خلفه أربعة رجال منهم من هو بعمره ومنهم من يكبره ...
ابتسم بخفة وهو يرى ذلك الدب البني يسير بكل فخر وغطرسة غير عالم بما ينتظره الآن ، أشار بإحدى يديه لمن هم حوله بالتقدم ، ليتفرق كل إثنان ويحاصرون الدب الضخم من يمينه ويساره وهم يستعدون لتثبيته بالحبال التي معهم ..
أما هو فقد تقدم ليقف أمامه ويوجه الرمح بإتجاهه مما أثار حنق الدب الذي إنقض عليه ، هو تحرك من مكانه بكل خفة وسرعة لتستقر مخالب عدوه بالشجرة خلفه ، لم يكن خصمهم بحاجة لأكثر من عدة ثوان لإخراج مخالبه والإنقضاض مجدداً عليهم لكن هم كانوا بحاجة لثانية واحدة فقط لتقييد يداه وقدماه بحبالهم ، حاولت الفريسة الهروب منهم والتحرر لكن ذاك الشاب قفز بسرعة ليخترق رمحه صدر الدب بقوة فهو يدرك أن تأخره لعدة ثواني ستكون كفيلة بالقضاء عليه ومن معه وهذا ما لم يسمح به !
لقد تم تكليفه بقيادة مجموعة من الأشخاص في رحلات الصيد بالرغم من صغر سنه لذا سيبذل كل ما بوسعه حتى لا يخذل من وثق به ولن يتسبب بمقتل أحد الذين يتبعونه ، هنالك بذلك الزمن الكلمة دائماً للقائد ، لم يكن أحدهم ليخالفها كما أن لا أحد حاول يوماً العمل لمصلحته الشخصية فهم يدركون تماماً أن نجاتهم لن تعتمد إلا على تعاونهم معاً ، جميعهم يبذلون جهدهم للتميز ولكنهم سيقدرون حالاً من كان أكثر كفاءة منهم ، فأبنائهم وزوجاتهم وحياتهم تعتمد على ذلك .
قام الخمسة بجر الفريسة الخاصة بهم حتى وصلوا لأطراف الغابة ، وهناك إستقبلتهم مجموعة من الأطفال الصغار بسعادة وهم يدورون حول ذاك الدب الميت ابتسم الشاب القائد لهم ومسح على رؤوسهم قبل أن يترك البقية يتولون الأمور من هنا ، هم يستفيدون من الدببة بشكل عام لصنع بعض الثياب لهم و هي تتميز بدفئها لذا سيعد إصطياد الدببة بهذا الوقت من العام كنزاً لهم ...
هو تقدم للجبل الشاهق الموجود أمامه وبدء بالصعود حيث أن كهوف هذه القبيلة منتشرة بثنايا الجبل ، صعد للأعلى بسرعة متوسطة ثم جلس على الحافة وهو يتأمل السماء التي تلونت باللون الأحمر والقليل من الأصفر ربما !
هذه الألوان التي تعني إنتهاء يوم من حياته ، الصيد لم يكن بأمر شديد السهولة ولكن تعاون فريقه ومساعدتهم له دائماً ساعدتهم ليكونوا من الفرق المميزة ، فبعض الفرق المميزة كفريقه وهم ثلاثة تقريباً مهمتهم صيد الحيوانات المفترسة من أجل جلودها وبعض الفرق يصطادون الغزلان أو الأرانب والأسماك للطعام ، وآخرون يبحثون عن أعشاب تفيدهم في علاج الجروح وبعض الطعام من الغابة ...
أنت تقرأ
Drifters in time
Science Fictionفي الماضي السحيق حيث البشر البدائيين يعيشون حياتهم بأريحية فلا نفاق ولا تكبر الجميع يداً واحدة للنجاة من أي خطر ! وهنالك عاش ذاك الفتى ذو العزيمة الصلبة والمهارات المختلفة ضمن قبيلته بإحدى الكهوف ويتوقع منه أن يكون القائد التالي للقبيلة .. بالحاضر...