تلك اللية كانت مظلمة كالظلام الذي يتربع بقلبه الصغير ، لم ترحمه دقات قلبه قليلاً بل كانت تنبض بسرعة جنونية وكأن مشاعره المضطربة لا تكفيه !
هو أخطأ وبشدة ما كان عليه فعلها حقاً ، هو كان يفترض به أن يتجاهل تلك الكبسولة الزمنية وما تحتويه تماماً .
توقف عن الركض عند نهر شبه متجمد ليحدق بإنعكاسه ، هو مغطى بالدماء تماماً ، دموعه إنهمرت بقوة شديدة ، رفع رأسه فجأة ليحدق بإنعكاسه المظلم على سطح النهر بسبب عتمة الليل وفكرة واحدة فقط تلتمع بعيناه البنفسجيتان الداكنتين ، هو إكتفى من هذه الحياة للأبد !
نهض و ألقى بجسده للنهر دون ذرة تردد واحدة ، شهق من برودة المياه ولكنه ما إهتم إلا بمياه النهر التي سيلوثها بجسده والدماء التي يحملها ، عيناه لم تتوقفا عن ذرف دموعهما المالحة ، وكأنها تعزيه و تؤنس وحدته التي عاش بها و سيموت بها .
أغمض عيناه وهو يشعر بجسده يتجمد ويضعف أكثر لولا تلك اليد التي مدت من العدم لتنقذه ، هو نظر لصاحبها بشيء من الحيرة والأمل ، أهو على وشك إيجاد سعادته المفقودة ؟ أم أن القدر سيقوده لفخ آخر ويرسم بقلبه جرح جديد ؟
خرج من ذكرياته وأفكاره عندما دخل أحدهم وهو ينطق بإبتسامة :" سيدي لقد نجحنا ! "
رفع عيناه الذابلتين ليومئ إيجاباً بينما من أمامه لم يهتم حقاً لشحوبه هذه الأيام وربما لا أحد لاحظ حتى !
إبتسم بسخرية شديدة على نفسه و هو يذكرها أن لا أحد سيهتم حقاً ، لاسيما بعد ذلك الإتصال ممن مد يده له لينتشله من ظلامه و الغرق ، وهو أصبح يشعر بأنه إنتشله من ظلام ليتسبب بإغراقه بظلام أكبر ، لكن هل هو سيتجاهله فقط ؟ أم أنه سيفعل ما أمره به ؟ بالنهاية يداه تلوثت و إنتهى الأمر !
~ المستقبل ~الأسبوعان المخصصان لتدريب فريد إنتهيا أخيراً وهاهم الآن يستعدون للإنطلاق للزمن الحاضر بالغد ، إذ سيقضون اليوم فقط هنا .
~ كلاود ~
كنت أقف بمنتصف غرفتي وأنا أتأملها بصمت ، لقد عاهدت نفسي على التغير الجذري لكن هل هذا ممكن حتى ؟
شعرت بباب الغرفة يفتح لكنني لم أهتم حقاً ، فهو إما أن يكون فريدريك أو تكون جوليان ، منذ ذلك اليوم وكلاهما لا يفارقني حتى إيثان أصبح هو من يتحدث معي ولا ينتظر أن أسخر أنا كعادتي !
ليس أنني أحاول إقلاقهم لكن لازال هناك حلقة مفقودة ، أشعر بأنني لن أتمكن من المضي قدُماً دونها ، فقط علي أن أعلم ما هو الشيء المفقود ؟
أنت تقرأ
Drifters in time
Science Fictionفي الماضي السحيق حيث البشر البدائيين يعيشون حياتهم بأريحية فلا نفاق ولا تكبر الجميع يداً واحدة للنجاة من أي خطر ! وهنالك عاش ذاك الفتى ذو العزيمة الصلبة والمهارات المختلفة ضمن قبيلته بإحدى الكهوف ويتوقع منه أن يكون القائد التالي للقبيلة .. بالحاضر...