~ المستقبل ~
جوليان و كلاود كانا يجلسان على مائدة الطعام برفقة والدهما ذو الملامح الجادة ، وقد كان يبدوا عليه الضيق بسبب إبنه الذي يرفع عيناه عن الذاكرة الإلكترونية الموجودة بساعته والتي تعرض له المعلومات عن ذاك الزمن الذي سيذهبون إليه ، تحدث والدهما بضيق :" ألا تظن أن وقت الطعام هو لتناوله لا لرؤية التقارير ! "
تنهد كلاود هو الآخر بضجر ليتحدث :" ألا يمكنك فقط تجاهلي كما تفعل عادة ! "
وجه كلاهما نحو الآخر نظرات غاضبة ، بينما تحدثت جوليان بشيء من الإستياء :" شكرا على وجبة الطعام "
ومن ثم نهضت إلى غرفتها لينهض كلاود من بعدها متجاهلاً بذلك والده الذي كان يتحدث معه .
***
بمنزل فرناند كان يجمع كل أوراقه ومخططاته بملف ضخم ومن ثم توجه نحو المدفأة الإلكترونية ليلقيها بها ويحرقها ، هو يحفظ كل شيء بعقله هو ، ليس بحاجة لتلك الأوراق فهو لا يعلم إن كان هناك من سيدخل منزله بغيابه أم لا ؟
ما إن إنتهى حتى نهض وبدأ بترتيب أغراضه بحقيبة أحضرها له من بالمقر فهم لم يعودوا يستخدمون هذه الطرق حتى !
لقد شاهد معلومات العصر الذي سيذهبون إليه مراراً كما أنه قام بعمل أبحاث موسعة عن ذاك العصر وشاهد كل التقارير التي حدثت هناك .
***
أما بمنزل إيثان كارتر فهو كان قد إنتهى من جمع أمتعته و تناول الطعام من ثم ها هو ذا يطالع المزيد من المعلومات عن المكان الذي سيذهبون له ، وجود فرناند وكلاود معه بالفريق بل وقادة يزعجه بشدة ، هو كان معهم بالدفعة ذاتها من التدريبات ، وصدقا لا يعلم كيف يمكنهما أن يكونا قائد و نائبه ، فرناند ينجح بكل مهامه أجل ، كما أنه بارع بتهكير الأنظمة ، لكن ليست القوة فقط هي ما تتمركز عليه القيادة فهو قاسٍ للغاية بتصرفاته مع الآخرين وحتى الحيوانات ، كل ما يهمه هو النجاح دون مراعاة الطريقة ، وكلاود مجرد أحمق يستفز الآخرين ، لكنه على الأقل لا يتسبب بإيذاء من حوله فقط لأجل النجاح بمهمة !
~ الحاضر ~
إنتهى ذلك الإحتفال المزعج أخيراً لتصعد لغرفتها وهي تنزع الابتسامة المجاملة عن وجهها ، هي قادرة وبقوة على التمثيل بعيدا عن شخصيتها الحقيقية الضعيفة بهذه الإحتفالات بما أنها تلقت الكثير من التدريبات على ذلك من والدها ، تنهدت بتعب ويأس لتبدأ بنزع زينتها و تبدل ثيابها ، ما إن انتهت حتى رمت نفسها على الفراش ثم أمسكت بدميتها " كيلي " وهي تحدثها بإرهاق :" تعلمين كيلي لم أتناول بالمدرسة وجبة الغداء كالعادة بسبب تلك الفتاة التي تتنمر علي دائماً ، لكن على الأقل هي لم تضربني اليوم على وجهي وإلا لكان أبي قتلني حرفياً بما أنه موعد الإحتفال ، والإحتفال كان شيء مقزز آخر ، فالجميع كانوا يبدون وكأنهم ملوك العالم ، وهم مجرد حمقى ورثوا المال عن أبائهم فقط ! "
أنت تقرأ
Drifters in time
Science Fictionفي الماضي السحيق حيث البشر البدائيين يعيشون حياتهم بأريحية فلا نفاق ولا تكبر الجميع يداً واحدة للنجاة من أي خطر ! وهنالك عاش ذاك الفتى ذو العزيمة الصلبة والمهارات المختلفة ضمن قبيلته بإحدى الكهوف ويتوقع منه أن يكون القائد التالي للقبيلة .. بالحاضر...