~ الكاتبة ~
بذلك المنزل الهادئ فقط مِن الخارج كانت الأسرة بالكامل مُجتمعة , لم تكن جلسة عائلية ودودة حقاً , هم جلسوا للنقاش على طاولة الطعام بينما طفل بالخامسة من عمره يلعب بالكرة دون الإنتباه لتلك الأجواء المتوترة , ذاك الشاب ذو الواحدة والعشرين من العمر كان ينفث الدخان من السيجارة التي بيده بينما يضع كلا قدماه على الطاولة غير آبه بهم وبكلامهم , عيناه الخضراوتين كانتا تحدقان بالجالسين أمامه دون أن يتعب نفسه ويستمع لثرثرتهم ألا منتهية ...
شعره البُني الداكن كان يتحرك بخفة بسبب الهواء المنبعث من النافذة , حدق أولا بأخيه الأصغر ذو الشعر الأسود و العينان البندقيتان وهو يحاول ركل الكرة والتي بدت أكبر من حجمه حتى بشيء من الحقد و الكره , والدته توفيت قبل ثلاث سنوات بينما يمتلكون أخ غير شقيق من أبيهم عُمره خمس سنوات , تحت أي مُسمى سوى الخيانة عليهم وضعه ؟
تململ عندما سقط الطفل بينما يحاول ركل الكرة بقوة وهو ركل الهواء بدلا منها بالنهاية , لكن لا أحد أهتم حقا بذلك فالطفل لم يبكي بكل حال بل عاد للنهوض ليحاول فعلها مجدداً , نظر لشقيقته وقد رسم ابتسامة ساخرة للغاية وهو يراها تحاول التظاهر بعدم الإهتمام بحديث والدها وزوجته بينما عيناه الخضراوتين تهتزان بخوف من كل حرف ينطقان به !
هو فكر بأنها حقا فتاة قوية لتحتمل كل ذلك , هو سمع صوت بكائها وشهقاتها عندما دخلت لغرفتها ما إن أحضرها للمنزل صباحا, ويعلم أنها غفت على الأرضية بالقرب من الباب !
وبالرغم من ذلك عندما أيقظها من نومها وطلب منها النزول لم يظهر أي أثر بكونها كانت تبكي , لا عينان منتفختان ولا وجنة أو أنف بالأحمر , هو سخر بداخله عن كونها وجدت وقتا لوضع بعض المساحيق لإخفاء كل ذلك , لكنه وأخيرا قرر الإستماع لهم والمشاركة بالحديث ...
نظر لوالده أولا والذي يشبه ابنه الصغير لحد كبير فهو يمتلك عينان بندقيتان وشعر أسود , لكن الصغير ملامح وجهه أكثر حيوية وجمالاً و مع الأسف هو ورث هذا من والدته المزعجة ذات العينان الزرقاوتين والشعر الأشقر الطويل , نظر للشقراء أمامه كما يدعوها دائما عندما تحدثت :" هي كادت أن تسبب لنا بمشكلة كبيرة لو لم يعدها آدموند للمنزل , لذا عقاب هين كحبسها بغرفتها لن يُعد أساساً أقل ما تستحقه هو الضرب "
أجابها والدهما بهدوء :" ربما أنتي محقة بذلك فهي تجاوزت كل الحدود "
إليانور كانت تنظر لهما ببرود شديد وهي تفكر بمتى يمكنها التحرر من رؤية وجههما , آدموند الذي كان صامتا طوال الوقت شهق فجأة بفزع ليلتفت الجميع له , بينما هو كانت ملامحه تحمل السخرية التامة بينما إقترب من زوجة والده واضعاً يده على شعرها الأشقر الطويل بينما يتحدث :" لكن هذا يعني أنني سأشتاق لخصل شعرك الطويلة هذه "
أنت تقرأ
Drifters in time
Science Fictionفي الماضي السحيق حيث البشر البدائيين يعيشون حياتهم بأريحية فلا نفاق ولا تكبر الجميع يداً واحدة للنجاة من أي خطر ! وهنالك عاش ذاك الفتى ذو العزيمة الصلبة والمهارات المختلفة ضمن قبيلته بإحدى الكهوف ويتوقع منه أن يكون القائد التالي للقبيلة .. بالحاضر...