~ الزمن الحاضر ~
إستيقظت تلك الفتاة من نومها بسبب المنبه الذي لم يتوقف عن الرنين و لو لثانية واحدة , جلست على سريرها الكبير و هي تفرك عيناها لعل النعاس يختفي ويتركها وشأنها , صوت من الخارج صرخ فجأة ليقاطع الهدوء الذي حل على الأرجاء بعد إطفائها للمنبه :" كارمن هل مازلتي نائمة حقاً ؟ إنهضي حالاً "
صراخه أجبرها على النهوض بسرعة البرق من فراشها وقد إختفى النعاس تماماً كأنه لم يكن موجوداً منذ البداية , تحدثت بصوت شبه مرتفع وبنبرة خائفة ومتوترة :" آسفة حقاً أبي لقد إستيقظت "
سمعت صوت خطواته التي إبتعدت لتضع يدها على قلبها تحاول تهدئة نبضاته الفزعة , وما إن هدئت قليلاً حتى توجهت لدورة المياه المرفقة لغرفتها الكبيرة لتأخذ حماماً دافئاً ...
كارمن فتاة في السابعة عشرة مِن العُمر تمتلك عينان زرقاوتين تعكسان دائماً مشاعرها فهي لطالما كانت صادقة بِمشاعرها وعيناها عكستا ذلك , شعرها يمتد لمنتصف ظهرها باللون الوردي الامع , تعيش برفقة والديها بمنزل أشبه بالقصر , لكنها تقضي معظم وقتها بغرفتها الكبيرة ذات اللون الوردي و الأبيض تجلس برفقة دميتها المفضلة " كيلي " , من يراها سيظُن بأنها تمتلك حياة مِثالية , لكن لا أحد حقاً يعلم ما هي الظروف التي تمُر بها دائماً !
غادرت غرفتها ما إن إنتهت من إرتداء ثيابها المدرسية بينما كالعادة هي فقط تركت الحُرية لشعرها بالإنسدال على كتفيها وظهرها , بالرغم من أنها تتمتع بقدر كبير من الجمال إلا أنها لم تثق بنفسها يوماً , إتجهت للأسفل لتقوم بتحية والداها بشكل آلي و إحترام كبير قبل أن تنضم لهما لتناول طعام الأفطار ومن ثم التوجه للمدرسة محاولة بقدر الإمكان تجنب الإختلاط بأي شخص آخر .
وبمنزل آخر وقف ذاك الشاب ذو الشعر الأشقر الداكن والعينان الزرقاوتين الداكنتين أيضاً بإنتظار شقيقه الذي لم يتجاوز العاشرة حتى وهو يرتدي حذائه وابتسامة لطيفة تعلو شفتاهما , ما إن إنتهى حتى تقدم لشقيقه الأكبر ليمسك بيده بخفة ويسيران معاً , هما يعيشان معاً بمفردهما منذ أربع سنوات تقريباً حياتهما شبه مستقرة, وضعهما كان جيداً إقتصادياً لكن والداهما يعيشان خارج البلاد بسبب العمل !
تعرض " إيليوت " الصغير لمرض بقلبه بسبب
صدمة حدثت معه قبل عامين إضافة لعدم قدرته على الكلام من بعد ذاك الحادث , هو كان يتألم لوضع شقيقه لكن كلا والديه كادا يتخليان عن العمل للبقاء معهما بسبب تلك الحادثة ، بكل حال لو فعلا ذلك لما تمكنا من دفع ثمن علاجه ، ولم يسمحا لأنثوني بالعمل حتى لا يضيع مستقبله الدراسي ...يأتي والده لتفقد أوضاعهم من فترة لأخرى , لكن أنثوني بلغ الثامنة عشرة من العمر قبل شهرين لذا أصبح المسؤول عن نفسه رسمياً !
أنت تقرأ
Drifters in time
Science Fictionفي الماضي السحيق حيث البشر البدائيين يعيشون حياتهم بأريحية فلا نفاق ولا تكبر الجميع يداً واحدة للنجاة من أي خطر ! وهنالك عاش ذاك الفتى ذو العزيمة الصلبة والمهارات المختلفة ضمن قبيلته بإحدى الكهوف ويتوقع منه أن يكون القائد التالي للقبيلة .. بالحاضر...